الوجه الحقيقي

 

 علي توركمن اوغلو

sanaelgerawy@hotmail.com

كانت الولايات المتحدة الامريكية ولا تزال تدعي بأنها احتلت العراق ليس الا لتحرير الشعب العراقي من الديكتاتورية ولكن احداث اليوم وتطورات الساعة تكشف النوايا الحقيقية من وراء احتلالها للعراق.

ومهما راوغ متحدثوا وزارة خارجيتها في تفسيرهم للاحداث، ومهما تفننوا في تكوين جمل منمقة تفيض دبلوماسية وقورة غير ان ذلك سوف لن يغير اسباب الاحتلال، وهي اثنتان رئيسيتان لاثالث لهما :اولهما وضع اليد على النفط العراقي والى حين نضوبه أو اكتشاف مصدر اخر بديل عنه، وثانيهما تقسيم العراق وتحويلها الى دولة ضعيفة مهزوزة لاتشكل خطرا على اسرائيل مثلما كانت سابقا، حيث كانت الدولة الوحيدة في المنطقة المواجهة لأسرائيل. وعليه قام مجلس الشيوخ الامريكي بتمرير مشروع غير ملزم لتقسيم العراق الى ثلاث فدراليات عرقية وطائفية ، ضمن دولة مركزية هزيلة، كما صرح بها السيد مسعود البارزاني لمجلة امارتية، وبالتالي امحاء وجود ثلاثة ملايين تركماني اي شعبا باكمله من الوجود في اقليم توركمن ايلي. ان هذا يعني فيما يعنيه كون التاريخ يعيد نفسه، ولكن هذه المرة يلبس التاريخ العائد لباس الديمقراطية الامريكية.

وهنا اتوجه بألسؤال التالي للمسؤولين الامريكان: هل هناك فدراليات طائفية ومذهبية وعرقية أو فدراليات خاصة للبيض واخرى لللسود في الولايات المتحدة الامريكية لكي تخلق مثل هذه الفيدراليات في العراق. ان فيدراليات الولايات المتحدة الامريكية اوجدت نفسها لتوحيد دويلات امريكا الشمالية والجنوبية ضمن دولة واحدة مركزية قوية هي الولايات المتحدة الامريكية ، غير ان تطبيق النموذج الفيدرالي الامريكي على الحالة العراقية يأتي مخالفا لواقع الحال العراقي ، حيث كان هذا البلد موحدا بشعبه وارضه في العهود الماضية عكس امريكا المقسمة.

اذن لكي يتم تطبيق الفيدرالية الامريكية كان لابد ان يمزق العراق الى دويلات متحاربة كما كانت دويلات امريكا، ثم يتقدم شخص ما، أو جهة ما امريكية بألطبع بألتعطف على الشعب العراقي، واهدائه نسخة مشوهة عليلة للنموذج الفيدرالي الامريكي كمخرج ناجح للأزمة العراقية. وهكذا قامت القوات المحتلة (القوات المحررة من وجهة نظر المستفيدين من هذا الحل الفيدرالي) بتحقيق الخطوة الاولى وهي تمزيق العراق الى دويلات طائفية عرقية متحاربة، لتبقى تحت سيطرتها مدى الحياة. ان الدليل على ما اذكره تصريح السيدة كلينتون المرشحة الديمقراطية لرئاسة الولايات المتحدة الامريكية بأن سحب القوات الامريكية من العراق مهمة صعبة جدا الى نهاية 2013 اي نهاية ولايتها للرئاسة ، ان فازت في الانتخابات.

لقد اثبتت الوقائع بأن تصريحات الديمقراطيين اوالجمهوريين المتعاقبة عن العراق ليست الا دعاية انتخابية يمارسه الحزبين على حساب الشعب العراقي حيث اكد السيد الرئيس بوش مرارا وتكرار بأنه سيقضي على الارهاب في العراق لكي لا يصل الى الولايات المتحدة الامريكية واوربا، اذن وفي كل الاحوال فالشعب العراقي هو الوحيد المتضرر من الارهاب وبشكل خاص الشعب التركماني، وعليه هنا اقول وبكل صراحة اذا ما فرضت الولايات المتحدة الامريكية هذا التقسيم، واذا ماقبلت به كل الاطراف العراقية، فسيكون الاقليم الرابع في هذا التقسيم هو اقليم توركمن ايلي مهما كلف الامر، وسيضحي الشعب التركماني بالغالي والنفيس في سبيل تثبيت وجود اقليمه الخاص (اقليم توركمن ايلي).

انني في هذا السياق اخاطب القيادات التركمانية ان يفكروا اكثر من مرة بعد ظهور هذاالمشروع للعيان، والا ستكون عاقبة ذلك وخيمة لا يعلم بمداها وهولها الا الله، لان شعبا ابيا كالشعب التركماني اسس سبعة دول عظيمة كانت اخرها تحكم اجزاءا شاسعة من اسيا وافريقيا وجزء غير قليل من اوروبا سوف لن يرضى بالظلم والاهانة، والعبودية، والتبعية لأحد غيرنفسه وغير الله سبحانه وتعالى، وحاشاه تعالى من الظلم والاذلال.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com