أستيقظوا أيها الساسة العراقيون ويامراجع الدين العظام وأنقذوا ماتبقى من العراق

 

 

المهندس قيس علي البياتي

mahmoudahmead802@hotmail.com

إنها قصة شعب مازال يخوض حتى اليوم معركة ليمارس حق إدامة الحياة بكرامة وحرية ويقف داخل قاعة التأريخ العراقي كوطن ..إنها قصة الشعب العراقي وخاصة العرب السنة والشيعة والتركمان ومعهم الأيزيدية والمسيحيين والصائبة قاطبة في العراق الجديد..تجيء في وقت حرج وحساس يتطلب من جميع هؤلاء بكل إنتماءاتهم السياسية توحيد صفوفهم وتجميع طاقاتهم وأمكاناتهم والتعاون والتنسيق فيما بينهم لمواجهة التحديات الكثيرة التي تجابههم والتصدي للأخطار التي تتهددهم وتهدد وطنهم ومصيرهم ومصير أجيالهم والتحدث بصراحة وبثقة معلنين أنهم ضد المخطط الأمريكي المسموم في تقسيم العراق الى ثلاث دويلات حيث استعمل القرار مفردة التقسيم في متنه وهو الامر الذي يتنافى وإرادة الشعب العراقي في بقاء العراق دولة واحدة

ولا شك فيما أوصلته الأحتلال ومخططاته المقيتة في العراق من قتل مئات الألوف وتشريد الملايين الى المنفى والغربة القاتلة حيث المصير والمستقبل المجهول وتصفية العلماء والمثقفين وذوي الشهادات والكفاءات وممارسات تعسفية وأجراءات قسرية شملت كل مرافق حياة المواطنين حيث أذاقهم مرارة الحرمان والتشرد طوال مايقارب الخمس سنوات الماضية وفي تدهور وإنحطاط وتفكك وتشرذم وانكفاء كل أنسان عراقي على نفسه وتمسكه فقط بقوته وبمصاعب الوضع ومخاطره وتحلله من رباطه القومي وتخليه عن القضايا الوطنية لصالح شؤونه اليومية المتدهورة أدى الى إستهانة الأمريكان والقوى المحتلة للعراق ومعهم العصابات المرتزقة كبلاك ووتر والأخرين من المنظمات الدولية الخطيرة التي تعمل تحت مسميات مختلفة في العراق أدى الى أستهانة هؤلاء بها والفئات التي جلبت الويلات والمأسي في سبيل تغيير تمرير سياساتهم الظالة  بعد كل هذا الخراب الذي الحقه صيصان عفلق بهذا الوطن المنكوب وبعد أنتهاك جلاوزة البعث كل قلاع وحصون العزة والكرامة والشهامة الفردية منها والجماعية عند امتنا وعلى امتداد أربعة عقود كانت صاخبة بالحروب الداخلية والخارجية والقتل والغدر لم يعد بوسع اي قوة اليوم تبرير كل ذلك الماضي الاسود وكل ذلك التراث من القهر والظلم والأستبداد الذي هجرته اغلب امم الارض الا:

أمة العربان ومن والاها من جزر النسيان....؟ وشجع القوى الكبرى الطامعة فيها على مواصلة هذه السياسة الرعناء في المضي قدما بل وأكثر محاولة الأستحواذ على مقدراتها والمضي قدما في تفكيك اللحمة والدولة العراقية بالأستناد على مواد الدستور التي فرضت على القوى السياسية وعلى الشعب العراقي تحت ظروف ضعف السلطة يعلمها الجميع.

إن العقلاء من الناس يتفقون على أن الاجتماع والأئتلاف ووحدة الصف مطلب ضروري شرعا وعقلا وقانونا لاغنى عنه لأمة تريد العيش الكريم ، ولكن المواقف والأحداث تعصف بالناس، وتحوج الى التأكيد على هذه المعاني وعدم التخلي عنها.

وقد أفرزت الأحداث الأخيرة في العراق وقرار الكونغرس الأمريكي الهادف الى تقسيم العراق وتمزيقه وتمزيق طيفه الجميل في نهاية المطاف وحدة الكلمة ووحدة الآراء والمواقف بين مختلف القوى السياسية العربية السنية والشيعية والتركمانية في المحافظة على وحدة العراق أرضا وشعبا وسماءا والنضال في سبيل تحقيق مايصبون أليه جميعا بكل أخلاص وتفاني وجد وإيمان والوقوف بكل قوة وتفاني ضد المشاريع الأمريكية المقيته في العراق

إن الحاجة ماسة إلى التذكير والتأكيد على معاني الأجتماع والأئتلاف ووحدة الصف والهدف بين العراقيين في هذه الظروف الصعبة والحرجة من تأريخهم .. وما عليهم إلا توحيد الصفوف عراقيا وطنيا يتخندقون صفاً واحداً لكي يعيدوا المعادلة بأن يكون العراق وشعبه وأرضه بمعزل عن المخططات المسمومة للقوى الضالة ولأمثال بايدن المترف المعروف بتسرعه وسطحيته في معالجة القضايا الشائكة الذي يمضي لياليه في اللهو والمعاصي ويخطط في الصباح التالي وفي أروقة الكونغرس الأمريكي وبمباركة وموافقة القيادات الكردية المترفة التي لاترعوي مصالح البلد ومصالح الشعب الكردي المنكوب والمكتوي من ويلات الحروب .. فهو يخطط لتقسيم العراق الى ثلاث كيانات عرقية وقومية وطائفية مقيته والذي ينم عن جهل كبير بحقيقة الأوضاع في العراق وبطبيعة الشعب العراقي الذي يرفض رفضا قاطعا المساس بوحدة بلده .... تخطط لتقسيم العراق ليس حبا بالعراق أو بالعراقيين وإنما لتأمين أمدادات النفط أليهم على المدى الطويل وخاصة أن سعر البرميل الواحد قد تجاوز ال 80 دولار وكذلك لأتاحة المجال أمام الشركات الأمريكية في السيطرة على خيرات وثروات العراق من خلال سياسة

globalization

العولمة ..والتي تعني بالمعنى الخفي ذلك التوجه وتلك الدعوة التي تسعى إلى صياغة حياة البشر في مختلف الأمم ، وفق القيم والمسالك والأنماط الغربية ـ وبالدرجة الأولى الأمريكية ـ وتحطيم خصوصيات الأمم المختلفة إما بالترغيب أو بالترهيب ونشر القيم الغربية الرأسمالية في العالم وجعل العالم كله يسير وفقا للنموذج الغربي الرأسمالي في مجالات السياسة ، والأقتصاد، والثقافة .. أي نشر القيم الغربية في مجال السياسة بالدعوة إلى الأخذ بالديمقراطية الغربية بوصفها نظاما للحكم ، مع ما يتطلبه ذلك من تعددية سياسية ، وأحزاب ، وحرية في التعبير ، ومجالس تشريعية ، ودساتير ، ورأي عام ، وغير ذلك

فهي إرادة لاختراق الآخرين ، وسلبهم خصوصيتهم ..إرادة للهيمنة ، قمع وإقصاء للخصوصية واحتواء للعالم...ومسح للثقافات الأخر وإحلال الاختراق الثقافي محل الصراع الأيديولوجي...وهي أن يجبر القوي الضعيف ، ويرغمه على ما لا يريده   

أما المعنى العلني : زيادة حجم وتنوع معاملات السلع والخدمات عبر الحدود والمتدفقات الرأسمالية الدولية ، وكذلك من خلال سرعة ومدى انتشار التكنولوجيا وأندماج أسواق العالم في حقول التجارة، والاستثمارات المباشرة ، وانتقال الأموال ، والقوى العاملة، والثقافات ، والتقانة ، ضمن إطار من رأسمالية حرية الأسواق، وتاليا خضوع العالم لقوى السوق العالمية ، مما يؤدي إلى اختراق الحدود القومية، وإلى الانحسار الكبير في سيادة الدولة، وأن العنصر الأساسي في هذه الظاهرة، هي الشركات الرأسمالية الضخمة متخطية القوميات وغيرها من الشعارات الرنانة

ولاسيما أنها تعيش اليوم حالة من التضخم والكساد ومثقل بالديون معها خزينة البنك الأحتياطي المركزي الأمريكي التي تجاوزت ال 700 ترليون دولار حسب التقارير الأقتصادية الأخيرة ومما كان سبب إنخفاط سعر صرف الدولار الأمريكي الى أدنى المستويات أمام جميع العملات الأجنبية العالمية ومازالت مستمرة في الهبوط .. ناهيك عن فضيحة القروض على المنازل والتي بات الناس لايسددونها بسبب الوضع الأقتصادي الهش الذي يعيشونه ويعيشوها دافعي الضرائب الأمريكيون

ياساسة العراق المحترمون أن وحدة الصف بشيعتكم وسنتكم وممثلي ونواب وأحزاب مكوناته الرئيسية من العرب (السنة والشيعة ) والأكراد والتركمان والمسيحيين والأيزيديين والصائبه ومختلف التيارات السياسية التي هي أمل العراقيين المنكوبين في جميع مناطقهم وهي وحدها الكفيلة بحل مشاكلهم وتحسين أحوالهم ورفع شأنهم ومكانتهم بين الأمم ... نطالبكم بأن تقوموا بأداء واجباتكم الذي تحتمه عليكم المسؤولية التاريخية أمام الله تعالى وأمام الشعب العراقي ، وذلك بالعمل معا ًوبشتى الطرق في إنقاذ العراق وأهلها من سياسة التقسيم والتمزيق والأغتيالات والتغيير الديموغرافي والتهميش والتهجير والأستفتاءات المشؤومة المزمع أجراءها على بعض المناطق العراقية ومنها كركوك نبض العراق الأقتصادي ومن خلال محاولة أستئصالها من الجسد العراقي بداية ومقدمة تفكيك الدولة مستقبلا وخاصة بعد الأعلان الرسمي لحكومة مايسمى بأقليم كردستان بمساندتهم ومباركتهم لمشروع بايدن.. وبعد تورطهم في أغراق البلد بجملة من العقود النفطية الغير القانونية مع الشركات الأجنبية دون الرجوع الى الدولة العراقية أو وزارة النفط العراقي في بغداد .. مما أدى بأدارة بوش الى الأنتقاد الشديد لحكومة أقليم كردستان يوم أمس لأبرامها تلك العقود.

إننا نرفع الآن أصواتنا مطالبين بالأعلان وأمام الملأ عن وحدة الصف والهدف ونرفع أصواتنا لتقف شامخا متحديا كل الضغوطات وعدم ترك أبناء شعبكم والذين ضحوا بالغالي والنفيس في سبيل حريتهم وأنتخبوكم في تلك الظروف الخطرة متحدين الأرهاب العفن ونطالبكم بتثبيت حقوقهم السياسية والمدنية والقومية والثقافية داخل الدولة العراقية لأنكم تمثلوننا ونحن من أنتخبناكم وإن الأيام القادمة هي أيام إختبار حقيقي لكم في موضوع الوحدة والتخندق معا في موضوع شعبكم والعراق المصيري ووحدة أرضه وسماءه وسيادته

علينا جميعا كعراقيين ان نتفق على حقيقة ان العراق الجديد.. الوطن الذي وضعت فيه قبل آلاف السنين اول مسلة قانونية ..في خطر حقيقي وعلى الساسة ورجال الدين العظام أن يستيقضوا حقا إن كانوا غافلين وهذا مالانعتقده وأن يقفوا عند المخاطر الكارثية التي تهدد العراق وشعبه وأرضه وأن يعلنوا عن رفضهم بشكل واضح وصريح لمثل هذه المخططات المسمومة وهذه التدخلات السافرة في رسم مستقبل بلدنا السياسي الذي ينبغي ان يكون مرهونآ بأرادة شعبنا وبرغبته في قيام عراق ديمقراطي موحد وتجديد التأكيد على أن العراق سيبقى واحدا لايقبل القسمة أو التجزئة إلا على نفسه.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com