|
مسيرة الانسان في البحث عن خالقه العظيم "والذين كفروا اعمالهم كسراب بقيعة يحسبه الظمان ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا ووجد الله عنده فوفاه حسابه والله سريع الحساب" سورة 24 النور الاية 39.
التطور العلمي يدعو الى الله شهد العالم في القرنين الاخيرين تطورا مهما في مختلف العلوم نتج عن ذلك اختراعات واكتشافات اذهلت العقول، فقد اكتشفت الذرة والتيار الكهربائي والتلغراف والهاتف، وظهر على اثر هذه العلوم اختراعات كثيرة ك الطائرة والسيارة والقاطرة والصاروح والقمر الصناعي واليوم يشهد العالم تقدما ملحوظا في الاتصالات باستخدام الموبايل وشبكة الانترنيت والباحث (النافيكيتر)، ولم يتم ذلك عفويا وانما جاء نتيجة لتراكم المعلومات البشرية جيلا من بعد جيل، فقد نقل لنا القران الكريم نظرات ابراهيم النبي عليه السلام الى الكواكب والنجوم في محاولة للبحث عن القوة العظمى الماورائية للكون التي تسيطر عليه، وتلى ذلك العديد من المحاولات العلمية لدراسة الكون والحياة وقوانينهما ومن ابرز العلماء الذين قادوا هذه المحاولات العالم القيزيائي الرياضي الانجليزي اسحق نيوتن صاحب قوانين الحركة المتوفي عام 1727 بالتقويم القيصري والعالم الانجليزي الكيميائي والفيزيائي مايكل فاراداي مكتشف ظاهرة التحريض المغناطيسي المتوفي عام 1867 ميلادية اوالعالم الالماني البرت اينشتاين واضع النظرية النسبية الخاصة والعامة والمتوفي عام 1955 ميلادية وغيرهم. "وفوق كل ذي علم عليم" سورة 12 يوسف الاية 76.
معراج الانسان الى ربه ان التقدم الذي طرا على العلوم جعل الانسان يخطو خطوات مهمة لغزو الفضاء وليكتشف عوالم جديدة يبحث فيها عن الكون والحياة ثم ليجد حلولا ومعالجات لمشاكله على الارض عسى ان يحصل على حياة افضل، ولكن هناك من يبحث بطريقة مختلفة في عالم الوجود والامكان في محاولة فهم القوة العليا الخفية المسيطرة على الكون. ”يا معشر الجن والانس ان استطعتم ان تنفذوا من اقطار السماوات والارض فانفذوا لا تنفذون الا بسلطان“ سورة 55 الرحمن الاية 33.
الله يحيط بنا من كل جانب فكل من حولنا يدعو الى الله سبحانه وتعالى فبالعقل يفكر الانسان وينظر الى خلقه والى السماء كيف رفعت والى الارض كيف سطحت والى كل نبات وحيوان وجماد مهما صغر او كبر يرى ام لايرى بذرة ام ثمرة خلية او ذرة. "والله من ورائهم محيط" سورة 85 البروج الاية 20.
المادة مظهرا وجوهرا تتحدث عن خالقها تشير الدراسات الى اهمية فهم مظاهر المادة من حيث الشكل والحجم والكثافة والصلابة وتاثرها بالحرارة والضوء والكهربائية والمغناطيسية الى غير ذلك من الامور، كما تهتم العلوم بجوهر المواد ومعرفة كنه طبيعتها الجزيئية والذرية والاواصر لذا احتاج الانسان النظر الى التراب والحجر والى كل سائل او غاز وفي هذه الدراسة يكتشف الانسان ان جميع الاشياء كبيرها وصغيرها يدل على النظام والقوة ويشير الى وجود واجب الوجود سبحانه وتعالى الذي يرى ولايرى. "تسبح له السماوات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا" سورة 17 الاسراء الاية 44.
العلوم القديمة والحديثة تدعو الى الايمان بالله لقد ساهمت الحضارات القديمة في نشر التوحيد، فمنذ القدم والانبياء والرسل والمصلحين يؤدون ادوارهم التاريخية وينشرون علومهم الانسانية والطبية والعلمية كما فعل ادريس عليه السلام وابراهيم (ع ) عندما رمي الى وسط النار، وعيسى(ع) وهو يحيي الموتى ويبرئ الاكمه والابرص باذن الله وموسى(ع) وهو يستعمل عصاه ويده ليحقق المعجزات ومحمد(ص) واتيانه بالقران. كما ساهمت الحضارة الحديثة في نشر العلوم المختلفة في الطب والهندسة وفي الفيزياء والكيمياء والرياضيات واصبحت العلوم اكثر تخصصا فازداد حجم المكتبة العلمية ومصادر المعلومات. " علم الانسان مالم يعلم " سورة 96 العلق الاية 5.
العلماء يؤمنون بالله قبل غيرهم في هذا الشان نذكر كتابا مفيدا يدعى "الله يتجلى في عصر العلم" تاليف نخبة من العلماء الاميريكيين من ترجمة الدمرداش عبد المجيد سرحان - محمد جمال الدين الفندي يتحدث فيه هذا الكتاب عن مجموعة من العلماء الذين تيقنوا بوجود الله من خلال بحوثهم ودراساتهم وملاحظاتهم التي عززت ثقتهم وايمانهم بوجود الله، واتضح من هذا الكتاب ان المسافة تقصر بين الخالق والمخلوق كلما ازداد الانسان علما، فالطبيب والمهندس والمعلم كل منهم ينظر ويفكر ويتدبر فيجد في كل مخلوق دليل على وجود خالقه. "انما يخشى الله من عباده العلماء" سورة 35 فاطر الاية 28.
العلوم التطبيقية تدعم الايمان بالله فجميع المهن والحرف قديما وحديثا تعين الانسان في الخروج من عالم الجهالة الى عالم النور ومعرفة الخالق، فالنجار والحداد والفلاح والطبيب والمهندس كلهم يفكرون بالخالق، فالنجار يفكر بعمله والحداد يفكر بعمله والفلاح يفكر والطبيب يفكر وكل ذي صنعة يفكر في الخالق فيجد الله عنده. "بَلِ الإِنسَانُ عَلَى نَفْسِهِ بَصِيرَةٌ" سورة 75 القيامة الاية 14.
الجدل الفلسفي ساهم في تعميق الايمان بالله لقد ساهم الجدل المعرفي في تهيئة الاجواء المناسبة في فهم الحقائق المادية والمثالية وجدلية الصراع الفكري حول طبيعة نشاة الكون والحياة وماورائهما، ونقل لنا القران الكريم جدل الانبياء مع اقوامهم، كما ساهمت الاجيال المختلفة في ذلك الجدل التاريخي في فترة العصور القديمة كما حدث في عصر افلاطون وسقراط وارسطو وكذلك الجدل الذي اثير في العصر العباسي حيث انتشرت الزندقة وكان لائمة اهل البيت عليهم السلام الدور المهم في رد الشبهات حول وجود الخالق وعمقت الوعي والثقافة في المجتمعات الجاهلة. "ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي احسن ان ربك هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو اعلم بالمهتدين" سورة 16 النحل الاية 125.
الدراسات القرانية ساهمت في اثراء المعرفة الانسانية فالدراسات العقلية ودراسة القران ساعدتا في التعرف على الحقائق وساهمتا في تطور القدرة على التمييز بين الحق والباطل حيث بذل العلماء الروحانيون جهودا كبيرة في التفسير والحديث والرواية مما ساعد على نقل الافكار بصورة امينة وصادقة وخصوصا ما نقله الثقاة من اتباع اهل بيت العصمة والنبوة والامامة مما ساعد على حفظ العقيدة والمنهج وصيانتهما من الانحراف. "ان هذا القران يهدي للتي هي اقوم" سورة 17 الاسراء الاية 9.
الايمان لايغفل التوازن الروحي والمادي ورغم ان التطور المادي اضفى طابعا ماديا على الحياة وبالاخص بعد الاكتشافات والاختراعات الامر الذي دفع بالانسان الى الغرور ولكن جهود العلماء الروحانيين من اصحاب الكتب السماوية واصحاب العقول النيرة تمكنت من التصدي لظواهر الشرك والكفر واثرت في نفوس الناس بشكل يدعو الى الاطمئنان وسلامة الوسائل والطرق والاهداف التي تؤدي الى تثبيت دعائم الايمان وتعزيزه في النفوس بالشكل الذي يحقق التوازن النفسي بين تاثيري كل من الجانبين العقلي والمادي. "وابتغ فيما اتاك الله الدار الاخرة ولا تنس نصيبك من الدنيا واحسن كما احسن الله اليك ولا تبغ الفساد في الارض ان الله لا يحب المفسدين" سورة 28 القصص الاية 77.
النظر الى المادة والروح واما النظر الى المادة من حيث جمالها وفعلها وتاثيرها فانه يترك اثرا ماديا في النفوس ويحملها على الغفلة والعمى فلاترى غير ماتراه من الصور الزائفة ولكن النظر الى الامور بشكل معتدل يبعث على تحقيق التوازن ودعم الاتجاه العقلي والروحاني الذي يترك ظلاله على النفوس ويرسخ اعتقادها وايمانها بوجود الله سبحانه وتعالى. "الذين امنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله الا بذكر الله تطمئن القلوب" سورة 13 الرعد الاية 28. المصادر القران الكريم (وهو الكتاب المقدس) عند المسلمين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |