ليس خافيا ما للتدخل الخارجي في العراق من آثار سلبية على الوضع الأمني، ولعل من نافلة القول، أن الصراع الدولي في العراق أخذ أبعاد خطيرة تنذر بعواقب جسيمة يدفع ثمنها العراقيون مئات الشهداء والجرحى يومي، وتدمير البنى التحتية ومرتكزات الاقتصاد العراقي، وإعاقة عمليات البناء والأعمار التي يعلق عليها الكثير من الآمال.

أن الصراع الدائر في العراق، هو صراع أجندات خارجية، اتخذت من العراق ساحة لتصفية حساباته، فالاحتلال الأمير كي له أجندته وتطلعاته المعلنة وغير المعلنة، فتحت شعار نشر الديموقراطية، وبناء الشرق الأوسط الكبير، عبرت جحافل الغزو الأمريكي القارات بحجة إسقاط النظام الدكتاتوري في العراق، ولكن الكثير من أعداء النظام البائد وأصدقاءه، ساءهم التغيير الحاصل، وما يرافقه من تواجد للقوات الأجنبية، وما تدعوا له الإدارة الأمريكية من بناء نموذج متطور لنظام ديمقراطي قد يطيح بالكثير من العروش الخاوية التي بنيت على القمع والاستبداد وكبت الحريات، لذلك أخذت الدول التي تغشى رياح التغيير في عرقلة هذا المشروع، فمدت جسورها مع بعض الجهات العراقية بما تقدمه لها من إسناد ودعم مادي ومعنوي، لوضع العراقيل وإفشال المخططات الرامية لإسقاط تلك الأنظمة، وإثارة شعوبها عليه، ولهذه الدول حقها المشروع في الدفاع عن مصالحه، ولكن ليس على حساب العراقيين، فالنزاع الآن ليس صراعا عراقيا..عراقي، كما تبدوا صورته للمراقبين، وإنما هو صراع دولي استعملت فيه بعض الأطراف العراقية(ماشة نار) لتحقيق مكاسب خارجية، وألا ما هي الخلافات العراقية ـ العربية أو العراقيةـ الإقليمية. أن لدول الجوار مصالحها في استقرار الوضع الأمني في العراق، لأن الإرهاب الذي أتخذ من العراق ساحة لعملياته، لابد له من الانتشار والتمدد وتوسيع رقعته الجغرافية، والدول المجاورة للعراق هي المتضرر الوحيد من انتشار هذا الخطر السرطاني، وقد لا تستطيع هذه الدول المساعدة للإرهاب من لجمه وإيقافه عند حدوده، لأنه أتخذ أبعاد جديدة، وأصبحت له موارده الخاصة التي تجعله لا يحتاج لمساعدات خارجية، بما قدر له الحصول عليه من أموال نتيجة عمليات القرصنة والخطف والهيمنة على بعض المفاصل الحيوية التي تدر عليه أموال طائلة تحت واجهات مختلفة من الفساد، لذلك على الدول الراعية للإرهاب أعادة النظر في حساباتها ومخططاته، فالإرهاب لا دين له أو وطن، فهو كالورم السرطاني الذي يمتد إلى مساحات واسعة دون أن يشعر الجسم بانتشاره.

أن المتضرر الوحيد من العمليات الإرهابية الجارية في العراق هو الشعب، بطوائفه وقومياته المختلفة، وليس هناك مستفيد من الحالة المأساوية إلا الخارجين عن القانون والعصابات الإجرامية التي تعيث في الأرض فساد، ممن لا يمكن لهم الحياة في ظل نظام قائم على سيادة القانون وهيبة السلطة، ...."تتعارك الخيل من جرد السايس" قاطعني سوادي الناطور، وأردف يقول(عمري كله لا سمعت ولا شفت إرهاب، وهاي الوادم وين چانت مضمومة .....ما أدري، طول أعمارنه نعارض السلطة، ونطلع مظاهرات وأضرا بات وأعتصامات ، ونطب سجون ومعتقلات، لكن التفجير وگص الروس ما يسويها السياسي، والناس تدري ، والله يدري، شگد ناضلنه وأشگد قدمنه تضحيات، ما يوم أجه أبالنه أنفجر سيارة، نكتل عمال، نهاجم مدرسه، نصير سلابه، نختطف أطفال، هاي سوالف مو مال سياسيين، ولا شغل عراقيين، هاي سوالف ألأجونه من بره، وجابوا هاي المسلعات وياهم، والهم من يدعمهم، ويسندهم، وينطيهم المال والسلاح، وكل البلاوي أجتنه من الجيران، اللي يبنون بيوتهم ويهجمون ديران العراقيين، وكلهم يحچون بالعروبة والإنسانية والدين، وذوله لا عدهم دين ولا أنسانيه ولا مذهب، لكن يدرون برواحهم مطلوبين، والمطلوب خايف، والخايف ما يعرف عدوه من صديقه، وربعنه ما شاء الله ما أنطوهم العين ألحمره، ويداخون على حسابنه، ولا واحد الوگف بوجوههم وگال ل، وكلمن يداري خبزته، ويجامل على حساب العراقيين، وحكومتنه لو تريد چا گلبت ألدنيه على روسهم، واللي يضربك بسيف مو تگله رحم الله والديك، لازم ترد عليه برشاشه، وما يفل الحديد أله الحديد، لكن شلون بلي سيوفهم چينكو.....!!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com