(رمضانيات) الخاطرة الرمضانية العشرون

 

محمود الربيعي

mahmoudahmead802@hotmail.com

التحرر من عبودية الشهوات

الصغائر والكبائر

تعرف صغائر الذنوب بمعرفة الكبائر وقد حدد القران الكريم كبائر الذنوب واوجب عليها الحدود الشرعية ومن هذه الكبائر :-

القتل:- "ولا تقتلوا النفس التي حرم الله الا بالحق ومن قتل مظلوما فقد جعلنا لوليه سلطانا فلا يسرف في القتل انه كان منصورا" سورة 17 الاسراء الاية 33.

 والزنا:- "ولا تقربوا الزنى انه كان فاحشة وساء سبيلا" سورة 17 الاسراء الاية 32.

 والسرقة:- "والسارق والسارقة فاقطعوا ايديهما جزاء بما كسبا نكالا من الله والله عزيز حكيم" سورة 5 المائدة الاية 38.

 وشرب الخمر:- "يا ايها الذين امنوا انما الخمر والميسر والانصاب والازلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون" سورة 5 المائدة الاية 90. ويرتكب الانسان الكثير من الذنوب بدون لن يتلتفت الى عظمها

كالربا:- "واخذهم الربا وقد نهوا عنه واكلهم اموال الناس بالباطل واعتدنا للكافرين منهم عذابا اليما" سورة 4 النساء الاية 161.

والغيبة والنميمة والبهتان:- "ومن يكسب خطيئة او اثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا واثما مبينا" سورة 4 النساء الاية 112.

والكذب:- "انما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون بايات الله واولئك هم الكاذبون" سورة 16 النحل الاية 105.

وكل من هذه الذنوب لها قوانينها وظروفها الخاصة وتتفاوت درجة الحد الشرعي في حدتها حسب مايراه الامام الحاكم وقد يسقط الحد او يتوقف احيانا وقد يباح احيانا اخرى وسنبين ذلك فيما بعد

فاما قتل النفس المحترمة بعدوان فيصار اليه بمعاقبة القاتل وحديثنا هذا في عقوبة الدنيا وليست عقوبة الاخرة، وقد يكون القتل سهوا وهناك حلول لمثل هذه الامور في باب الديات، وقد يكون القتل مباحا في حالات يحددها الشارع المقدس عندما يهدد الانسان في نفسه وعرضه وماله في الحدود الشرعية التي يسمح بها الشارع المقدس ضمن حدود القانون الاسلامي.

وقد تكون بعض الكبائر ذات تاثير اجتماعي سلبي اكبر فرغم ان القتل اعظم من الزنا الا ان الزنا يسلتزم اربعة شهود في حين يسلتزم شاهدين في اثبات القتل وما ذلك الا لمنع انتشار الفساد المتعمد الذي يلحق الضرر بالمجتمع كالاتهامات الباطلة.

وفي حين تكون العقوبة شديدة في القتل المتعمد الباطل بدون حق وهي القتل مقابل القتل تكون العقوبة في حال السرقة قطع اليد في حال ثبوت البينة وبظروف يكون فيها السارق في وضع لايحق له مد يده الى اموال وممتلكات الغير وغير محتاج ولم توفر له الدولة وظيفة ولم يوفر له المجتمع فرصة للعيش وعلى هذ الاسس ينظر الحاكم الشرعي الى الحدود من الجانبي التطبيقي، وفي موضوع الزنا ينظر الى مرتكبها من جوانب متعددة في حالات المتزوج المحصن او غير المحصن رجل او امراة رضا ام عدوانا مسافرا ام حاضرا، ويعتبر الربا من الكبائر العظيمة لانه يزيد الفقير فقرا ويمنع التواصل الانساني والرحمة بين الناس ويكون اعظم اثرا في حياة الانسان من الزنا ولكن يصبح الربا جائزا بين الزوجة وزوجها، والغيبة حرام وهو ان تذكر عيبا لغيرك وانت مطالب ان تستره فتكون قد هتكت ستر غيرك وكذا النميمة وهي ان تنقل الكلام بين الناس فتزيد من الفرقة بينهم وتسبب النزاع بينهم، وكذا البهتان وهو ان تذكر عيبا لانسان ليس فيه وهو اعظم وكل هذه الذنوب المعنوية عليها عقوبات الهية قد تكون عاجلة في الدنيا فيعاقب الانسان بنفس الحالة ويكون عرضة للقيل والقال كما كان يتصرف في القيل والقال على غيره من الناس وقد تكون الغيبة احيانا جائزة للفاسق المتجاهر بالفسق. "وعنه صلى الله عليه وآله وسلم لاكبيرة مع الاستغفار ولا صغيرة مع الاصرار" الكافي 2 جامع الاخبار.

ويرتكب الانسان الكثير من الذنوب من دون ان يكون عليه رقيب ويتعرض للعقوبة من دون ان يشعر كالنظر المحرم والعمل المحرم ودخول الاماكن المحرمة والدخول في مواضع الشبهات الى غير ذلك من الامور التي لاتعد ولاتحصى. " ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما " سورة 4 النساء الاية 31.

 

 الخطا المستمر

ويعتبر الاصرار على الصغيرة كبيرة فينبغي ان لايستهين العباد بذنوبهم فينظروا الى عظم من يعصونه الى الى صغر معاصيهم فيبتعدوا عن الاكل الحرام والشرب الحرام والملبس الحرام وان يصونوا انفسهم والسنتهم وعيونهم وايديهم وارجلهم وبطونهم وافئدتهم وعقولهم وان يبتعدو كل مايسخط ربهم ويتجنبوا كل مايغضب ربهم فقد تتراكم المعاصي فتصبح جبلا يقصم الظهر. "ان تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم وندخلكم مدخلا كريما " سورة 31النساء، وقوله عز وجل: الذين يجتنبون كبائر الإثم والفواحش إلا اللمم" سورة 32 النجم

 

الندم

يعتبر الندم وسيلة للتوبة وبابها وهو ان يندم العبد على الذنوب التي ارتكبها ويعقد العزم ان لايعود اليها وهو امر يدعو الرب الى تخفيف العقوبة او الغائها وكلما كان الندم كبيرا يكون العفو اكبر وبالخصوص عندما تكون التوبة نصوحة وهي عدم تفكير العبد بالعودة الى المعصية. . " يقول سبحانه وتعالى وَٱلَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَـٰحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ ٱللَّهَ فَٱسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِر ٱلذُّنُوبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَىٰ مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ " سورة المائدة 135.

 

التذبذب

ومتى كان العبد متواصلا مع ربه استقر وارتاح وكلما ابتعد عن الحضور في ساحة العبادة والايمان جرته الحياة مرة اخرى الى المعاصي والذنوب، فينبغي للعبد التواصل بقراءة القران والعيش في اجوائه القدسية والمبادرة الى الحضور في المسجد وصرف الاوقات في الصلاة والدعاء ولقاء المؤمنين وشغل النفس بما يرضي الله على كل حال والابتعاد عن اماكن اللهو والغفلة. " وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الموت قال اني تبت الان ولا الذين يموتون وهم كفار اولئك اعتدنا لهم عذابا اليما " سورة 4 النساء الاية 18.

 

 الغفلة

فالحضور في اماكن اللهو الفارغة يدعو الى نسيان الانسان لذكر ربه والاشتغال بما لايرضي الله عز وجل وكلما كان الانسان مبتعدا عن الاجواء الطاهرة كلما جرته نفسه لدعوة الشيطان. " واذكر ربك في نفسك تضرعا وخيفة ودون الجهر من القول بالغدو والاصال ولا تكن من الغافلين " سورة 7 الاعراف.

 

 الضعف

وتعاني النفس من الضعف عندما تلهو تلعب ولاتشغل نفسها بالحق وفي هذه الحالة فانها بطبيعة الحال تميل الى الباطل وتبتعد شيئا فشيئا عن ذكر الله وتكون فريسة سهلة لمكائد الشيطان. " يريد الله ان يخفف عنكم وخلق الانسان ضعيفا " سورة 4 النساء الاية 28.

 

صرف الطاقة في الحرام

ان الطاقة التي يحصل عليها الانسان لابد ان يصرفها فان صرفها في الحلال استقرت النفس وحصلت على الارتياح والنجاح واما اذا صرفتها في الحرام فانها ستتعرض الى القلق والحزن والاكتئاب والشعور بعد الراحة لانها تعرف انها قد خالفت وعصت وانها تنتظر العقوبة في الدنيا عاجلا وفي الاخرة عاجلا. "واذا رايت الذين يخوضون في اياتنا فاعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث غيره واما ينسينك الشيطان فلا تقعد بعد الذكرى مع القوم الظالمين" سورة 6 الانعام الاية 68. "من لم يشغل نفسه بالحق اشغلته نفسه بالباطل" من احاديث اهل البيت عليهم السلام.

 

الضمير

يعتبر الضمير احد المكونات الاساسية للنفس الانسانية المهمة، ويبنى الضمير على اساس المبادئ العامة للاديان، وعلى مجموعة القوانين التي تتحكم في تصرف الانسان بحيث تحفظ المجتمع من العدوان، ومن هنا يتبين اهمية بناء الضمير من خلال التربية والتعليم وتوجيه الانسان التوجيه الذي يجعله محترما وملتزما بمجموعة القوانين التي تحفظ الحقوق الشخصية والحقوق العامة بحيث يحاسب الانسان نفسه قبل ان يحاسبه غيره. " ايها الذين امنوا اتقوا الله وكونوا مع الصادقين " سورة 9 التوبة الاية 119.

 

المصادر

 القران الكريم

احاديث الرسول صلى الله عليه وسلم واهل بيته المعصومين عليهم السلام

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com