|
مخلص الكوثري بابل المحافظة التي تحافظ على تراثها التأريخي الثر رغم أنف الحاقدين فهي مدينة الحضارات القديمة ومدينة أول قانون وضعه البشر ليحكم وينظم شؤون الحياة والناس فيها ونحن إذ نفتخر بهذا التأريخ العريق ونسمو بين الناس لأننا أبناء تلك المدينة وغيرها من مدن العراق التي تعيش محبة الأنتماء لعراق الأولياء والصالحين ...وعبر مسيرة الزمن الغائرة في عمق التأريخ فقد نشأت في نفس المكان لبابل بعد فترات بعيدة مدينة عريقة أسمها الحلة والتي مازالت تحمل هذا الأسم العزيز ويشرفها أنها مدينة العلماء والأولياء حيث أنها أكثر بقعة فيها قبور للصالحين والأولياء ومن هذا أكتسبت أهميتها وشهرتها مع المناطق التابعة لها .. وبقيت الحلة تتوسد ذراع نهر الهندية الذي يمر فيها فيقسمها شطرين وفي ظل الظروف الأخيرة من بعد سقوط النظام والتغيير السياسي الذي حدث بالعراق كانت لبابل أهمية كبيرة بالنسبة للقوات التي دخلت العراق بحجج هي معروفة للجميع .وكما يعرف الجميع فأن بابل هي سور بغداد من الشمال بالنسبة للمحافظات الجنوبية وكانت ذات أهمية فائقة بالنسبة للأرهابيين والتنظيمات الأرهابية فأستخدمت مساحات واسعة من مدن بابل لتقيم على أراضيها دولتهم المشؤومة لتمتد من أطراف الأنبار قبل أن يسيطر عليها الشهيد أبو ريشة وحتى مناطق ممتدة في عمق بابل ومنها مدينة جبلة المتاخمة لقضاء الصويرة من جهة الشمال الشرقي ومنطقة مويلحة الموبوءة بالقتل والتفريخ الأرهابي من جهة الشمال الغربي حيث عاشت هذه المدينة أرهاب من نوع خاص لكونها ناحية غنية وفيها يعيش من مختلف الطوائف الشيعية والسنية والوهابية ونتيجة غنى هذه المدينة فأنها صارت هدفاً للكثير من النفعيين ليغرف من خيرها سواء بالطرق الشرعية والأخلاقية وبغيرها ... حتى أن الناس الغير أسوياء يقصدون المدينة ويقومون بأرهاب أهلها وقتل سكانها مقابل حفنات من سحت حرام ترميه لهم قاذورات القاعدة الأجرامية هذا من جانب ومن جانب آخر أصبحت الأجهزة الأمنية الموجودة في محافظة بابل وكما معروف لدينا منذ تأسيسها عند دخول القوات الأجنبية الى العراق ولحد الآن تمارس نفس الغرض وتقوم بأعمال لاأخلاقية منها سرقة البيوت التي تهاجمها وتهشيم الأثاث فيها ..في البدء كانت قوات العقرب عندما تهاجم المناطق الأرهابية وجماعات القاعدة وتعتقلهم ليس من أجل عيون الوطن أو أمن العراق وليس من مقتضيات شرف الواجب وأنما لأجل جني خير القاعدة الوفير من أموال طائلة وبالدولار وعندنا الكثير من المعلومات التي نستند عليها حيث أنه ما أن يمسكوا المجرم القاتل حتى يطلقوا سراحه بكذا مبلغ خيالي ... ولِمَ لا والقاعدة تمويلها دولي ؟! وعندما تعاقبت الحكومات المنتخبة على العراق وأصبحت الأمور شيئاً فشيئاً بيد السلطة العراقية ونتيجة بعض التغيرات في أفراد هذه القوات ومساءلة قادتها أحسسنا ببعض التغيير البسيط ولكن سرعان ماذاب جليد العقرب ثانيةً بعد أن أشتدت حرارة أموال التنظيمات الأرهابية والتي غيرت مسمياتها مع رغبة قوات الأحتلال فبدل أن يكون التنظيم الذي يقتل الناس غيلةً ومكراً بأسم القاعدة صار يسمى الجيش الأسلامي وترعاه القوات الأمريكية ويدعمه قيس قائد شرطة بابل وقوات العقرب بقيادة العقيد عباس والذي بفضل ولاءهم لجانبٍ ما رسخوا مبدأ الطائفية بشكلِ مقيت حيث يعلنون دائماً بأن السنة مضطهدين في هذه المدينة وبأنهم المدافعين عنهم وعندما توصل أهالي المنطقة من شيعةٍ وسنة الى مشوار طويل وناجح في مصالحة بينهم والتزموا فيها قام القائد قيس وبالتنسيق مع المجرم الأرهابي (أبو وضاح) بزرع الفتنة في جبلة وأنهاء مشروع المصالحة من خلال قلب كل التوقعات ومهاجمة الناس الأبرياء الذين لاينتمون لأي جهة سياسية من أجل أن يثيروا حفيظة الناس على الأحزاب الأسلامية هناك ..فهاجموا الناس الأبرياء وعاثوا فيهم فساداً ودمروا البيوت والأثاث ومزقوا صور العلماء والأئمة التي يعلقها الشيعة في بيوتهم مستخدمين ألفاظ نابية على المرجعية الدينية المتمثلة بالسيد السيستاني وشخص رئيس الحكومة المالكي ولاندري إن كان المالكي رئيساً لكل العراق والعراقيين بما فيهم العقرب وقائدهم العقيد عباس واللواء قيس أم أنه يحكم فقط الفقراء والبسطاء؟ لأن ماسمعناه من هذه الشراذم وهم يشتمون المرجعية ويشتمون المالكي شخصياً يجعلنا نحن لأيام فدائيي صدام الذين يقتلون ويبطشون في الأسواق بلا مهاترات .. نحن نستغرب هذا التصرف الذي يجعلنا نعتقد بأنه بعلم الحكومة لأنها لم تحرك ساكن رغم شكوى وتظلم الناس.. ولو لا شتمهم للحكومة لما برأناها حقاً ... نحن نناشد الحكومة التي أنتخبناها بأن تضع حداً لتجاوزات قيس الكثيرة وشراذم العقرب الذين ينفذون سمومهم في قلوب الأبرياء بعد أن يلتذوا بهبات القاعدة وقائدهم في جبلة أبو وضاح الذي كان كريماً مع قيس وأزلامه وبالذات مدير شرطته العقيد عامر والذي أهداه سيارة نوع (أوبترا زرقاء اللون) ومايهم عامر أن قُتل الشيعة خصوصاً وأنه محسوب على أزلام البعث... والطامة الكبرى عندما يقتحمون البيوت ويجدون صور العلماء ورجال الدين يمزقونها ويدوسوها بأرجلهم قائلين (هاي كلهم خمينية؟! هذا كم خميني عدكم؟!!) أليس هذا النفس نفس البعثيين؟ بحيث يسمون السيستاني والصدر خمينيين؟ فعلاً أضاع المشيتين قائد شرطة بابل بعد أن أستخدم الطرق التي توصله لملايين القاعدة وأذنابها ضارباً عرض الحائط معاناة الأبرياء الذين حسبوا أنهم يعيشون في زمن اللاخوف بعد سقوط زمر البعث وصنمهم المجرم ... ولكن الملاحظ أن البعث لم يسقط في صدور أتباعه الكثيرين.. قائد شرطة بابل الآن يسير في بطن الوادي ليغنم السحت الحرام وهو يعلم أنه غير قادر على أن يواجه الحقيقة في أعلى التل.. وللحديث بقية وما خفي كان أعظم.. وكان الله بعون أهل بابل من شر عصابةٍ أحرقت الزرع والضرع وعاثت فساداً..
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |