إنطلق الأديب العربي نجيب محفوظ (11 ك1 1911م - 30 آب 2006م) من محلية الحارة المصرية القاهرية، برائعته الروائية الثلاثية، الى عالمية نوبل التي سبقه إليها الأديب الألماني Paul Thomas Mann( 6 حزيران 1875م - 12 آب 1955م) برائعته الروائية عبر أربعة أجيال التي دارت أحداثها في دارة أسرته، والتي آلت الى ملكية جدته، لتتحول هذه الدار الى متحف، مثله مثل قلعة تسيربن التابعة لولاية ساكسونيا (وسط ألمانيا) التي تحولت أيضا من عقار خاص بالبارونة اليزابيت فون اردينه(التي دفعت مكانتها الاجتماعية ثمنا لحبها) الى متحف قلعة تسيربين على نهر البه (تبعد 80 كم عن العاصمة برلين) حيث المنتزه الساحر والطبيعية الساحرة للمنطقة التي تتميز بكثرة جداولها وغاباتها وبحيراتها. في سنة 1999م بدأت أعمال ترميم قلعة تسيربين(افتتح فيه متحف خاص بالبارونة اليزابيت في مسقط رأسها، ولدت سنة 1853م) التي ولدت فيها ايفي بريست الحقيقية، وذلك بمبادرة من اتحاد ايفي بريست في تسيربن، وتم مؤخرا افتتاح متحف داخل القلعة يؤرخ لحياة البارونة فون اردينه غير المألوفة بالنسبة للمجتمع البروسي المحافظ الذي عاشت فيه.
فقد تربت وسط طبيعة ساحرة تتخللها الغابات والأنهار، حتى تزوجت عام 1873م ورحلت مع زوجها إلى برلين. وهناك تعرفت في إحدى المناسبات الإجتماعية على الكاتب الكبير تيودور فونتانه، وروايته ايفي بريست القصة الحقيقية التي تتناول مصير البارونة اليزابيت التي كانت محط الأنظار في عقد ثمانينيات القرن 19م، بسبب علاقتها الغرامية خارج مؤسسة الزواج. وبعد الإنتقال مع زوجها وطفليها إلى قلعة أخرى بالقرب من مدينة دوسلدورف بدأت حياة البارونة اليزابيت تتخذ منحى دراماتيكيا. فقد تعرفت هناك على القاضي ايمل هارتفيش وتبادلت معه عددا من الرسائل الغرامية. وعندما اكتشف زوجها بالصدفة هذه العلاقة الغرامية دعا عشيقها إلى مبارزته سنة 1887م. وانتهت المبارزة بإصابة العشيق ومصرعه بعدها بأربعة أيام. الزوج المصدوم لم يكتف بذلك، بل أنهى زواجه واحتفظ بالطفلين، ليترك البارونة ترحل إلى شقة متواضعة وتعيش فيها منبوذة عن محيطها الأرستقراطي. وقد شهد فونتانه تفاصيل حياتهما الشخصية فنجح في استخدام الخطوط العريضة لصناعة رواية عالمية معلمية للحب. صور الصراع بين المشاعر الإنسانية و المجتمع. حيث تجد بطلة الرواية ايفي بريست في الجنرال فون كرامبس ما لم تجده في زوجها الذي ارتبطت به وهي في 17 من عمرها. وتنتهي قصة الحب الحرام لايفي بريست بنكبة تفوق النكبة التي أصابت البارونة اليزابيت، فقد طُردت ايفي بريست بعد مصرع عشيقها في المبارزة، ورفض والداها استقبالها لديهما، وتركاها تموت في شقة صغيرة وهي لم تبلغ 29 من عمرها بعد، في حين نجحت البارونة اليزابيت في بدء حياة جديدة بعد طلاقها وعاشت حتى ناهزت القرن من العمر.