|
أبوغريب/ الحلقة 33 ـ تلفزيون القسم!!
جلال جرمكا/ كاتب وصحفي عراقي/ سويسرا عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية من دفتر ذكرياتي في/ مغتقل أبوغريب.. الحلقة الثالثة والثلاثون، عنوان الحلقة/ تلفزيون القسم!!. ياترى لماذا هذا ألأختيار لعنوان حلقة..؟؟. للرد أقول: لنرى!!. ********* في قسمي ألأول والثاني وفي ألأونة ألأخيرة قسمي الثالث والرابع (مزيد من ألأقسام)، كان هنالك تلفزيون في الممر، ولهذا التلفزيون أكثر من قصة طريفة وعجيبة في نفس الوقت!!. قبل الدخول الى تفاصيل الحلقة، أن التلفاز كانت الوسيلة الوحيدة للقضاء على كل تلك ألأوقات.. بالأخص في الليل وليالي ـ الشتاءـ الطويلة .. حيث ساعات من الفراغ القاتل والتي كانت لاتنتهي، هنا لابد من ألأشارة الى نقطة مهمة: من المشاكل التي كنا نعاني منها مسألة (عطل) التلفزيون.. نعم كانت بمثابة كارثة.. صحيح أن في أغلبية الغرف كانت هنالك من يملك (جهاز تلفزيون) ولكن الغرف كانت مملؤة بالبشر.. في كل ألأحوال كان التلفزيون العمومي هو ألأفضل!!. بيننا كان عدد من ألأخوة لهم خبرة في تصليح ألأجهزة الكهربائية، ولكن المعضلة حينما كانت تلك ألأجهزة العاطلة بحاجة الى قطع غيار.. حينها كان علينا ألأنتظار..لأيام لحين شراء تلك القطع وتركيبها!!. لتلك ألأسباب ولكون التلفزيون كان (أسود وأبيض) لذلك قررنا شراء جهاز جديد وبالألوان.. ولم لاء؟؟. نعم قمنا بجمع المبلغ اللازم وتم تكليف أحد الحراس أن يقوم بعملية الشراء، بعد أن سلمناه أجور النقل وأجور الطعام والتعب والبخشيش و(نحن الممنونون)!!. بعد ساعات كنا نشاهد تلفاز جديد وبالألوان الطبيعية.. كانت فرحة كبرى.. نعم لقد ولى زمن ألأسود وألأبيض.. نعم سنتنعم بمشاهدة المسلسلات (المدبلجة) وألأفلام العربية وبقية البرامج بالألوان!!. ولكن ياترى الى متى؟؟. بعد يومان أو ثلاثة ، صادف يوم جمعة.. وفي تلك ألأيام (الجمع والعطل الرسمية) كان البث التلفزيوني يبدأ من العاشرة صباحاً وحتى منتصف الليل . بعد الظهر زارنا أحد الضباط والذي كان فاقد لكل قيم ألأنسانية والشرف وألأخلاق والكرامة ويدعى/ نقيب حميد.. كان ساعداه كلها نقوش وعبارات عجيبة وغريبة.. سمعنا أنه من أصول غجرية!. دخل القسم.. نهض الجميع أحتراماً لسيادته .. نظر الى الجهاز وقال: ـ بالخير.. هذا جديد؟؟. ردوا عليه بالأيجاب... نظر نظرة غير طبيعية.. وغادر المكان.. الظاهر كان قد زارنا لمشاهدة الجهاز لاغير!!. غادر القسم والجميع على يقين بأن وراء زيارته نيات خبيثة.. الله يستر!!. بعد مدة قصيرة.. حضر أثنان من أزلامه وهما يحملان (جهاز كبير جداً وقديم وبالأسود وألأبيض طبعاً).. أنزلا الجهاز الجديد الملون.. ووضعا الجهاز القديم بالأسود وألأبيض.. ومن غير مناقشة وأستئذان!!!. ياترى من يتجرأ ويقول: لماذا؟؟ نحن أيضاً بشر.. والجهاز أشتريناه بفلوسنا قبل يومان فقط!!.. يستحيل هكذا كلام!!!. تبين أن ذلك/ الوحش قد سمع بشرائنا لجهاز جديد..وبما أنه يملك جهاز أسود وأبيض ، لذلك قرر سلبنا الجهاز الجديد.. إنا لله وإنا اليه راجعون.. ماباليد حيلة!!. بعد أشهر قررنا أن نشتري جهاز أخر.. ولكن مع أنه الكثيرون كانوا ضد الفكرة.. ولكن مع ذلك توكلنا على الله وأعدنا الكرة.. أشترينا تلفزيون أخر ووضعناه في الممر!!. ولكن الى متى!!!؟؟. لأسبوعان فقط.. في احد ألأيام حضر المدير.. قام الجميع.. كان الشر يتطاير من عيونه.. الله يستر.. لماذا؟؟. حينها قال : ـ والله خوش.. هم تعادون (الحزب والثورة) وهم تتفرجون على تلفزيون ملون؟؟ من أين لكم هذا الجهاز؟؟؟. رد عليه المراقب: ـ أشتريناه قبل فترة!!. وقف لحظات.. وغادر القسم.. بعد دقائق جاء عدد من الحراس.. أخذوا الجهاز لغرفة سيادته.. وقد أعطى جهازه لغرفة الحرس.. بذلك كان/ النقيب حميد أرحم من سيادة المدير!!!. بعدها تبرع أحد ألأخوة بجهاز ـ أسود وأبيض ـ كانت أفضل فكرة.. لكون ذلك الجهاز لايجلب أنتباههم!!. للعلم كان الكثيرون يملكون أجهزة تلفاز صغيرة في غرفهم.. ولكن بالنظر لأزدحام الغرف وضيق المكان، كان المكان المفضل للجميع الممر .. حيث مكان واسع!!. هكذا كانت قسمتنا أن نحرم حتى من التلفزيون الملون.. لالشىء سوى كوننا كنا من أعداء مسيرة الحزب والثورة!!. كانت أيام صعبة.. ولت ولكنها لاتفارقني!!!. هنالك حلقات أخرى أنشاءالله تعالى...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |