|
نعم، انه توقيع الاتفاق الذي انتظره العراقيون طويلا، وهو حقا خير من ألف توقيع وألف اتفاق وألف وثيقة وألف مؤتمر من تلك التي لم يجني منها شعبنا سوى الخيبة والكثير من الفتن والويلات. انه اتفاق بطعم الأمل وطعم الحرية وطعم الاستقلال ومن ثم فهو اتفاق بطعم الاخوّة الصادقة الحقة. أنا لا أقول انه اتفاق جاء في وقته كما صرح بذلك بيان مكتب رئيس الوزراء لأنني ومعي الكثير نعتقد انه قد تأخر كثيرا وللأسف الشديد لأسباب عديدة ليس هنا مجال سردها لأني ارغب بان يكون مقالي هذا تفاؤليا– ولو لمرة– بعد أن تعبت وتعب قلمي من المناشدات والانتقادات للسياسيين والمفسدين في ارض العراق وبدون أن يرف لهم جفن أو يعرق لهم جبين . أود أن أسجل هنا اعتزازي وتقديسي للموقف الإسلامي والشعور الوطني والروح الأبوية التي تمتع بها كلا الطرفين حين قررا إبرام هذا العهد الذي ستفتح به إنشاء الله أبواب الخير للعراقيين اجمع، وما دام فينا من يفكر بمصلحة أبناء شعبه فلا خوف من المجهول ولا خوف من مؤامرات المتآمرين وكيد الكائدين ولا قلق من الناكثين والمارقين والقاسطين. نعم إن الاتفاق جاء في وقته لكن بالحكمة الإلهية وليس شيء آخر، جاء الاتفاق بعد أن عاش العراقيون في في كل دول العالم ومعهم جميع المحبين، عاشوا ليلة هي خير من ألف شهر يتضرعون إلى خالقهم العزيز القدير أن يوحّد صفوفهم ويبعد عن بلدهم شر الفتن الداخلية والخارجية ، فكانت استجابة الدعاء أسرع من غيث المطر حيث استيقظ المؤمنون بعد ليلتهم المفعمة بالإيمان والخشوع لله وحده وفتحوا عيونهم على خبر الاتفاق العلوي المهدوي الصدري البدري، لقد استجاب الله دعاءهم ونوّر نواظرهم بالطلعة البهية لأحفاد رسول الصلح والتسامح والإخاء السيدين الجليلين عبد العزيز الحكيم ومقتدى الصدر حفظهما الله من كل مكروه فأعلنوا للعالم اجمع أن آل الصدر وآل الحكيم إخوة في الله وفي الدين وفي الوطن، فكانت الضربة القاصمة والصاعقة الكبرى على رؤوس الأعداء الحاقدين والطلقاء المفسدين ومثيري الفتن أجمعين.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |