من الصادق؟

 

 علي توركمن اوغلو

sanaelgerawy@hotmail.com

من المعروف ان الانسان كلما يتقدم في العمر، ويعتلي منصبا أكبر يتوجب عليه الاتزان في اطلاق تصريحاته والقاء كلماته امام الناس، أو في مؤسسات الدولة، لانه يمثل الشعب الذي انتخبه في ذلك المنصب او نصبه كبيرا لعشيرته او عائلته.

فقبل ايام ولدى مشاهدتي لحوار اجرته فضائية الحرة انتبهت الى ما ذهب اليه (الدكتور صالح المطلك)، حيث تطرق الى استيلاء الاحزاب الكردية على جميع المناصب في محافظتي نينوى وكركوك، وبوجه خاص احتلالهم لكركوك معززا اقواله بوثائق واثباتات حقيقية.

ونحن التركمان بدورنا نؤيد ما ذهب اليه (الدكتور صالح المطلك) فيما يخص هذا الموضوع، لان الاحزاب الكردية تحتل فعلا جميع المناصب في هاتين المحافظتين بما فيها مجالس المحافظة فيهما. والدليل على ذلك مقاطعة الكتلتين التركمانية والعربية اجتماعات مجلس المحافظة بكركوك احتجاجا على هذا الوضع الشاذ والتعسفي، والذي جاء عقب ممارسات شاذه في الانتخابات المزورة الاخيرة والتي أوجدت هذه الهيمنة العددية الكبيرة غير المعبرة عن واقع كركوك والموصل القومي.

لقٌد كانت اجابة السيد (محمود عثمان) وكالعادة، بجمل لا تليق بمركزه، حيث ادعى بأن كل هذاالكلام هي مجرد ادعاءات باطلة، واكاذيب، وكذب في كذب! وادعى بأن الاكراد هم المضطهدون ، وهم الضحايا في هذه المدن!

الا يستدعي هذا الانكار الفاضح  الذي يبعث على الاستياء، ويسبب الغيظ السؤال المشروع التالي: عما تتحدث يا استاذ؟ وعن اي ضحايا اكراد تتكلم؟ تقول بأن كل هذه اكاذيب! نحن سوف لن نجيبك هنا بكلمات مقابل كلماتك، بل نترك الاجابة لمواقع الانترنيت والفضائيات العالمية التي عرضت ولاكثر من مرة مشاهد نزوح مئات الالاف من الاكراد من شمال العراق، ومن اكراد تركيا وايران وسوريا الى كركوك، حيث لازال العديد منهم يسكنون في دوائر الدولة، وفي مقاطعة الفيلق الاول، فضلا عن وملاعب كرة القدم والمنتزهات وغيرها التي احتلوها ، والعرصات الخاصة بالتركمان والاراضي الاميرية التي اقاموا عليها بيوت فخمة والتي لاتوحي بفقر وعوز مقيمها، بل تكشف بوضوح قبح هذا الادعاء الذي استظل به الالاف من المستغلين وصيادوا الفرص من الموسرين الاكراد من سكنة السليمانية واربيل، جريا على عادة السياسة الكردية الشائعة " اخلق اليوم حالة واقعة، لتصبح حقيقة راسخة غدا".

انن اتوجه بالسؤال التالي لسيادته: اذا كانت هذه العرصات لهؤلاء الاكراد فعلا، واذا كانوا مرحلين من كركوك، فلماذا لا يعودون للسكن في بيوتهم الذي تم ترحيلهم عنها سابقا؟ واذا كان جواب سيادته "ان بيوت الاكراد قد هدمت، فألى أين يعودون؟" فأجيبه: لا ثم لا! لم يهدم بيوت الاكراد في كركوك، بل ان بيوت التركمان هي التي هدمت، ودمرت! فها هي القلعة التركمانية التي مسحت من على الارض مسحا ماثلة أمام العالم، وتلك خرائب تسعين القديمة تشهد عما جرى لبيوت التركمان في مدينة كركوك! وهاهم اهلوها قد جرى تهجيرهم قسراو ظلما، ليس لسبب، الا لأنهم تركمان، واصحاب كركوك الحقيقيون.

انني اجيب ايضا بأن من بين المرحلن التركمان الذين عادوا لكركوك ، ولأنهم مرحلين فعلا من  كركوك سكنوا بيوتهم الاصلية، ومنهم من سكن بيوت اخوانهم واخواتهم، واعمامهم او عماتهم أو أخوالهم او خالتهم.

هذا هو المنظر الحقيقي للمرحليين الحقيقيين! ألا يستدعي سرد الحقائق والاستمرار في رواية الاكاذيب اذن، أن نسأل "من الصادق ومن الكاذب في خضم هذه المعمعة"، و ألا يصح طرح المقولة التي تنتقل بين شفاه الجميع: "عفية كردي مرحل! لم تكونوا تملكون دارا واحدة في كركوك، ولا تكفون عن الادعاء ليل نهار بأن كركوك كانت مدينتكم!؟

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com