|
كان للنظام البائد مفاهيمه التي حاول نشرها بين الناس، من خلال التعليم الابتدائي والثانوي والعالي تحت عنوان الثقافة القومية، ورغم عدم علاقتها بالقومية أو الأممية، ألا أنها اتخذت هذا الاسم لتشويه السمات الحية للفكر الوطني والقومي المتصاعد آنذاك، وبعد سقوط النظام، ألغي هذا الموضوع من التعليم، بسبب فكره العقيم وتطلعاته الشاذة، لذلك أصبح لزاما علينا أن نسعى لإيجاد البديل الصالح، ونشر وتعميم الثقافة الوطنية، من خلال الدروس التعليمية، والعودة إلى الجذور الأصيلة المتبعة في تدريس هذه المباديء بعيدا عن الفئوية لمراحل التعليم المختلفة، وإشاعة المفاهيم الوطنية الحقة، وتدريس المباديء الديمقراطية واحترام التعددية، وإشاعة الحوار وقبول الآخر، بدأ من المراحل الأولية صعودا إلى أعلا مراحل التعليم الجامعي، وبذلك نخلق جيلا جديدا يتربى وينموا على المفاهيم الجديدة البعيدة عن التعصب بكل أشكاله، وبناء أسس المسامحة والتعايش السلمي بين الأجناس والأديان والمذاهب على أسس وطنية وإنسانية نبيلة، وأن تكون المناهج حافلة بما يدعوا إلى الإخاء والمساواة بعيدا عن كل أشكال التطرف التي يدعوا لها البعض، بطرحهم آراء بعيدة عن مصالح الشعب، والفكر الديني والوطني الأصيل. أن الدعوة لأعداد هذه المناهج، تدفعنا لتكليف ذوي الخبرة والكفاءة المعروفين بوطنيتهم وإخلاصهم، والتزامهم بمصالح الإنسان، لإشاعة كل ما هو بعيد عن النزعات الخارجية الهادفة لتمرير الفكر الشمولي بطرق وأساليب جديدة تدس السم بالعسل، تحت عناوين براقة، لا تهدف لخير المواطن والوطن، والاستفادة من الإرث التاريخي النبيل لشعوب وادي الرافدين، الحافل بالمواقف الهادفة لما فيه خير الإنسانية، والابتعاد عن كل ما يشم منه رائحة الفرقة والتمزق والتناحر، لإعادة اللحمة للنسيج العراقي الذي ضيعته الأوهام، ومزقته الشعارات الديماغوجية، التي تحاول القفز على المشتركات الجامعة للأطياف المختلفة للفسيفساء العراقي الجميل، وعلينا تنقية التاريخ من الشوائب والأوضار التي عكرت مياهه الصافية، بما زوره مؤرخو السوء وفقهاء الإرهاب، الذين شوهوا الكثير من الصور الناصعة، وأخفوا المواقف المضيئة الرائعة، لأن التاريخ كما قيل يكتبه الأقوياء بما يخدم فلسفتهم في السيطرة والتحكم بمصائر الشعوب. وأرى أتماما للفائدة أن تشكل لجنة من الأكاديميين والمتخصصين لأعداد المناهج الكفيلة بتعميق هذه المفاهيم ونشرها بعيدا عن المحاصصات المقيتة، التي أصبحت سمة الكثير من الأمور، وان تكون اللجنة بعيدة عن التأثيرات الجانبية للفرقاء المختلفين على كل شيء، والمتوافقين على لا شيء، والاستفادة من التجارب الرائدة للشعوب التي مرت بظروف مشابهة لما يمر به بلدنا الجريح، وهذا واجب كل عراقي شريف يشعر بعمق الهوة التي سننحدر إليها في ظل التقاطعات والتوافقات الرائجة هذه الأيام، وعسى أن يكون لأصحاب المصلحة أثرهم في صياغة الحاضر، لبناء المستقبل الزاهي، بعيدا عن التاريخ المليء بالأوهام والألغام ....ضحك (سوادي الناطور) وقال (على حجايتك لازم نجيب وادم من المريخ، أشو هي مثل خلالات العبد، لا يزيدون ولا ينگصون، والجماعة نصبوا الجدر على ثلث مناصب، وما يصير غيرهن رابع، وشوفة عينك لا فاح ولا تبده، ومرگتنه باهته لا ملح ولا بهارات، جنها عصيدة آل عواد، وإذا ظلينه على هاي ما ترگانه عافيه ولا يجينه الخير طول عمرنه، وإذا ننبش بزوايا التاريخ ما نحصل غير ضيجة الخلگ، ولازم نعيش يومنه وخلي أيولي الماضي بكل شينه، وأحنه ولد اليوم، واللي يدور المعثرات يلگاهن، وما حصلنه من وراهن غير الذبح والموت والتهجير، واللي يريد الخير يبعد عن الشر ويغنيله، مو تخلي أيدك بالنار وتصيح أحترگنه...!!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |