المستشارون والمتعاقدون بين الكفاءة والمحاصصة

منذ ان ادركت الحياة وانا اسمع دائمآ, في تصريحات المسؤولين, وهم يستندون في اقوالهم على رأي الخبراء والمستشارين ويثنون على دورهم في معالجة الامور وتحليلاها ووضع الخطط الناجعة لها, لذلك هم آي الخبراء والمستشارين دائمآ محط تكريم وثناء وتقدير واحترام, ومن جانب آخر فان التاريخ قد احتفظ بالكثير من الاشادات تارة والحنكة تارة آخرى لهم, وكثيرة هي التقاريرو الصفحات التي نسبت نجاح القيادات وشخصوصها بالاسم لاختيارهم فريق الخبراء والمستشارين الذي مكنهم من اداء الواجبات الملقاة على عاتقهم بكل امانة واتقان ونجاح , لذلك ومع تقلبنا لبطون الكتب والتاريخ نرى ونقرأ من اقتران اسم الخبير او المستشار مع القيادي ذاته, وعدم انفراد الاخير بالهام والفطنة والقيادة التاريخية, ألآ في بلادي والانظمة المشابهة له وعموم البلـدان

(النايمه) او كما يكحل عيونهم بالنامية بدلا من المتخلفة وهي الاصح, ففي بلداننا انهم اشبه بنحالات العسل في خلاياهم, والخلاصة للدبابير والعيون على الملكة !!!

شتان بينهم وبيننا, والاكثر شتاتآ بعد ان دخل الخبراء والمستشارين في يومنا هذا في سلة اللعنه سلة المحاصصة المقيته التي زرعوها في بلادي, فمن المعقول ان اسمع برئيس الدوله او رئيس الحكومة اورئيس البرلمان وحتى الاعضاء والوزراء ان كانوا ذو مناصب سياسية وليست مهنية او تخصصية ان يخضعوا للمحاصصة كما هو الحال في لبنان او بلادنا مؤخرآ باستثناء الاستحقاق الانتخابي دستوريآ لمنصب رئيس الحكومة, ولكن ومن غير المعقول ومن المستحيلات التي لايغفرها التاريخ والوطن والضمير ان يخضع المستشارين او الخبراء والباحثين لهذه الآفة واللعنة المقيته التي ابتلينا بها التي اسمها (المحاصصة) .

فبأسمها المقيت جيئ بالكثير منهم ومن كل صوب وحدب ومن هب ودب, ودون قيود او ضوابط لاشغال تلك المسميات لانها استحقاق محاصصي اتفقت علية الكتل والتيارات والقوى والشخصيات, ولاجل ان ياخذ المتفقون حسب اعراقهم وطوائفهم احقيتهم فيها, فقد منحوا لكل تأهيل فيها علامات تقسم الميراث كقسمة الغرماء في الغنائم والمواريث!!!, ولله درك ياوطن!!!

وفي مدار بحثنا , حيث اروقة مجلس النواب لربما نلمس ذلك بوضوح ساطع وذو بريق آخآذ ,حيث تتصارع (12) كتلة فائزة بالاستحقاق الانتخابي تجلس سوية تحت سقف البرلمان ,وامامها ما تراه وفق آلية (هذه حصتكم وهذه حصتي...!!!) .وحيث يمكن التأشيرعليها وعلى محورين هما:

 

محور المستشارين

الحقيقة التي لايختلف عليها اثنين, ان مستشارين اللجان هم اللذين تقع على عاتقهم مهمام اللجان كلآ حسب اختصاصها, وهم الاكثر تماسآ مع التفعيل اليومي للاحداث والتشريعات ودراسة القوانيين ويليهم مستشارين الهيئة الرئاسية ووالاعتماد السائد فيها على محورين اساسيين هما المحور السياسي والمحور القانوني وما عدا ذلك فان المستشارين مسميات واشغالات لمناصب لاتغني ولاتسمن من جوع, يلي المستشارين المذكورين , المستشارين الاوفر حظآ والاكثر سعادة, وهم مستشارين (المحاصصات) اوما يسمونهم مستشارين الاستحقاق الانتخابي, ولاجل ان نسلط الضوء على تقييم هؤلاء من قبل ادارة مجلس النواب نوضح ما يلي:

1_ سبق ان تم تعين الوجبة الاولى من مستشارين اللجان وبراتب (950) الف دينار وبعد اقل من.. شهرين تم تنزيل رواتبهم الى (500) الف دينار وبصافي الاستلام (476) الف دينار تقريبآ .

2_ مستشارين هيئة الرئاسة وهم على صنفين:

أ‌- صنف براتب مليون ديناروبصافي الاستلام (923) الف دينار تقريبآ .

ب‌-وصنف براتب مليونين ديناروبصافي الاستلام ( مليون و870) الف دينار تقريبآ

 اما آلية التحديد للراتبين فهي من صلاحية الرئيس او نائبيه الشخصية .ويضاف اليهم بعض المستشارين اللذين تم تنسيبهم من دوائر آخرى , حيث يبقى على راتبه من دائرتة المنسب منها مع مخصصات المجلس التي تزيد عن المليون دينار اضافة الى راتبه.

3_ اما القسم الثالث فهم مستشارين المحاصصة المثبتين على الملاك الدائم, واللذين تصل رواتبهم. مابين اربعة الى ستة ملايين مع الحمايات والسيارة وبدل السكن وغيرها.

 

محورالمتعاقدين:

 المتعارف عليه في علم الادارة والتنظيم والاساليب والهيكليات الادارية, ان العقود تمنح في حالتين فقط, وقد يصار الى تعديل الاوضاع عند انتفاء الحاجة او تعديل الامور, وهذه الحالتين هي:

1_ العقد الموقت بسبب عدم حاجة الملاك للموظفين الثابتين بسبب طبيعة العمل الموقته التي. لاتستوجب استمرار المتعاقد بعد انتفاء الحاجة العملية وزوالها, وقد يصار بعض الاحيان. لابقاء بعضهم وتثبيتهم للحاجة الماسة لخدماتهم .

2_ عقد الدرجات الخاصة او التي يفتقر اليها الملاك, ففي الحالة الاولى يصار الى اعطائها. للخبراء والمميزين والدرجات التي لايمكن ان تعطي المتعاقد حقه الوظيفي, وقد تكون.. عكس ذلك تمامآ, كما هو الحال في القوات المسلحة التي تقوم بتعيين (التابع الاهلي).. فيها والذي تناط به مهمة يتعذر اعطائها الى الجندي لاحترام مهنته القتالية والدفاعية .

 ونحن آزاء ما تقدم فهل ان ادارة المجلس تسير وفق تلك القياسات العالمية والمحلية , آم انها ووفقآ للمحاصصة البغيضة والمقيته , حذت باتجاه آخر حيث اصبحت اللجان وهي تعبأ نفسها بكادر يعتمد على رئيس واعضاء اللجنه لاشغال الارقام المخصصة لكل لجنة, وليس على اساس ما تحتاجه اللجنة من اختصاصات, اذ يمكن ان نشاهد في لجنة ما سكرتيرآ او محاسبآ او اداريآ او منسقآ للعلاقات او الاعلام وهو خريج جامعي بينما نرى نفس الوظائف في لجان آخرى وهم خريجو الدراسة الاعدادية, فالحال يعتمد على ترشيح العضو بحكم المحاصصة وليس عن طريق الاعلان او الاختبار او وفق ضوابط مركزية من رئاسة ديوان المجلس اذ لم تكن من هيئة الرئاسه ذاتها .أما سلم الرواتب فهو ثابت على التصنيفات التالية:

1_ خريج جامعي ( 500) الف دينار.

2_ خريج ثانوية اوما يعادلها (400) الف دينار.

3_ خريج المتوسطه فما دون ( 350) الف دينار.

 أما سنوات الخبره او سنة التخرج او الممارسه العملية فلا وجود لها اوالاخذ بها بعين الاعتبار او الافضلية والمفاضلة لعدم وجود المتنافسين لاعتماد التعينات على مستحقات المحاصصة (اللعنة).

 والى رواقآ آخرانشاء الله .......

العودة الى الصفحة الرئيسية