كلمات -167- أهلا: طارق الهاشمي

يشيد [بموقف ملك السعودية لتخفيف معاناة العراقيين!]

 

طارق حربي

aladily@iraqingos.org

هل فهم نائب رئيس الجمهورية طارق الهاشمي الخارطة السياسية للعراق والمنطقة (كما يفهمها العراقي البسيط ) قبل أن يقوم بزيارة إلى المملكة العربية السعودية!؟

طبعا فهمها!!

هل استوعب معطيات السياسة وتجاذباتها الدولية والاقليمية لاسيما وانه رئيس حزب عراقي اسلامي!؟

طبعا استوعبها!!

لماذا إذن تناسى بأن السعودية وقفت منذ أول ايام سقوط صدام ونظامه الفاشي وحتى الساعة، ضد اي تغيير جديد نحو الديمقراطية والحرية ودولة المؤسسات!؟

هل يبحث الهاشمي عن غطاء سياسي وإعلامي سعودي لبقائه في السلطة، في خضم الصراعات العرقية والمذهبية والنفوذ ونهب الثروات في عراق العهد الأمريكي!؟

هل يريد الهاشمي بتصريحه المنافق أعلاه، إغاضة خصومه سواء في الكتل السياسية أوفي الحكومة العراقية، باصطفافه المعيب مع أعداء العراق كما اصطف معهم من قبل الصغير مقتدى الصدر!؟

ثم لماذا يسارع السياسيون العراقيون ورؤساء الأحزاب وأصحاب التيارات، ومن يراهنون على تحريك الشارع العراقي ضد الحكومة او ضد العملية السياسية برمتها، فيرتمون مرة في احضان نظام الملالي في طهران، وتارة في أحضان النظام السعودي الإرهابي!؟

ليس خافيا على أحد بأن النظامين يشكلان مصدين طبيعيين ضد اي تغيير نوعي في السياسة العراقية لتشكيل مستقبل البلد!؟

أرى أنه كلما ارتمى سياسي شيعي في أحضان نظام الملالي، لأي سبب كان مذهبيا أو غيره، أسرع سياسي سنّي للارتماء في أحضان مصر او السعودية أو الأردن أو سوريا!؟

فإذا كان عادل عبد المهدي (نائب رئيس جمهورية أيضا!) اخفق في رشوة إمام الأزهر قبل ايام بربع مليون دولار أمريكي لعدم حسابه الأمور بالشكل الصحيح، اعلاميا وسياسيا وفضائحيا، أو لأن الرشوة كانت قليلة فاستنكف منها طنطاوي شيخ الأزهر فرفضها رفضا باتا!، فإن النائب الثاني لرئيس الجمهورية الهاشمي يفهم جيدا كيف تدار السياسة السعودية، ولو كانت على حساب مصالح بلاده الوطنية، فالاشادة والثناء بمواقف من يمول الحرب الخفية ضد مستقبل العراق، بالقول إن [خادم الحرمين الشريفين له مواقف طيبة لتخفيف معاناة العراقيين!!]، فذلك إنما قول في تلبيس إبليس وابتعاد على المنطق والعقل!

لا غرو أن السعودية ومنذ سقوط قرينها النظام الصدامي الفاشي، دأبت على أن لايقر للعراق قرار، كيف ذاك وهي النظام الرجعي الطائفي الذي يحكم باسم الإسلام والاسلام منه براء، فقامت بكل بترودولارها وحرضت الطائفيين وسقط المتاع في أرجاء العالم المختلفة، وأرسلت الإرهابيين من الجوامع ذات الهواء الطائفي الفاسد، واشترت المفخخات والمفخخين الأراذل وذبحت شعبنا العراقي البرىء في الأسواق والمساجد والمدارس، وساهمت براس مالها – اليس هو كذلك على طول تأريخها الاجرامي في العصر الحديث!؟؟- وتحالفت حتى مع الشياطين من أجل قبر اي ولادة جديدة وحقيقية للشعب العراقي وبالتالي امتلاكه لارادته وثرواته الوطنية بيده!
وطبعا كل ذلك لايجري إلا برضا الولايات المتحدة الأمريكية من أجل مصالحها : اكتشاف خيوط القاعدة وضربها والقضاء عليها، وكذلك لوجستياتها وحساباتها المصرفية وفروعها وصبيانها ودعاتها ومدارسها المتخلفة، وكل صلاتها وامتداداتها في العالمين العربي والاسلامي خاصة.

بالمقابل فإن السعودية تعرف حجم طارق الهاشمي وحظوظه في السياسة العراقية!
فلا الحكومة راضية عنه ولاعن تصريحاته أو تحركاته...
ولا مجلس الرئاسة الذي لايجتمع على كلمة العراق العليا : فكلٌ له شؤونه وشجونه وأجنداته وحساباته المصرفية ومخصصاته قبل حزبه ومذهبه وقوميته!

بل ولا حتى الكثير من الأطراف السنية التي يهمها العراق قبل الطائفة، وذلك شيء أقف له إجلالا وإكراما

وطارق الهاشمي يفهم جيدا بأن السعودية تدفع بالمال من أجل سمعتها وبقاء العائلة المقدسة في السلطة أطول فترة ممكنة إلى أن ينزل بها العقاب الأمريكي يوما ما وهو قريب، بعد إجرامها ضد الولايات المتحدة نفسها في الحادي عشر من سبتمبر سنة 2001 ، حيث كان تسعة أعشار المنفذين يحملون الجنسية السعودية!

أما إقامة مآدب الافطار فهو يجري من النظام السعودي الإرهابي مجرى الدم والهواء وبدونه لاقيمة له حيث أنه يدعي الاسلام زورا حتى تبدو تلك المآدب كتحصيل حاصل في شهر رمضان فلا نزاع عليها ولا من يحزنون!

باختصار: السعودية وطارق الهاشمي يقرآن الخارطة السياسية لجهة عدو سني أفضل من صديق شيعي، ولم يكن النظامان في السعودية والعراق ايامذاك عدوين فكانا متخادمين متناسقين كنغمات الهارمونيكا، السعودية والوريث الجديد الهاشمي يدركان كذلك أن نجاح التجربة الأمريكية في العراق يستدعي تعميمها في الوطن العربي وستكون الأولوية للسعودية في التغيير وهو قدم لامحالة!
وإذن فهو نفاق وكذب سياسي واعلامي يعبر به الطرفان عن رغبات سياسية ملحة، إذا صح ان مصلحة العراق لاتهمهما يصح كذلك أن لايهمها الاعلام العربي المشترى بالمال، بقدر ماتهمها التطورات السياسية في ارض الواقع اليومي، حيث يموت العراقيون بالجوع وشركات التأمين والاهمال والفساد وأسلحة الإحتلال وغدر المحيط العربي والأعجمي، وكل ذلك يجري أمام أنظار سياسيينا الجدد وبيعهم المواقف لدول الجوار، بما يسببه من استمرار التعويق لأي نهضة جدية وأولها القضاء على الارهاب التي جلبته وروجت له الولايات المتحدة في بلادنا كمثل نقطة حبر في الماء، وعلى الجميع أن يعملوا بجد من أجل لملمة الحبر الأسود قبل الانتشار، ويأتي تصريح طارق الهاشمي ضمن هذا السياق اي بيع المواقف للجيران دون حساب مشاعر الشعب المذبوح بسيف الإرهاب السعودي عندما يشيد [بموقف خادم الحرمين الارهابي بتخفيف معاناة العراقيين!!]
المجد للعراقيين والعراق.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com