|
بالرغم مما يقال في حقه ونقول.. وما يكال له في الإعلام الأمريكي والإسرائيلي والعربي، بانه حديث السياسة وقليل التجربة والمراس في هذا الميدان والباعث على انهيار ايران، إلا أن هذه الانتقادات لاتصمد أمام غرابة هذا الرئيس على المستوى الروحي وعمق جذوره في المسلك الاخلاقي والمنهج القيمي، انه اعجوبة القادة العرب والمسلمين في القرن الحادي والعشرين.. من يصدق ان رئيس دولة عظيمة الموارد كإيران سيارته بيجو موديل 1977والتي لايركبها الفقير في بعض البلدان لانها لاتليق بشانه كفقير، او بيعه سجاد الكاشان النفيس في قصر الرئاسة المعد لاستقبال الملوك والامراء واستبداله بآخر من النوع العادي وتفريق المبلغ من هذا البيع على الجمعيات الخيرية والمعوزين، او استحداثه للجان المحاسبة والمراقبة وتكرار عبارة من أين لك هذا !! حتى أصبحت حكومته إبطا من السلحفاة من شدة الحسابات والمستقيلين، وهجومه على مظاهر الترف ليساوي بين فرق الزيادة ليعدل معادلة المتخوم الى مكتفي والجائع الى ماضغ للقمة من عدل القسمة، ربما لايتضح ما اقول وقد يبدو مبالغا فيه ولكن عند التامل في هذا الرئيس لم احصي له سوى(بدلتان) أفضلهما تلك التي يرتديها أمام المحافل الدولية وهي التي ظهر بها امام حشود الأناقة والمودرن في جامعة كولومبيا ( Columbia University)في الولايات المتحدة، وكان في مخيلت الكثير منهم ان نجاد دكتاتور مهيمن على الأمة الإيرانية سوف يخرج الى المسرح الامريكي باغلى مايمكن كما راوا في غيره ممن حاربوا امريكا واشتركوا في صدها على مختلف السبل ، لقد اعتلى منصة الخطابة وكل مالديه يميزه عن ابسط طالب في الجامعة انه يتحدث نيابة عن دولة بعنوان القيادة وليس دون ذلك مائز من ثراء او مظهر ، كما انه تحدث اليهم متواضعا عن حقه في الرئاسة ايضا ليقول لهم اني اخاطبكم من موقع الاستاذ الجامعي ، اعتقد ان نجاد هزم لمدة يوم واحد وهو في امريكا سياستها لقرن من الزمن ، ليس لان نجاد قد جاء بمعجزة في هذا اليوم هز الطبيعة فيها وقلب المعادلة عاليها سافلها بل كل ماهنالك أن نجاد الايراني استطاع ان يتحدث عن ايران في قلب امريكا المتحضر (الحرم الجامعي) ومع ان هذا قد يؤشر الى مدى اليمقراطية هناك الاان الرئيس بوش حتى لو اعطي ضمانات اكيدة بحمايته سوف لن يدخل شبرا واحدا ايرانيا !! لان ايران _باعتقادي_ لم تجند احدا ليهجم على امريكا بحرب الثمانية اعوام كما فعلت امريكا! ولم تغض الطرف عن اسلحة الكيمياوي ولم تفرض الحصار على احد ولم تفجر منطقة الشرق الاوسط بركانا لم يزل مستعرا ولم تحتل اي دولة...! وحينما سال سكوت بيلى Scott Pelley مراسل برنامج 60) (Minutes الذى تذيعه شبكة CBS الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد حول أن زيارته هذه تعتبر إهانة لمشاعر الكثير من الأمريكيين، على اعتبار أن الحكومة الأمريكية ترى إيران المصدر الرئيسى للإرهاب في العالم، أكد نجاد انه يرفض تماما العمليات الإرهابية، مضيفا أنه ضد أى اتجاهات تسعى لزرع الكراهية بين شعوب العالم، واستطرد قائلا أن أمريكا وإيران يمكن أن يكونا أصدقاء. أما عن الدور الإيرانى فى العراق، وكيف يأتي الرئيس الإيراني إلى أمريكا وأيديه ملطخة بدماء الجنود الأمريكيين فى العراق، علي حد ما جاء في البرنامج، أشار نجاد إلى أن هذه مقولات المسئولين الأمريكيين، الذين فشلوا فى حل المعضلة العراقية. وبدلا من أن يعترفوا بهذا الفشل، فإنهم يلقوا باللائمة على الآخرين، علي حد قوله. وفيما يتعلق بالأسلحة الإيرانية التى وجدها الأمريكيين فى العراق، نفى نجاد أن تكون حكومته ضالعة فى هذا الأمر، لأنها إذا كانت ترفض الحرب على العراق، فهى أيضا ترفض اضطراب الأوضاع الأمنية هناك، لان عدم استتباب الأمن فى هناك يضر بالمصالح القومية الإيرانية على حد قول الرئيس الإيرانى. وعن مدى تطور وتقدم البرنامج النووى الإيراني، أكد أحمدي نجاد أن إيران تتعامل بشفافية مع البرنامج النووي، فضلا عن أن هذا البرنامج تحت التفتيش الدولى للوكالة الدولية للطاقة الذرية، مضيفا أن إيران ليس لديها ما تخفيه بشان برنامجها النووى. وحول إمكانية تحول المواجهة بين إيران وأمريكا إلى مواجهة مسلحة، أكد نجاد انه ليس هناك ما يدعو أمريكا أو إيران إلى الحرب، مشيرا إلى أن على الرئيس الأمريكى – إذا كان يريد حزبه أن يفوز فى الانتخابات القادمة- أن يحترم الشعب الأمريكي، وألا يزج به فى حرب يقتل فيها المزيد من الجنود الأمريكيين، ويهدر فيها أموال دافعى الضرائب الأمريكيين. لو إن الرئيس بوش تعامل معى إيران من هذه الزاوية التي ترى إن الأمور قد تحل بغير أفلام الاكشن والكابوي، وان الإسلاميين في إيران إن كانوا هم محور الشر فقد جاءكم رئيس هذا المحور يريد الحوار! ويبقى السؤال يلح ماذا وراء هذا الزاهد في الحكم وهو فيه، وكيف سيقاوم التيار الجارف لحب المناصب التي هي دون ماهو فيه بمئات المرات...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |