متى ينجلي السواد عن ثياب امهاتنا في العراق

 

احمد عبد الصمد البصري/ صحفي وإعلامي

ahmed444_4@yahoo.Com

طبيعة الام العراقية هي طبيعة مكشوفة ومعروفة وتمتاز بالبساطة الامومية حتى في الكلام الذي تنطقه امام الاخرين فمنزلة الام عند الله لا يعلمها احد الا هو  كونها تصدرت مكانة عظيمة جاءت على لسان افضل الرسل واكرمهم عند الله محمد (ص) بقوله (الجنة تحت اقدام الامهات) واي جنة انها جنة الله التي لا تفنى ولا تمحى ..

واحببت ان ابين من خلال مقدمتي مكانة الام العراقية ومنزلتها وما عانى قلبها الكبير من الهموم العراقية وكانها مصد للصدمات  التي تذكرني بالحجابات  الترابية التي كلما اطلقت عليها من رصاص تراها بنفس شكلها ولكنها تحتضن حرارة الرصاص وحمله وثقله داخل اتربتها, وامي هي كاحدى تلك النساء العراقيات المرتديات لثوب السواد منذ ان كنت صغيراً وكانها ولدت لتكون حزينة فلا راحة رات ولا امنية تمنت لتفرج عن كربتها وهمها الازلي, وحالها كحال الكثير من الامهات العراقيات اللواتي ما زالت  صرخات اصواتهن تعلى عند كل صوت انفجار او عمود دخال يكبرن الله من اجل سلامة ابنائهن وسلامة وطنهن ..

جارتنا كانت ام لعشرة ابناء وثلاثة بنات في كل يوم تنظر اليهم عندما يخرجون الى العمل وتراهم نجوم في عينها تتكلم عنهم عند جاراتها النساء وتتناغم باسمائهم حتى جاء الظلام الاسود ليخطف منها بسمتها ليعيدها الى شيئ لم تكن تتمناه ثلاث منهم اعتقلتهم سلطات الحكومة السابقة بحجة انتمائهم الى احد الاحزاب المعارضة  ومصيبة اخرى جارت عليها بحكومة ثانية لا تعرف ما تريد او تفعل للخروج من مأزق السلطة  وترتعد كل يوم من التفجيرات واعمال الارهابيين الذين لم ينسوا تلك الام وما فعله النظام السابق بها حتى اخذو منها زوجها وابنها في انفجار كبير اخذ بصوته وشظاياه عشرات الابرياء المدنيين الذين احترنا بماذا نسميهم  شهداء ام ضحايا ام ابرياء ام قتلى لا نعرف ... غدونا نحن كشعب مريض يعاني من قلة العلاج وطول الانتظاركجارتنا المرأة المستغيثة بملائكة السماء اولادها وزوجها ضحايا في بلداً لم يعطيها شيئ لا بيت لها تستقر فية ولا مكان صغير تتستر بسياجه ووطن اصبح النفط الخام (الذهب الاسود) فائض عن حاجتة شعبه....

هكذا هي امهاتنا العراقيات الصامدات الصابرات على مشاكل الوطن ومعاناته الامنتهية فتراهن رغم مصائبن وطول صبرهن يرفعن ايديهن بالدعاء ليكون هذا البلد  منعم بالامن والامان ويكبر للذي هو اعلم بحال هذا الوطن وامي وجارتي المسكينة وكل نساء الوطن وعند كل مساء اسمع اصواتهن تعلوا الافق لتخترق السماء عند ذاك العرش العظيم بسلطانه دعوات تختلف كل ام على بساطة ثقافتها فواحدة تقول (اللهم انصر بلدنا) واخرى تقول(يمتة الفرج) واخرى تفك زيج صدرها وتكشفه الى السماء وكأنها عادة لستجابة الدعاء قائلة (يارب جيب ولدنا سالمين) هكذا هن النساء العراقيات طريقهن على طريق بلدهن وثوب السواد علامة لحزنهن ووجوهن المنطوية من شدة التعب فتحية الى كل نساء العراق اللواتي يتعرض للاغتيال يومياً في مدينة البصرة فأكثر من خمسة عشر امرأة يومياً يتم اغتيالها من قبل طيور الظلام الملثمة اهكذا تجازالام العراقية ايها القتله وانا كلي تاكيد بانكم لستم عراقيين وليست امهاتكم من العراق  فالساس لا يهدم البنيان اذا كان بناءه رصين , فليكن الله في عون كل النساء والفرج قريب والظلام سينجلي على من هو انسان ويتمنى الحياة الامنة الراغدة لا حياة الخوف المظلمة.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com