أبو غريب / الحلقة 34 ـ عنوان الحلقة / مستوصف القسم!!

 

 

جلال جرمكا/ كاتب وصحفي عراقي/ سويسرا

عضو ألأتحاد الدولي للصحافة وعضو منظمة العفو الدولية

tcharmaga@hotmail.com

من دفتر ذكرياتي في معتقل/ أبوغريب ـ الحلقة الرابعة والثلاثون، عنوان الحلقة / مستوصف القسم !!.

ياترى ماذا يحتوي هذا المستوصف؟؟ هل هنالك أطباء ومضمدون وغيرهم؟؟؟، أم مجرد أسم ويافطة وبس؟؟.. لنرى:

**********

ضمن التصميم ألأساسي لبناية/ معتقل أبوغريب، كانوا قد حسبوا أدق التفاصيل من[مسجد ومسرح ومكتبة ومستوصف والكثير من ألأمور ألأخرى] .

وهذا التصميم عالمي، حيث شيد المعتقل بناء على مواصفات عالمية ومن قبل شركة أنكليزية !!.

في قسمنا وبقية ألأقسام، هنالك بناية (داخل القسم) شيد ليكون مستوصفاً للنزلاء ، وفي هذه البناية الكثير من التفاصيل:

• غرفة للطبيب وألأخر لمساعده.

• صيدلية .

• صالة صغيرة للعمليات الصغرى.

• صالة أنتظار.

• غرفة لمعالجة وتداوي ألأسنان.

• غرفة فيها عدد من ألأسرة للحالات الطارئة.

• مخازن وحمامات .. وتفاصيل أخرى.

إذاً البناية جاهزة وكاملة من كافة النواحي.. ولكن ياترى هل كان الذي يدير المستوصف طبيباً..؟؟ أو مساعد طبيب؟؟.

للرد وبكل أمانة:

بالرغم من وجود العديد من ألأطباء بيننا ومن مختلف ألأختصاصات والعديد من خريجي المعاهد الطبية والمتمرسون..لكن الوحيد الذي كان يعمل في المستوصف هو أحد ألأخوة التركمان المحترمون/ صلاح النجار.. صحيح الرجل لم تكن له الا خبرة قليلة ولكن بمرور السنوات أكتسب الكثير من الخبرات كزرق ألأبر وقياس الضغط وغيرها!!.

ألأخ / صلاح النجار كان مثال ألأخلاق.. كان يعامل الجميع بكل أحترام ومودة.. لايبخل في مساعدة الجميع.

ولعل من يسأل وهل كانت هنالك أدوية؟؟.

نعم كانت هنالك أكثر من مصدر يزود المستوصف بالأدوية والمستلزمات الطبية ومنها:

• وزارة الصحة.

• جمعيتي الهلال والصليب ألأحمر.

• منظمات دولية.

ولكن للأسف الشديد لم نرى من تلك ألأدوية إلا القليل والقليل جداً من الحبوب والمراهم فقط!!.

إذا أين كانت تذهب كل تلك ألأدوية؟؟؟.

كل ألأدوية وهي في (الكارتونات) كانت تسوق الى المدينة وبيعها الى الصيدليات والدلالون على ألأرصفة.. ولحساب المسؤلون في المعتقل من الحرامية واللصوص .. أما نحن الغلابة.. فياترى هل كان بأمكاننا أن نقول : أين كل تلك ألأدوية؟؟؟.

طبعاً لاء... الف لاء!!!.

أما غرفة طب ألأسنان.. فكانت مجرد غرفة وجهاز فقط.. ولكن في الفترة ألأخيرة، كانت أبنة الدكتور/ عبد الكريم هاني (المعتقل معنا) والتي كانت أسمها/ بلسم وهي طبيبة أسنان.. أعادت الحياة الى الغرفة وعالجت العشرات من النزلاء ومجاناً!!.

قبل تلك الدكتورة المحترمة.. كان الذي لديه مشاكل مع ألأسنان، عليه أن يأخذ مسكنات ومن غير علاج.. وألأمثلة كانت بالعشرات وألأدارة لاتحرك ساكن!!.

في فترة من الفترات كان أحد ألأطباء (طبيب أسنان) وهو من المقربين من/ مدير القسم.. يزور القسم ويعرض خدماته ولكن المعضلة أنه كان (جشعا) للغاية حيث أسعاره أضعاف أضعاف ألأطباء ألأخصائيون في المدينة.. لذلك كان المتيسرون هم فقط الذين يتعاملون معه، أما ألأكثرية وهم الفقراء كانوا يتحملون آلآم وغيرها..!!.

الغريب في ذلك الدكتورـ الله لايعطيه العافيةـ كان عصبي المزاج.. يعاملنا وكأنه مدير أمن.. لذلك كان التعامل معه ليس بالأمر السهل.. ولكن مع ذلك كان لابد.. حيث للضرورة أحكام !!.

مرة كان زميلنا (ريبوار) بحاجة الى أن يعمل له ـ سن ـ ..طلب مبلغاَ خيالياَ.. ومع ذلك وافق/ زميلنا على السعر.. بعد فترة طويلة جلب السن وركبها.. يشهد الباري كان وكأنه سن حيوان مفترس !!!. .. لذلك ومنذ ذلك اليوم كنا نشك بأنه طبيب أسنان !!!.

من ناحية أخرى المعضلة الكبيرة كانت مع أشخاص مصابون بأمراض مزمنة كـ (الربو والسكري) وغيرها.. بالرغم من هؤلاء كانت لهم حصتهم من ألأدوية.. ولكن مع من تتكلم؟؟ مع الحرامية واللصوص؟؟؟... لافائدة من الكلام الجميع كانوا حرامية وعديمي الضمير والوجدان!!!.

كنا قد تكيفنا أن نعتمد على أهالينا في جلب ألأدوية وألأبر لنا.. وبالتالي كان الكثيرون من النزلاء يمتهنون المهن الصحية لذلك لم تكن لدينا مشاكل تذكر.. وألأهم كانت هنالك حالات لاتصدق ، حيث الجميع يساعدون ألأخرون.. نعم الكل كانوا كرماء من هذه الناحية.. وتلك كانت نعمة كبيرة !!.

ما أن تمرض أحدنا.. حتى يتقدم العشرات ويعرض أدويته على المريض أما أستشارة ألأطباء فكانت أسهل من السهل حيث عدد من ألأطباء وفي مختلف ألأختصاصات.. كانت حالة أنسانية فريدة من نوعها !!.

كانت أيام صعبة ..شخصياً لاتفارقني الى يوم يبعثون..!!.

هنالك حلقات أخرى بأذنه تعالى .......

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com