اضواء على الصحيفة السجادية

دعاؤه عليه السلام في يوم الفطر

الرحمة الالهية

الرحمة الالهية هي الرحمة التي يتمتع بها العبد من دون منة، وهي رحمة واسعة تسع العباد جميعا، كما انها تختلف عن الرحمة التي يتراحم بها العباد فيما بينهم وكثيرا ماتكون بمنة او احتقار او كبرياء وترفع وبينما لايضيق الله سبحانه وتعالى بالحاح الملحين وطلب المخلوقين نجد على العكس ان العباد يردون بعضهم ويضيق بعضهم بسبب الطلب او الالحاح. "واذا جاءك الذين يؤمنون باياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة انه من عمل منكم سوءا بجهالة ثم تاب من بعده واصلح فانه غفور رحيم" سورة 6 الانعام الاية 54.

 

الله يتقبل اليسير من العمل ويجازي على القليل بالكثير

الله الذات المقدسة سبحانه وتعالى خالق الخلق باسط الرزق مسخر الرياح فالق الاصباح ديان الدين رب العالمين، القوي العزيز الغني اللطيف يتقبل من عبده العمل القليل ولو كان بمقدار ذرة "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره" سورة 99 الزلزلة الاية 7. ويجازي على ذلك العمل القليل بالكثير "مثل الذين ينفقون اموالهم في سبيل الله كمثل حبة انبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم" سورة 2 البقرة الاية 261.. وعادة الله الاحسان فهو المحسن الكثير الاحسان فاحسانه لاينقطع ولايتوقف عند حد.

 

الله يفسح المجال للتواصل رغم جفاء العباد

 الله سبحانه وتعالى له صفات الكمال ومن هذه الصفات اللطف والعفو والمغفرة الى غير ذلك من الصفات لذلك فرغم معاصي العباد ومخالفتهم الا ان الله سبحانه وتعالى يفسح المجال ويذكر العبد ويدعوه الى العودة لئلا يتعرض الى العقوبة فيما بعد بعدما ينتقل الى الحياة الاخرة لذلك يعرض الله سبحانه وتعالى التوبة على عباده لعلهم يرجعون الى رشدهم، ويقبل الله منهم ذلك رغم انه غير محتاج اليهم، لكنه هو الرؤوف الرحيم، وهو الحليم الذي لايغضب كما يغضب الخلق فحلمه سبق غضبه.

 

الله سبحانه لايغير النعمة ولايبادر بالنقمة

الله سبحانه وتعالى غني ودود رحيم، فعندما يرى الله سبحانه وتعالى من عبده المعصية فانه سبحانه لايبادر الى تغيير النعمة وتعريض العباد للنقمة لانه سبحانه وتعالى لايحتاج الى المسارعة في العقوبة بل يفسح المجال حتى يرى من العبد توبته ويقبل عودته ويغفر زلته. وهو الغفور الرحيم" وان يمسسك الله بضر فلا كاشف له الا هو وان يردك بخير فلا راد لفضله يصيب به من يشاء من عباده وهو الغفور الرحيم " سورة 10 يونس الاية 107.

 

الله سبحانه وتعالى يتجاوز عن السيئة

الله سبحانه وتعالى عظيم القدرة ولايدرك هذا المعنى الا العقول النيرة المستضيئة بنور العلم والمعرفة، لذلك فان قدرته ندعوه الى التجاوز عن المسيئين فانه لاتزيده طاعة من اطاعة، ولاتنقصه معصية من عصاه. " انما يخشى الله من عباده العلماء ان الله عزيز غفور " سورة 35 فاطر الاية 28.

 

الله العلي الاعلى والجليل الامجد

الله العلي الاعلى اذ لاعلو لغيره ولامجد غير مجده تصاغر كل مجد غير مجده، فهو صاحب الشان، والامر كله لله جل جلاله، له المجد والفخر، اذ لانسبة بين الخالق والمخلوق. " ذو العرش المجيد " سورة 85 البروج الاية 15.

 

باب الله مفتوح للراغبين

"تلك الجنة التي نورث من عبادنا من كان تقيا" سورة 19 مريم الاية 63.. لذلك كانت الجنة وسيلة لترغيب الخلق في النجاة من النار وللجنة ابواب وابواب الله الله مفتوحة فباب التوبة مفتوح للراغبين."

 

اغاثة الله قريبة من المستغيثين

الله سبحانه وتعالى يجيب دعوة الداع اذا دعاه ، والله قريب من المحسنين، وزكريا اذ نادى ربه، وذا النون اذ ذهب مغاضبا، وايوب اذ نادى ربه. اذ لاخيبة مع الامل ولاياس من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محضورا.

 

الاستغفار يوجب الرزق

" فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا * يرسل السماء عليكم مدرارا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا " سورة 71 نوح الايات 10و11 و12.. وهي معدلات الهية قرانية ونذكر الايات الست المنجيات كامثلة على تلك المعادلات.

 

اهل السعادة واهل الشقاوة

فالسعيد من اطاع الله ولم يعصه، والشقي من عصاه ولم يطعه.. والكل صائر الى الله، فان كان مطيعا لله جازاه الله بالجنة ، وان كان عاصيا ادخله الله مدخله مع اهل الشقاوة. "كل نفس ذائقة الموت وانما توفون اجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وادخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الا متاع الغرور" سورة 3 ال عمران الاية 185.

 

الله هو السلطان الثابت ولاسلطان غيره

فسلطان الله ثابت وقدرته عظيمة.. فسلطانه على جميع السموات والارض، وكل من فيهما من الانس والجان والملائكة والخلق الاخر تبارك الله احسن الخالقين. " الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفا وشيبة يخلق ما يشاء وهو العليم القدير " سورة 30 الروم الاية 54.

 

براهين الله وحججه

ولله البراهين الواضحة من ارسال الرسل والانبياء والحجج البالغة على جميع خلقه.. واياته خلق السموات والارض والملائكة والجن والانس والحيوان والنبات وخلق اكبر من ذلك مما يرى ومما لايرى ومما نعلم ومما لانعلم.

 

بين الوعيد والترغيب (العيد لمن امن الوعيد)

شاء الله ان يعد عباده بالجنة وشاء ان يتوعد من خالفه بالعذاب وقد اقسم ان يدخل المعاندين في النار وان يخلدهم في العذاب. " والذين امنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الانهار خالدين فيها ابدا وعد الله حقا ومن اصدق من الله قيلا " سورة 4 النساء الاية 122.

ويضرب الله الامثال لعلهم يتفكرون

ويضرب اله الامثال والله بكل شئ عليم عالم الغيب والشهادة والله هو اللطيف الخبير اراد لنا الخير، وانعم علينا نعمه الظاهرة والباطنة، لعلنا نشكر.. فان شكرناه اعطانا ، وما الله يريد ظلما بالعباد.

 

قدرة الله وعجز العباد

وقدرة الله هي القدرة البالغة حيث لاقدرة غير قدرته فكل قدرة لغيره فهي منه.. والله قادر على مايشاء، لايعجزه امر في السموات ولا في الارض، وغيره عاجزون من دونه.

 

 الكرم والاحسان والنعمة

 وعادة الله الاحسان حيث وصف نفسه بالكريم، فهو اكرم من كل كريم .. ومنه النعمة والنعم كثيرة، فنعمة النظر والسمع والاحساس والنطق والشم، ونعمة الهواء والماء والاكل والشرب والازواج كل ذلك وغيره من النعم من كرم الله واحسانه فله الحمد وله الشكر على مااولانا وله الحمد على ماهدانا وماكنا لنهتدي لولا ان هدانا الله.

 

الله يسمع النجوى ويستجيب للدعاء

والله يسمع ويرى حتى انفاس الحيتان في البحار و دبيب النمل في الصخور ويستجيب لمن دعاه والله السميع العليم. " سبحانك تسمع انفاس الحيتان في قعور البحار "من دعاء الامام زين العبدين في الصحيفة السجادية في التسبيح.

 

حسن العاقبة وقبول العمل

فطوبى لمن رزق حسن العاقبة ووفق لصالح الاعمال ونسال الله ان يتقبل طاعتكم في عيد فطركم وتكونوا من الناجين من عذابه والمتنعمين بجنانه. "وازلفت الجنة للمتقين غير بعيد" سورة 50 ق الاية 31.

 

العباد لامحالة منقلبون الى الله

ولابد لنا ان نرجع الى الله ان عاجلا او اجلا "الذين يظنون انهم ملاقوا ربهم وانهم اليه راجعون سورة 2 البقرة الاية 46.. ولامفر من اللقاء ونسال الله حسن العاقبة انشاء الله وتزودوا فان خير الزاد التقوى.

 

الله على كل شئ قدير

لاتنسوا ان الله على كل شئ قدير ولاتغرنكم الحياة الدنيا ولايغرنكم بالله الغرور. "يا ايها الناس ان وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور" سورة 35 فاطر الاية 5.

 

ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم

 فكل قوة وكل حول فمن الله، فهو العلي الاعلى الجليل العظيم، فسبحان الله حين تمسون وحين تصبحون وله الحمد في السموات واليه ترجعون، والحمد لله، ولااله الا الله، والله اكبر، ملا الميزان ومنتهى العلم ومبلغ الرضا وزنة العرش وسعة الكرسي، ونستودع الله العلي الاعلى الجليل العظيم دييننا وانفسنا واموالنا واهيلنا واولادنا وجميع مارزقنا ربنا ومن يعنينا امره، والصلاة والسلام على نبينا ورسولنا وحبيب رب العالمين وحبيب قلوبنا محمد المصطفى صلى الله عليه وسلم وعلى اله الطيبين الطاهرين، وكل عام وانتم بخير.. تقبل الله اعمالنا واعمالكم، ورزقنا خير الدنيا والاخرة، وكفانا شر بلاء الدنيا وشر بلاء الاخرة والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد واله الطاهرين.

 

المصادر

القران الكريم

الصحيفة السجادية للامام السجاد زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام