|
ردا على تخرصات الامين العام المساعد للحزب القومي الناصري
صاحب مهدي الطاهر قبل سنة من الان كتبت مقال بعنوان الحزب القومي الناصري وحزب البعث وجهان لعملة واحدة تناولت فيه بعض الحقائق والتساؤلات التي تخص الحزب القومي الناصري وتسالت عن الانجازات التي حققها هذا الحزب على مدى اكثر من خمسة عقود خلت للشعوب المنظوية تحت يافطة القومية العربية وشعارهم الاجوف العتيد وحدة وحرية واشتراكية.لقد صمت المدعو ياسين جابر الدليمي وهو الامين المساعد لهذا الحزب لاكثر من سنة من تاريخ كتابة ذلك المقال لتنفجر فجاة قريحته المسمومة و الملوثة بكل عوالق واثار تلك العقود الخمسة السيئة الصيت للرد على مقالي وكانه اراد ان يتصيد بالمياة العكرة وقد وجد في كتاباتي الاخيرة كما هو يعتقد نقطة ضعف او ثغرة يمكن ان يمرمن خلالها لينتقد بما انا اعتقد به من توجهات ورؤى ويتطاول عليً انا شخصيا ,وهنا اريد ان اعيد هذا الشخص الى اتزانه الذي كان يتصف به قبل اكثر من سنة حينما فضل عدم الرد على مقالي الذي تناولت به حزبهم فاختار الصمت بعدما استوعب وهضم الحقائق والتساءلات التي طرحتها في مقالي ,اما انه اراد ان يجد في مقالتي المعنونتين (العراق بحاجة الى برويز مشرف عراقي لانتشاله من الهاوية والثاني بعثي علماني ناجح افضل من اسلامي متخلف فاشل) ادانة لي فهو مخطئ تماما لانه وعلى ما يبدو قد استعجل الرد او ان قدراته الذهنية على التحليل والاستدلال هي متواضعة جدا بما لا يؤهله معها على ان يكون بمستوى الموقع الذي يشغله كامين عام مساعد لحزب . ففي مقالي الاول الذي تناولت فيه حاجة العراق الى قائد قوي شجاع يحفظ للامة العراقية هيبتها وعزتها وانجازاتها ويسير بها نحو مستقبل افضل مشرق لم اتخل فيه عن وجوب احلال الحرية ودعم ركائز الديمقراطية باي شكل من الاشكال بل على العكس تماما مما استنتج هو من فحوى مقالي حيث اقترحت ان تتبلور هذه الاهداف بفترة زمنية محدودة تكون معها فرص النجاح والتقدم اكثر وباقل خسائر ممكنة سواء كانت مادية او معنوية ,ولم ادعو كما اتعتقد صاحب الرد الى تبوء جنرال عسكري مقاليد السلطة في العراق تيمنا بالجنرال برويز مشرف بل انا اقتبست من شخصية برويز مشرف قدرته الفذة على ادارة الحكم في باكستان, واني كما اتعتقد ان السيد المالكي هو اهلا ان يكون بهذا الموقع اذا ما اعطيت له بعض الامتيازات والصلاحيات التي تخوله ان يضع رؤاه وافكاره في موضع التنفيذ ,فالموضع اذن ليس موضع جنرال او ليس بجنرال بل بالقدرة على ادارة دفة الحكم ,مع العلم ان السيد ياسين يقف الان هو وحزبه بالضد من حكومة السيد المالكي وبالضد من المشروع العراقي الجديد جملة وتفصيلا لانه يعمل ليلا ونهارا بمعية اطراف عربية حكومات وشخصيات عربية لاعادة عقارب الساعة الى الوراء اي الى الحقبة المظلمة التي اتسمت بها القومية العربية وشعاراتها الطنانة التي لم تعرف يوما من الايام المعنى الحقيقي للحرية والديمقراطية . وقد كان لسيد ياسين رد على ما ذكرته بضرورة تمركز قواعد عسكرية امريكية في العراق وذلك لحفظ امنه الداخلي والخارجي وتدعيم ركائز الحرية والمؤسسات الديمقراطية لئلا ياتي اليوم الذي يعلن فيه هذا الحزب ومن لف لفه البيان رقم واحد بعد ان يغلفوا عملهم الشائن بجمله من الشعارات والادعاءات الفارغة فينقلوا على الديمقراطية الوليدة ومؤسساتها الفتية بليلة مظلمة كما هو شانهم دائما بعد ان يجدوا انه ليس هناك من رادع يقف بوجه مخططاتهم الاجرامية: فيتساءل كيف لنا ان ننقلب على الديمقراطية ونعلن البيان رقم واحد اذا كان هناك اكثر من مئة وخمسين الف جندي امريكي متواجدين في العراق وفي المنطقة الخضراء ونحن لا نملك جيشا ولا سلاحا, فانه يعتبر اعتراف صريح منه على ان وجود قواعد امريكية في العراق هو راع امين بوجه كل من تسول له نفسه يوما من الايام بالقيام بهذا العمل الاجرامي اما ما جاء في مقالتي الثانية بعثي علماني ناجح افضل من اسلامي متخلف فاشل فانني قد ابتدات مقالي بتاسفي وحسرتي الشديدين ان تفرض علينا الاحداث وان يفرض علينا الواقع لتبني هذا الخيار بعد ان معنت الاحزاب الاسلامية في تصديها لكل توجه من شانه ان يبرز حزب علماني في العراق ينافسهم السلطة والقيادة فالامم المتحضرة قد كتب لها النجاح عندما افرزت نوعين متضادين على المسرح السياسي سواء كان فكريا او ايدولوجيا ليتسنى للشعوب ان تختار بين هذا وذلك بما يخدم توجهاتهم وطموحاتهم فتكون هناك منافسة شريفة في العمل الجاد والتفاني من اجل كسب ود الراي العام, اما وان تختزل الشعوب بتوجه واحد وبلون واحد فهو خطر ليس على مستقبل هذه الاحزاب فحسب بل على مستقبل العراق بكامله لانهم جزء منه والجزء كما هو معرف يتاثر حكما بالكل ,اذن جاءت دعوتي كنصيحة الى الاحزاب الاسلامية ان تغير من خطابها وتوجهاتها حفاظا على مستقبلها السياسي وحتى الوجودي . وعلى العكس تماما ايضا مما فهم السيد ياسين باني قد نزلت عند رغباته المكبوته بتعويم حزب البعث من جديد فهو مخطئ ايضا لاني قد جعلت معيار الحرية والديمقراطية هي الاساس في نظام الحكم الجديد في العراق حيث اشترطت ان يكون الحزب العلماني الذي سوف يضم عناصر من حزب البعث يعمل ضمن اجواء ديمقراطية وان يحترم مفاهيمها والاسس القائمة عليها لا ان يعملوا في الظلام والدهاليز. وان تكون القواعد الامريكية ايضا هي الضامن لاستمرار هذا الوضع.اذن اين هذا التوجه الواضح من توجهاتكم التي يغلفهاجدار سميك من الغموض والازدواجية وتحتفظ بين طياتها بكل ما هو خبيث وقبيح وسيء؟. وانا هنا اريد ان اطمئن السيد ياسين انه ليس باحرص مني على ديمومة الاحزاب الاسلامية لان توجهي وافكاري اسلامية وقد تربيت على مكارم الاخلاق في بيت وبيئة وحاضنة اسلامية ولكن مع ذلك لي رؤاي وتوجهاتي الخاصة بي اما انت فليس بوارد ان تكون في موقع المزايدة في هذا الشان فالاحزاب القومية على مختلف مشاربها وتوجهاتها كانت وما زالت ماثرها معروفة للقاصي والداني في النيل والقتل والتعذيب من شخصيات اسلامية معروفة انظر الى قائمة من اعدم قائدكم جمال عبد الناصر من الشخصيات الاسلاميةالمعروفة؟.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |