|
سيادة الرئيس جلال الطالباني المحترم تحية إجلال وتقدير نتوجه الى سيادتكم بالتهاني بحلول عيد الفطر السعيد أعاده الله عليكم و على الشعب العراقي الجريح بالخير والسلام، وبعد: إنه من نافلة القول ان الحرب التي تدور اليوم في أرض العراق من أقصاه الى أقصاه تأتي أول ما تأتي على كل ما هو عراقي وأصيل في عراقيته، بدءً من ظلال النخيل وانتهاءً بآخر نفس طيب يتردد في صدرٍ عراقي يأمل بغدٍ في سلام. وأن الرحى التي تدور انما تطحن المعنى في عقول الناس و قلوبهم قبل المبنى في أجسادهم و صدورهم، ومن هنا فإن أول من تعصره الظروف الصعبة التي يمر بها العراق اليوم هو المثقف العراقي الحر، والمبدع الذي أوقع بين مطرقة الابداع وسندان الوطن، ولا غرو أنكم تدركون أهمية المثقف والمبدع العراقي في هذه الاوقات العصيبة التي يمر بها الوطن وفي هذه الحرب على جحافل الظلام التي تريد ان تودي بالعراق وأهله في التهلكة، هذا المبدع العراقي الذي صبر وعانى الأمرين في الزمن البائد، وحورب وحوصر وقتُّل في كل أرض، أمس واليوم. إنكم و إيانا إذ نفاخر بحضارة العراق وتراثه فلا شك أننا نقصد البشر لا الحجر، وإنما نعني العقول التي أنتجت وأبدعت، وفي هذا الزمن الصعب إنما يكمن التحدي في أن ننتصر وينتصر الشعب العراقي الطيب على قوى الجهل والظلام بكل أشكالها، أن يعبر العراق هذه المحنة محافظاً على روحه وقيمه الانسانية ومعناه الذي ننادي به، من هنا نوجه لكم هذا النداء نيابة عن مثقفي العراق ومبدعيه وفنانيه، الذين هم بحق عقل الوطن المفكر وقلبه النابض وضميره الحي، إنه لا يرضيكم بأي حال أن يتفرق شمل المبدعين والمثقفين العراقيين وأن تعصر الظروف الصعبة من تبقى منهم يكافح من أجل النور في وجه الظلام ومن أجل الحياة في وجه الموت الذي لا يبقي اليوم و لا يذر. مبدعو العراق اليوم محاصرون، يتقاذف جلهم المرض والفاقة، ويقتفي أثرهم العنف وتتبعهم طيور الظلام، ولعل ما بلغنا في الأيام الأخيرة من مرض الشاعر العراقي الكبير سركون بولص الراقد في إحدى مستشفيات برلين مما يذكر بالجرح ويبرز المصاب، ويجدد الهم في صدور أولئك الذين يحملون روح العراق ونفسه بين جنباتهم، وهو الذي خدم الثقافة العراقية لسنين طوال وكان علما لبلاده بين الامم والبلدان حاملا حب العراق وهمومه الى العالم أجمع، ومثله أخوان له كثر، يتوزعون بين المنافي وعلى أرض الوطن. وإننا إذ لا نريد أن نقف مكتوفي الايدي إزاء ما يتعرض له أصحاب القلم في بلادنا وفي الغربة فإننا نطلب منكم تخصيص صندوق خاص لدعم المبدعين والمثقفين العراقيين في الوطن وفي المهجر، على أن يكون برعايتكم أنتم وتحت إشرافكم، لدعم مبدعي العراق ومثقفيه الذين يتعرضون لألوان من الحاجات وصنوف من الصعاب الصحية والنفسية والظروف القاهرة. سيادة الرئيس إننا إذ نتوجه لكم بطلبنا هذا فإنما نعني شخصكم الكريم، فإنّا نؤمن بأن ما أوردناه إنما هو حق مشروع للمبدع على الدولة، ولكننا اخترنا التوجه لكم لما عهدناه فيكم من حب للثقافة والابداع واعتزاز بالمثقفين والمبدعين ليس بالغريب عنكم ولا بالجديد عليكم، ونحن في توجهنا هذا كلنا أمل في رعايتكم. والسلام عليكم ورحمة الله. للإتصال بالبريد الالكتروني لطفاً
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |