|
الى انظار السادة المسؤولين (اكثر من عشرة نساء يتم اغتيالهن في البصرة شهرياً)
احمد عبد الصمد البصري/ صحفي وإعلامي لا اريد ان اتكلم كثيرا في هذا الموضوع كونه امراً يثير الخوف والرعب ويذكرني عنوانهُ الذي تمنيت ان اخفف من هوله وحجمه ولكنني لم استطيع يذكرني في السجون الضيقة ابان تلك الفترة, النساء تلد في الزنزانات التابعة لسجون صدام وغيرها من المشاهد المؤلمة التي ذكرتها لكم وجعلتها في مقدمة المقال خاصة واننا نواجه اليوم شراً اشد من صدام بل نواجه الموت نفسه بلا رقيب ولا استئذان من ملك الموت انها الجماعات الخفية في البصرة جماعات جديدة تعيد ملء ذاكرتنا بألم الحسرة على المرأة العراقية الجنوبية التي اصبحت عرضة للخطر الجديد خطر الملثمون المقنعون يغتالون نساء البصرة ليصل العدد شهرياً الى خمسة عشر امرأة على حد تصريح قائد شرطة البصرة مرميةً على حصى الرصيف وتأكل حرارة الشمس وجهها وجسدها البريء فمن يقتل النساء في مدينتي الفيحاء. هذه البداية تجعلني اتكلم عن بعض الخفايا في البصرة والبعض الاخر لا استطيع التكلم عنه , فما ان تاملنا خيراً من ظهور عراقاً جديد يبزخ منه فجرأ ليبشر الانسان العراقي بالتسامح والرحمة والابتعاد عن القيود السابقة الاليمه ولككنا صدمنا بموجة جديدة كنا غيرعارفين بحقيقتها وبعد تأكدنا من الارقام الخطيرة لعدد النساء الاواتي يقتلن شهرياً رأينا الوقت قد حان لنتكلم وبصوت عالي ونصرخ عسى ان نجد من يسمع صدى صراخنا لكارثة تمر بها المحافظة الجنوبية مدينة السياب والبريكان ومدينة المحبة والسلام وشط العرب والنخيل والذكريات السابقة .. هذه هي تسميات مدينتي تسميات شوهتها العيون الملثمة ولا اعرف ما اقول جماعات خفية وايادي ترتدي الكفوف تحمل الاسلحة وتتجول في شوارع البصرة خلستاً امنة في مسيرها وتعرف ما تفعل من دون عقاب او من يتصدى لها تقتل المراة الجنوبية التي عانت ما عانته سابقاً ولا اريد ان اعيد ما كتبت فكل النساء وخاصة في الجنوب لم يحصلن على حقوقهن حتى بنسبة (المحروم من نصيبه) لا نعرف الاسباب ولا نعرف الدوافع وما نعرفه وتعرفنا عليه هي جرائم اغتيال النساء تلك التي ملت الشقوق جبينها من شدة معاناة السنيين وتعب الحياة تلك التي تعمل منذ الصغر,لم ترى النور في حياتها صراع من اجل البقاء وجهل العادات والتقاليد وتصغيراً لمقامها ,حيث تناسى هولاء الله الأمرالناهي ولا يعرفون معنى الروح وثمن قتلها . وقد جاء الأسلام ليعظمها على افضل الخلق رسولنا محمد(ص) في الكثير من المشاهد جاعلاً مقامها لا يختلف عن الرجل فلماذا تغتالونها وما هوالجرم الكبيرالذي يتطلب قتل نفس تمادت انفسكم بقتلها ورميها امام المزابل فهل اعترضت مشروعكم السياسي ام سارت سافرة امامكم ام ترتدي الجنز على مرأى انظاركم ومن التي تتجرأ ان تفعل وانتم الملثمون متواجدون لكتم الارواح مخولون من المجهول لقتل الانساء.. هذه هي الحقيقة في بصرة العراق ارقام مخيفة تمر بها بصرتنا اليوم بقتل الاطباء واغتيال الاساتذة والفنانيين لا بمفخخة ولا بسلاح كبير وانما بهدوء تام ليمتلئ (مركز الطب العدلي في البصرة يوميا بعشرات القتلى, رصاصات في الوجه واخرى في العين واخرى انحرفت من عينه او عينها واصابت قلبه) ..فهل تقبلون هذا وهل انتم راضون وكيف ينام لكم جفن عين وانتم تغتالون الارواح بمحاكمكم الشخصية وكأنكم الرب الذي يأمر وينهي متناسين الله خالقكم وخالقهن وخالقهم فاين تذهبون من عقاب الاخرى وخزي الدنيا وذلة العارالذي سيلاحقكم حتى في قبوركم... ابتسموا اليوم وانتم تغتالون الكفاءات والاطباء والنساء ابتسموا لترضوا اسيادكم ابتسموا لتجعلوا الاطفال يبكون وهم ينتظرون امهاتهم ان ترجع الى الديار ليبتسمو بوجهها.. ارديتموها قتيلة بمنتصف الطريق ايها الجبناء. اليوم نحن بحاجة الى جلاد ينهي القتل والاغتيال حتى لو كان على حساب قوتنا وجوعنا وبقائنا متخلفين مدى الدهر من اجل منع قتل نساء مدينتي في جنوب العراق ومنع اغتيال الاطباء واطلاق الرصاص على استاذ جامعي أمام باب الحرم الجامعي فاين انت ايها الجلاد اننا موافقون على شروطك اقدم الينا لتخلصنا من عشوائية الظهور ومن طيور الظلام الخائفة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |