|
العراقيون مولعون بالنقاش، وربما تكون الكثير من المناقشات، عديمة الجدوى بسبب إصرار كل طرف على رأيه، الذي لا يمكن التنازل عنه، لأنه الحقيقة المطلقة التي لا تستحق النقاش، ومهما طرحت من الأدلة العقلية والنقلية، التي تؤكد بطلان ما يعتبره حقائق ثابتة، فأنه يبقى متمسكا برأيه وليذهب العقل إلى الجحيم، وهذه الظاهرة ليست وليدة اليوم، أو نتاج العصر الراهن، بل هي ظاهرة أزلية رافقت العراقيين منذ مئات السنين، فقد عرفت بغداد عاصمة الخلافة، بكثرة المتكلمين والمناطقة وأصحاب الجدل، وظهرت فيها الكثير من المذاهب والحركات الفكرية، التي تعتمد الجدل والنقاش ومقارعة الحجة بالحجة، وبرز فيها الكثير من المناطقة والمتكلمين الذين طبعوا الفكر الإسلامي بطابع خاص، وأغنوا الفلسفة وعلم الكلام بالكثير من الأعلام الذين أخذت أفكارهم وتصوراتهم بعدا عالمي، ولعل ألفكر المعتزلى أكثرها بروزا وتأثيرا في الفكر العربي، وما المعركة الزنبورية التي أثارها النحاة ألا دليل على شدة الاهتمام بالجدل ، لذلك ندر أن أجتمع اثنان أو أكثر، ألا ودخلوا في جدل حامي الوطيس، وخصوصا في"مهجومة البيت" السياسة، فما أن يحمى الوطيس حتى تتحشرج الأصوات ، وتبح الحناجر، وترتفع الأيدي، في تحد واضح، وقد تصل في بعض الأحيان إلى القطيعة، أو الدخول في مهاترة تفضي إلى الاشتباك بالأيدي، أو التنابز بالألقاب، والاتهام بالعمالة، والانتماء إلى النظام السابق، وتصل أذا عدمهم الدليل والحجة، إلى الاتهام بالكفر، وهو ما لا يحتاج إلى دليل. وقد ابتلاني الله بهذا المرض الخبيث، فما أن أجلس في مكان م، حتى أنجر من حيث أدري ولا أدري، إلى نقاش عقيم، يتجاوز الجدل البيزنطي، هل البيضة من الدجاجة، أو الدجاجة من ألبيضه، "وجيب ليل وأخذ عتابه"ولعن الله البيض والدجاج، فقد أصبح مصدر إزعاج لي في الجدل، وفي الحياة، ففي معرض الدجل يدخلني في متاهة لا أخرج منه، ألا بعد أن أحرق عشرات السكائر، وفي الحياة لا أرى البيض والدجاج ألا في القرأة الخلد ونيه، ولا أستطيع شراءه لارتفاع ثمنه إلى درجة غير مسبوقة في التاريخ المعاصر، ولا توجد في مجاهل أفريقيا أو ساحل العاج، ولا أحد يدري ماهي أسباب هذا الغلاء الفاحش، الذي أستفحل بعد ظهور أنفلونزا الطيور، ذالك المرض اللعين، الذي جعل المواطن العراقي يحلم ب(الفراخ) كما كنا نشاهد في الأفلام المصرية، عندما يحتفلون إذا كان غدائهم من(الفراخ)، وكنا نتصور أن ذالك من المبالغات، التي يضخمها خيال المؤلف، ألا أن الحقيقة أصبحت أغرب من الخيال، فقد أرتفع في عراقنا العظيم سعر الدجاجة إلى سبعة الآف دينار أو أكثر، وأصبح سعر البيضة الواحدة(250)دينار، بعد أن كانت ب(20)فلس، وهذا التصاعد الجنوني يدفع ضريبته أصحاب الدخول الواطئة والمحدودة، لذلك ظلو يتمثلون بقول المرحوم"أبو قيصر الديواني": الله يا راس الشهـــــر يا بو المصايب والقهر كل ساعه من يومك سنه ومجموع ساعاتك دهر ولا أدري ماهو رأي وزارة الزراعة العراقية في هذا الأمر، والتي قامت بتسليف أصحاب المفاقس وحقول الدواجن، مليارات الدنانير من أجل زيادة الإنتاج، والاكتفاء الذاتي للسوق العراقي، في الوقت الذي نستورد فيه شهريا من دول الجوار العراقي هذه المواد بمئات الملايين من الدولارات، وأين يذهب إنتاجها المدعوم، وأين حقول الدواجن والمفاقس الحكومية التي كانت تسد جزأ كبيرا من حاجة السوق، ولماذا تخلت العائلة العراقية عن تربية الدجاج العراقي، بعد أن كانت البيوت لا تخلوا من أسراب الدجاج، هل توقعوا أن الدنيا ستمطر بيضا ودجاج، فتركوا تربيته، أم خدعوا بالوعود الرنانة التي أطلقتها وزارة التجارة بتوزيع الدجاج والبيض بموجب البطاقة التموينية، أم صدقوا أكذوبة أنفلونزا الطيور التي أدت إلى ارتفاع الأسعار، أم.... قاطعني سوادي الناطور(لا تظل تأمأم، أم ...أم..السالفة وما بيه، هذا البله أجانه من الاقتصاد الحر، وكلشي ردنه نسويه حر، حتى الكر صار حر، وأشوف هذا ألاقتصاد راح يخلينه(نركض والعشه خباز) وأحنه لا يفيدنه لا حر ولا مر، أيفيدنه إذا ردينه على الأولية، من چانت وزارة التجارة تستورد المواد وتبيعها بالأسواق ألمركزيه، وتحديد الأسعار، مو تصير سايبه كلمن أيده أله ، ويبيع باليصرفله، وإذا ظلينه بوره التجار ذوله يأكلونه ويذبونه گشر، ولكم ألبيضه أم عشرين فلس تصير ب250 دينار، أحسبوها شگد زادت، ولدجاجه أم دينار وربع تصير بسبع تالاف دينار، ولكم محد مسويها گبل، وعمري كله ما سمعت بهاي الأسعار، بوكت كريم قاسم "الله يرحمه"زود البنزين 5 فلوس، أنگلبت ألدنيه وطلعت المظاهرات (من زاخو للكويت شعبنه ضد الخونة) وصارت الأضرابات، وعطلوا المعامل، وبندت السيارات، أشو هسه كل ساعه كفخه عاليافوخ، والوادم مطنبخه، شجاكم..؟ ما أدري، (وفوگ درد الله ضربني بميجنه) النوب خلوا الحدود سايبه لا رقابه صحية ، لا فحص ، شله وأعبر، وگامو التجارـ الله يكثر فلوسهم ـ يجيبون البيض الفاسد والدجاج التالف والبضاعة الموز ينه، وكل واحد يبيع بكيفه، وآلما يعجبه يضرب رأسه بالحايط، وچانت ألتجاره ألعدي وربعه، هسه ما شاء الله طلعونه سبعين عدي، و(يم حسين چنتي بوحدة وصرتي بثنين) وصارت فالتون كلمن أيده اله، والفقير بس يباوع، چاهوه هذا الاقتصاد الحر، أوهمده هيچ اقتصاد، اللي (عشره يشاركها برحل وحده مطي ينطيها)وعله هالسالفه راح الحوت الچبير ياكل كل السمچ الزغير، وإذا ما تصير ذيب تآكلك ألواويه، والله ليستر من تاليه، ...لكن أزين شيباتي نص ونص إذا ما يجي يوم تگولون نريد الأشتراكيه، لن ما نشبع خبز اله بالعدالة، والراسماليه لا بيها عدالة ولا بيها أخلاق وهسه تشوفون........!!!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |