التهريب بكل أنواعه يشكل خطرا كبيرا على الاقتصاد الوطني، ويؤثر بشكل مباشر

على الفرد العراقي، ويؤدي إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني، وما أزمة المنتجات النفطية إلا دليل واضح على عمق الهوة التي وصلنا إليها بسببها، والتهريب أنواع كثيرة، فهناك من يهرب الأسلحة، وآخر بتهريب الخمور والمخدرات وحبوب الكبسلة، وآخرون يتاجرون بالرقيق الأبيض، فيما يلجأ البعض للمتاجرة بالأعضاء البشرية، أو تهريب المواد الغذائية، أو التمور وغيرها وكل هذا يجري تحت سمع الحكومة وبصرها، وفي أحيان بموافقة أجهزتها التي تشارك المهربين .

وتهريب المواشي الذي سنتناوله في هذه الحكاية، أتخذ أوجه وطرق متعددة، فقد كان المهربون في العهد السابق،  يتاجرون مع دول الجوار، ببيع الجهاز التناسلي لإناث البقر، مقابل مبالغ مغرية من المال، بهدف إنهاء الثروة الحيوانية، وارباك عمل الحكومة على ما يعتقدون، في الوقت الذي كان تأثيرها المباشر على المواطن فقط، وبعد سقوط النظام قلنا أن أسباب العداء قد انتهت، وستقوم الدول المذكورة بفتح صفحة جديدة، من العلاقات المبنية على المصالح المشتركة، وتفعيل القوانين الدولية السارية حول الحدود، ألا أنهم زادوا الطين بلة، بازدياد عمليات التهريب، بسبب ضعف القوى الأمنية، وطول الحدود، وعدم وجود الأمكانات الكافية لضمان سلامتها.

  وقد أدى هذا التهريب، إلى ارتفاع أسعار اللحوم بصورة مروعة، بعد سقوط النظام، وأضر بالطبقات الشعبية الفقيرة، التي عادت تسمع باللحوم وتراه، دون أن تتذوقه، وإذا ظلت الأمور على ما هي عليه، فسيأتي اليوم الذي نجد فيه اللحوم العراقية من الكماليات، التي على الفقراء نسيانه، وإخراجها من قاموس حياتهم، في الوقت الذي تعج به المتاجر والأسواق، باللحوم المستوردة من المناشيء الهابطة، وغير المعروفة، ولم تخضع للرقابة الصحية اللازمة، ولعل فيها من البلاء، ما لا نستطيع تخيله، وخصوصا بعد انتشار الأمراض المختلفة في دول العالم، مما دعا تلك الدول إلى إحراق آلاف الأطنان منه، وقامت دول أخرى بمنع استيراد اللحوم، من الدول التي انتشرت فيها تلك الأمراض، إلا العراق الذي أصبح(خان جغان)والسوق الرائج للبضائع التالفة، والنوعيات الرديئة، لافتقاره إلى السيطرة النوعية على البضائع، والرقابة الصحية للمواد الغذائية.

 ضحك (سوادي الناطور) ضحكة لم أدرك كنهه، أهي تعبير عن الفرح، أو الحزن، أو الألم، فقد بت لا أميز في هذه الأيام، بعد أن أختلط الحابل بالنابل، وقال )چانت عايزه التمت) ومثل ما يگولن(يلگاعده وبيتچ على الشط، ومنين ما ملتي غرفتي) والله ما أدري شجاها الوادم، لا شبعت من الفرهود، لا شبعت من الچذب، لا ملت من الطلايب، ما أدري شنو اليترس عيونهم، ما خلوا شي ما أشتغلوا بيه، بس يركضون بوره الفلوس، والربح الحرام، وچماله يگولون الفلوس وضخ دني، لو وصخ چا ما الوادم، باعت ضمايره، وعافت أخلاقه، وباعت دينه، على حساب الفلوس، قاطعته ضاحكا:أبو كريم بروح أبوك، ذكرتني، أكو واحد من ربعنه الشعراء المفاليس، يگول:

ومكابرين يغالطون بقولهم         المال أوساخ بأيدي الناس

هاتوا القذارة كلها من حصتي    فلقد كرهت مرارة الإفلاس

  أبتسم بألم بالغ وقال:مع الأسف تاليها الوادم هيچي  تصير، ولهناه توصل، ما هامها غير الربح، ولكم تأخذون الفلوس وياكم  لجهنم، تخلوها على گبوركم، أشو هي خامه بيضه أنچان فگر وأنچان زنگين، وما شفت واحد منكم چفنوه بوصله حمره لو سوده، سوود الله أوجوهكم أكثر من هذا السواد، على هالعمايل السوده، حسبا لكم أدوم الكم، لو أدوم چا دامت للگبلكم، اللي راحوا وعافوا الگيعان والقصور والفلوس والفخفخة، وهسه يتختلون خايفين على روسهم، وچماله النوب تجيبون لحم من الدول ألبيها (جنون البقر)، ولكم أحنه عايزين أخبالات، أشو بغير خبالات واحد ياكل الثاني، إذا كلها الوادم شمعت شراح يصير...؟ما أدري....!!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com