|
ثلث عمري قضيته في العراق، والبقية في بلاد العرب والأفرنج طالباً وموظفاً وهارباً من طغيان وبطش الحكام، أكثر من مرة سألوني: هل أنت عراقي بحق؟ وكنت أجيبهم بسؤال: لم تستغربون؟ فيأتي ردهم: ليس فيك من حدة طباع العراقيين، لقد اقترنت صورة العراقي في أذهان العرب بالمزاج الناري وسرعة الغضب والبطش والرعونة وغيرها من الصفات الدالة على ميله للعنف، كان أقوى دليل يسوقونه على هذا التوصيف السلبي مجزرة قصر الرحاب التي راح ضحيتها أفراد العائلة المالكة الهاشمية في أواسط القرن الماضي، أما الآن وبعد ذيوع أخبار القتل الجماعي للمدنيين العزل بالتفجير والإعدام والذبح فمن يجرأ على مطالبتهم ببرهان؟ منذ ولادتي والعراق يذبحني، مرات ومرات كل عام، لم أتم عاماً من عمري عندما تآمرت زوجة أبي لأفطم قبل الآوان، وقبل أن اتعلم المشي ابتلعت قطعة معدن دستها لي خادمتها فكدت أموت خنقاً، ولا أتذكر من بيئة طفولتي سوى الرعب، في النهار رعب من الأقارب الحاقدين عليك لحد القتل، وفي الليل رعب من المخلوقات الخفية التي تتربص بك وراء ظلال نور الفانوس، لكي يستنقذني والدي من رعب الريف قذف بي إلى رعب مدرسة عادل، حيث يعذب الطلاب تحت ستار التعليم والتأديب، ولا أتذكر من تلك السنة العجفاء سوى الرعب من خيزرانة زوج المديرة وانتحار ابنتها، ونزولاً عند توسلات والدتي أعادني أبي إلى مدينتنا الصغيرة في الجنوب، وكانت سكين الذبح العراقي بانتظاري، ففي صيف ذلك العام حدث انقلاب الرابع عشر من تموز، وكما استبدلوا الملكية بالجمهورية تحول أبي من شيخ قبيلة إلى اقطاعي، ودفعت أنا الثمن، فقد كان يحلو للمناضل الشيوعي الكبير "الجميلي"، المعلم في مدرستي الإبتدائية، وضع حبل السحل في رقبتي اثناء الاصطفاف الصباحي ليعلن للجميع من معلمين وطلاب بأن مصير الإقطاعيين وأولادهم السحل، كنت في العاشرة من عمري، وكان العراق الشيوعي يذبحني كل يوم بعد أن ذبحني العراق الملكي مرات، وما أن انقضى العام الدراسي حتى شد والدي الرحال إلى بغداد، هروباً من شماتة أفراد قبيلته، الذين كانوا بالأمس يقبلون يده وأصبحوا يتظاهرون أمام بيته منادين بسحل جميع الإقطاعيين. في بغداد كان الغول الحضري (ولا أقصد الحضاري) بانتظاري ليذبحني هو الآخر كل يوم بالسخرية من لهجتي الجنوبية وسلوكي المعيدي، وإذا كان أولاد الحضر البغداديين بتلك القسوة فلاعجب أن يكون أولادهم اليوم في مقدمة الذباحين ومناصريهم، تمقت المدرسة التي لا صاحب لك فيها ولا تسمع فيها سوى كلمات ساخرة مغموسة بالسم لم يعلق في ذهني منها سوى "جا" بالجيم المثقلة كما ينطقها أهل الجنوب، ولم يكن شوكت أو بهجت أو نصرت البغدادي، الذي لا زالت أمه ترطن بالتركية حتى السبعينات من القرن الماضي مع "باجياتها"، يدري بأن لغة أهل جنوب العراق (وهي بالفعل لغة لا مجرد لهجة) هي الأثرى من بين كل لهجات العرب المعاصرين بالكلمات الفصحى التي قد تستعصي معانيها حتى على المختصين باللغة العربية، كما اثبت ذلك في كتابي عن مدينة الشامية. في بغداد المسكونة بالشياطين، كما يستدل من معنى الكلمة باللغة الفارسية، لم أجد إنساناً أسكن إليه فلجأت إلى الكتب، وكانت متنفسي الوحيد في السجن العراقي الكبير، وبفضلها تعلمت جانباً من مهارات الكتابة، ولكن المدرس الذي عودني على امتداح كتاباتي الإنشائية والتنبؤ لي بمستقبل زاهر في عالم الكتابة ذبحني في أحد الأيام عندما أعطى زميلاً لي درجة أعلى في درس الإنشاء، وجلست استمع مدهوشاً ومحزوناً لزميلي "المتفوق" وهو يلقي إنشاءه الذي سرقه كلمة بكلمة من كتاب لجبران خليل جبران، وبالطبع سكت لأن في السكوت نجاة من المدرس الجاهل وزميلي البغدادي اللص ورفاقه. بعد احتدام الصراعات السياسية في العراق بين الشيوعيين والقوميين أرسلني أبي إلى لبنان لإكمال دراستي الجامعية بعيداً عن مهاترات السياسة، وما أدراه بأن سكين الذبح العراقية وراءي وكأن في عنقي مغناطيس يجتذبها، فما أن يدرك أخواننا العرب بأنك عراقي مسالم حتى يبوحون بما في مكنون أنفسهم من حقد على العراق، فتأتيك سكاكينهم لتذبحك بكلمات: "ما كو أوامر!" التي يحلو للفلسطينيين التندر بها على تقصير القطعات العراقية التي شاركت في حرب تقسيم فلسطين في 1948، ومن ثم يسمعونك رواياتهم عن الجنود العراقيين الذين "فعلوها" بالحمير وحتى جثث الفلسطينيات، أما الأردني معاوية فمستاء جداً من العراقيين لأن زميله الطالب في جامعة بغداد ترجاه أن لا يضع اسمه على الرسائل التي يبعثها له بالبريد، وما أكثر شكاوى أخواننا الكويتيين من العراقيين الذين يسمعونهم أقذع الشتائم أثناء سفرهم براً عبرالأراضي العراقية، ويتساءلون: ماذا فعل الكويتيون لكم لتشوهوا سياراتهم بمفكات البراغي والمفاتيح؟ فبماذا أجيبهم وكل كلمة سكين ذبح عراقي ولكن بأيدي غير عراقية؟ ومن لم يشتكي من طيش العراقيين سخر من محكمتهم الثورية ورئيسها المهرج المهداوي. لا فرار من سكاكين الذبح العراقية، فما دامت سفارة عراقية موجودة عليك أن تتحسس عنقك كل يوم، وما كذب أو بالغ من وصف السفارة العراقية في بيروت آبان العهد البعثي بأن الداخل فيها مفقود والخارج منها مولود، فلعلها الأولى من السفارات العراقية التي اشتهرت بـ"صندقة" المعارضين وإرسالهم إلى العراق مع الأمتعة، وحتى المستقلين أمثالي كانت تدفعهم الخشية على رقابهم إلى إبلاغ زملائهم بموعد مراجعتهم للسفارة، مع الرجاء بمراجعة الشرطة اللبنانية في حالة عدم الخروج من مبنى السفارة في نفس اليوم، وأتذكر جيداً حصار الشرطة اللبنانية للسفارة لإجبارها على إخلاء أحد العراقيين الذي أبلغت زوجته بأنه دخل السفارة ولم يخرج، وفي إحدى السنين رمى" الرئيس الأب المؤمن" أحمد البكر أنشوطته داخل لبنان لتلتف حول أعناق جميع العراقيين المتواجدين فيها للسياحة أو الدراسة ليجبرهم على مغادرة لبنان احتجاجاً على المعاملة غير اللائقة التي تعرض لها نجله "المحترم" السكران في أحد ملاهي بيروت على يد عاهرة وقوادها. عند بداية السبعينات سأمت الجنسية العراقية المسلطة على رقبتي مثل سيف البغي لدرجة البحث عن جنسية لبنانية، وقد هداني صديق لبناني إلى محامي، تعهد لي بتدبير جنسية مقابل إثنى عشرة ألف ليرة، ولو كان المبلغ بحوزتي لما ترددت في شرائها، ومن ثم جاء وقت الخدمة العسكرية الإلزامية، فقد أصدر البعثيون قراراً يلزم خريجي الجامعات بقضاء مدة الخدمة مباشرة بعد حصولهم على الشهادة الجامعية الأولية، ولم يشفع لي قبولي لدراسة الماجستير، وللخدمة العسكرية في العراق هدفان: سفك دماء العراقيين وضحاياهم وإهدار كرامتهم، وأتى الخلاص المؤقت بعد ستة أشهر من جحيم العسكرية عند صدور قرار جديد يسمح بدفع البدل النقدي. كل السكاكين تصدأ ما عدا سكاكين الذبح العراقية، لأنها مصنوعة في جهنم، وتحمل ختم إبليس، وصرت أهرب منها بإطالة مدة الدراسة، فبعد الماجستير طمحت إلى الدكتوراة، ولأن ذوي القربى هم أول الذباحين منعوا عني مستحقاتي من دخل أرضي الزراعية فاضطررت لبيع سجادات إيرانية في بيتنا لتمويل دراستي، وكان من الطبيعي أن أخطط للدراسة في أمريكا بعد قضاء ست سنوات من الدراسة بالجامعة الأمريكية في لبنان، ولكن الزوابع البعثية تأتي بما لا تشتهي سفينتي دائماً، ولم تكن تلك الزوبعة سوى خصام مؤقت بين البعثيين المتسلطين على رقاب العراقيين وأسيادهم الأمريكان، وفي حينها قرر البعثيون منع العراقيين من الدراسة في أمريكا فاضطررت مرغماً لمواصلة دراستي في جامعة بريطانية. بعد انتهاء دراستي عدت لموطني لأجد سبعة ملايين عراقي منتمين لحزب الذبح والسلخ، وهم بدرجات مختلفة: مؤيد ذباح ونصير ذباح وعضو ذباح وعضو فرقة ذباح وصولاً إلى رئيس مجلس قيادة الذباحين، وأشد ما يقض مضاجعهم أن ترفض الإنتماء لحزب الذباحين، وفي كل يوم كنت أخرج للعمل في الإدارة الحكومية أدعوا الله أن يجعل من أمام البعثيين سداً ومن خلفهم سداً حتى لا يدركون ما بنفسي من حقد عليهم. منذ الأيام الأولى ناصبني ضابط الأمن في العمل العداء، والذباحون أمثاله كسلفهم الشيطاني الحجاج بارعون في التعرف على الرؤوس اليانعة التي حان قطافها بالذبح، وكانت عنقي تشمخ فوق رؤوسهم المرهقة بذل العبودية للطاغية، هذا "الخفاجي" كافأه الطاغية فيما بعد بتعيينه مديراً عاماً لهيئة المواصفات والمقاييس، وقد اخبرني زميل لي ثقة من أهل السنة بأن هذا "الخفاجي" تباهى أمامه وآخرين بقتله لأمرأة إيرانية عجوز مقعدة تخلفت عن أهلها في قصر شيرين أثناء احتلال القوات العراقية، فإذا كان هذا المجرم الخنيث لا يزال حياً يرزق في العراق فتباً للعراق الذباح! تكاتف هذا المجرم ورفاقه المديرين لتحويل ساعات العمل إلى جحيم، وكنت وأهلي أنتظر زيارة من الأمن العامة في أي حين لتغيبني. استعانوا بي لدراسة أوضاع أمانة العاصمة فاطلعت هناك عن كثب على معاناة العمال والموظفين الصغار على أيدي الذباحين البعثيين، فكتبت تقريراً استشارياً ناقداً لأساليب العمل في الإمانة في الوقت نفسه الذي كان الطاغية صدام يقلد أمين العاصمة وسام الرافدين لبراعته في الإدارة، آنذاك أدركت بأن سكين الذباح الفعلية قد أصبحت قاب قوسين أو أدنى من عنقي، ثلاث سنوات وشهور فقط من العمل في العراق، تشرفت فيها برفض الانتماء لحزب الذباحين والامتناع عن التصويت في انتخاباته الصورية وتمزيق استمارة التطوع للقتال في حربه الباغية والكافرة ضد إيران الإسلامية، اغتنمت فرصة الإجازة السنوية لأهرب من العراق، وفي جيبي ألف دولار فقط وفي قلبي إيمان بأن الله سيجعل لي مخرجاً ويرزقني من حيث لا أحتسب. بعد محطة قصيرة في السعودية مع بعض أفراد عائلة زوجتي، وهم من السنة، حيث تبين لي بأنهم يحبون صدام حتى العبادة نكاية بي فقط، حملت حقائبي ورحلت إلى مصر، هناك وجدت عملاً براتب مجز في شركة إستشارية عربية كبرى، ولكنهم اشترطوا علي تدبير رخصة الإقامة، وهو ضرب من المستحيل بسبب الحملات السياسية والإعلامية العراقية ضد مصر بعد توقيعها إتفاق السلام مع الكيان الصهيوني، ألم أقل لكم بأن السكين العراقية لم تفارقني طيلة حياتي؟ اضطررت لمغادرة مصر والتوجه إلى السعودية للعمل في معهد للإدارة بالرياض، فوجدت أن ثلة من العراقيين قد سبقتني للعمل فيه، وهم كلهم على دين الذبح البعثي، ومن أخس البشر قاطبة، بادرني أحدهم، وهو "تميمي" بعدائه فكانت أول كلماته التي خاطبني بها بعد التعارف: "إمامكم الحسن مزواج!"، والآخر "فلاحي" يتندر عليه الجميع لاحتفاظه بسروال عشيقته الأمريكي في حقيبته، كما روت زوجته للجميع، وثالثهم "مصلاوي" أخبث من الخبث، وكان الوسيط بين سفارة صدام المدججة بالمخابرات وبين العراقيين في المعهد، وأتذكر سعيه المحموم لجمع الحلي من العراقيين من أجل مجزرة صدام ضد إيران الإسلامية، وكنت الوحيد الذي لم يتجرأ حتى على مفاتحتي بطلب التبرع، لم أفاجأ عندما استدعتني السلطات السعودية لاستلام بلاغاً من الحكومة العراقية يقضي بضرورة عودتي للعراق ويتوعدني بأشد العقوبات في حالة الامتناع عن ذلك، وكان من الطبيعي أن يصدر الأمر من السلطات العراقية بمنع تجديد جواز سفري، فاضطررت إلى "تجديده" لدى المعارضة العراقية في سوريا. انقضت مدة جواز سفري العراقي بعد ست سنوت من العمل في السعودية فاضطررت إلى مغادرتها في 1988 إلى سوريا، وفي كل يوم تحياه بدون جواز سفر يذبحك القلق من الصباح حتى المساء، ويتجدد الذبح مغ صباح كل يوم، ويكون الألم مضاعفاً عندما لا تجد عملاً تعتاش منه فتضطر للاقتراض من الغرباء لأن أخوتك وأهلك الذباحين في العراق نسوك أو تناسوك، وتصبح المعاناة غير محتملة وأنت ترى بعينيك أولادك يكبرون في الغربة فلا ناصر ولا معين ولا مستقبل ينتظرهم، فهل ظلمت العراق باتهامه بذبحي؟ بعد ثمان سنوات من عذاب الغربة والبطالة في سوريا حان وقت الهجرة إلى كندا، لا حباً في جحيمها الثلجي بل من أجل تعليم أولادي، ولم تنقض سوى أشهر حتى يأست من الحصول على عمل فيها، على الرغم من شهاداتي العليا وإجادتي للغة الإنكليزية وكتبي وبحوثي الكثيرة، لأن الكنديين عنصريون، تتكاتف فيه كل جماعة قومية أو عنصرية، ما عدا العراقيون المولعون بذبح بعضهم البعض، وإذا كنتم لا تصدقوني فاسألوا عن ذو الفقار العطية، وهو إبن إبن عم لي لجأ إلى كندا مع عائلته الصغيرة، وعمل سائقاً للأجرة، ولسبب تافه حز عراقي معمم وأولاده (وهم من الشيعة) عنق ذو الفقار في سيارة الأجرة، ألم أقل لكم بأن مهنة العراقيين، أينما حلوا، الذبح؟ تذكرني الحياة في الغربة القسرية لأكثر من ربع قرن بقصة ذلك الرجل الفرنسي الصالح، الذي قطع رأسه ملك جائر، ولكن الرجل، حسب الروايات الفرنسية، وبقدرة آلهية حمل رأسه بيديه وصار يدور في أرجاء مدينة باريس وضواحيها حتى استقر عند المكان المعروف حالياً بمونمارتر، وفي ذلك الموقع دفنه الناس وشيدوا على قبره كنيسة ضخمة، لا تزال قائمة حتى يومنا هذا، أنا مثل هذا الرجل مقطوع الرأس بفعل السكاكين العراقية اليومية، أحمل رأسي بيدي، ولكني لم أجد بعد مستقراً لجسدي ورأسي، وحتى بعد سقوط الطاغية ونظامه لا يزال العراق يذبحني كل يوم وكل ساعة. كلما شاهدت أو قرأت خبراً عن العراق لعنت الذين يذبحون العراقيين بالقتل والتهجير والإرهاب والتسلط عليهم ونهب ثرواتهم ومنع الخدمات عنهم والسكوت على ذبحهم، وبعد أن لعنت سبعة ملا يين عراقي انتموا لحزب الذباحين البعثي في السابق، ولعنت القتلة من الإرهابيين والتكفيريين، ولعنت أعضاء الحكومة والبرلمان ورجال الدين المشعوذين والإدارات المحلية والموظفين المتسلطين والناهبين للمال العام والمتحالفين سراً مع الإرهابيين ولعنت أتباعهم لا أدري إن بقي أحد من العراقيين لم تشمله لعناتي. لا يقول لي أحد بأن العراق بريء، وبأن المسئولين عن ذبحي هم ثلة من أبناءه المنحرفين، العراق كله حرمني من تكسب رزقي، والعراق برمته نفاني من أرضه التي من حقي العيش فيها على الرغم من اخلاصي له وللقيم السامية، والعراق بأجمعه منعني وأهلي من حياة اجتماعية سوية فأصبحت مثل قابيل المطرود بالحكم الآلهي أو مثل السامري المحكوم باللامساس، ولكن من دون ذنب اقترفته فقد أخلصت الأخوة على عكس قابيل ولم أعبد الأصنام البشرية أو غيرها على خلاف السامري. أيها العراق الذباح لأبنائه الطيبين البررة أرى بأن سكاكينك التي ذبحتنا بها قد اجتمعت وانصهرت في سكين عظيم، فهل ستحز عنقك بيدك؟ لديك فرصة أخيرة، لتثبت بأنك قادر على التمييز بين الطيب والخبيث فتختار الأول وتنبذ الثاني، وإلا فابشر بالتقسيم والهلاك.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |