في ظل الظروف المتعثرة التي عاشها العراقيون عبر قرون وقرون، وما نالهم من تعسف وجور، عندما تسلطت عليهم أنظمة شمولية، وفي ظل غياب الوعي ، وهيمنة الجهل والتخلف، انتشرت الكثير من الأفكار والمفاهيم الضارة، وهيمنت الر}ى الأتكالية التي تدعوا لإبقاء الأمر على ماهو عليه، والرضوخ للواقع الفاسد، وقد روج لهذه الأفكار، دعاة السوء ووعاظ السلاطين، الذين استفادوا من أبقاء مثل هذه الأنظمة.

دون السعي لتغييره، وراجت في مأثوراتنا وأمثالنا الشعبية، الكثير من المفاهيم والأفكار الضحلة، الداعية إلى الخنوع والاستسلام، من قبيل(أيد ألما تشابچها بوسها) و(الياخذ أمي يصير عمي) و(ألما تگدر تعابيه ، حيل الله عليه) و(أحفظ مجنونك، لا يجيك أجن منه) و(شين ألتعرفه أحسن من زين ألما تعرفه) و(إذا كثرت همومك نام الها) و(أقنع تشبع) و(ثلثين المراجل بالهزيمة) و(صاحي صحيب مرتك، حتى يگضي وكتك) إلى غير ذالك من الأمثال التي لو أوردتها ، لاحتجت إلى حيز واسع لا يكفيه ما خصص لحكايتي.

وبهيمنة هذه الأفكار، تمكن الحكام الظلمة من أطالة أمد بقائهم في السلطة، والسيطرة على مقدرات البلاد، إلى أن قيض للفكر التحرري الرافض أن يؤتى ثماره، فانتشرت الأفكار الداعية إلى الثورة على الواقع الفاسد، والتي تدعوا إلى تغيير الوضع دون الاكتفاء بتفسيره، وهو ما كان يطلق عليه في وقتها بالفكر اليساري، الذي شن عليه هؤلاء الحكام أعتا هجمة شرسة قوبل بها فكر آخر، بواسطة دعاتهم المستفيدين من الجهل والتخلف، فبثوا الكثير من الأراجيف والطعونات التي استندت إلى أمور ما أنزل الله بها من سلطان، وتدل على إفلاس سياسي وفكري لتلك القوى المساندة للظلم والتسلط، وفي وقتها عرف الكثير من الناس، الهدف من وراء هذه الأراجيف، ونظروا باحتقار واستهجان لمروجيها والداعين إليه، من فقهاء السلطة، وخدم الحكام، فأخذت هذه الأفكار طريقها إلى الأذهان، مما أدى إلى نجاح الثورة الفتية، وقيام الجمهورية الخالدة، التي أخذت جانب الكادحين والفقراء، مما دفع أولئك لمحاربتها بأسلحتهم الرخيصة والدنيئة، وأخذوا يكيلون التهم الباطلة، لكل ما هو أجدر بالبقاء.

واليوم نلاحظ أن بعض الأصوات الناهقة، أخذت بالتعالي لمحاربة الوطنية الجادة، المخالفة لفكرهم المريض وإضفاء الكثير من النعوت الباطلة، التي لم يزكيها  الواقع التاريخ ، رغم المواقف الرائعة لطليعة اليسار الديموقراطي، المتسمة بالعقلانية والانضباط، والداعية لما فيه خير ومصلحة البلاد، في ظل أعتا هجمة شرسة تحاول إجهاض  كلما هو خير ونبيل، وإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وهيمنة الفكر ألظلامي الذي أثبت فشله عبر مئات السنين.

ضحك (سوادي الناطور) وقال: ألبيك ما يخليك، ألف مره گتلك، عيف الحچي ألما يفيد وأحچي بالمفيد، وخلي سوا لفنه عن الأمن والخدمات، ورفع المستوى ألمعاشي للمواطن، والمتقاعدين، ورواتب الموظفين، ولعيديه ألما شفناها لليوم، وعيف الطلايب الماصخه ألما وراها غير ضيجة الخلگ أوجع الرأس، لو تحچي مناه الباچر، حسبالك ذوله يبطلون سوالفهم البا ذره، ذوله طول أعمارهم عايشين على هاي السوالف ألمكسره، لن ما عدهم ولا يعرفون غيره، ولسه عايشين على أيام المز بن، وما يدرون الوادم گامت تشرب چرود، وحسبا لهم صدگ الدنيا يحچي، وما يدرون هاي السوالف بعد محد يشتريها بقمري، وتالي يظلون بصخام  وجوههم، لن سرحوا الوادم بالگنافذ، والوادم كلشي گامت تعرف، وما تقشمرها هاي المسحگات، مو حسبالهم على گبل إذا حچه واحدهم الوادم تفك حلوگه، هسه الوادم گامت تعرف، وما تسكت على الغلط، وذني الأمثال الگلتهن بعد ما يمشن، ولا يطبن بعب واحد، الوادم هسه تگول:(أضرب بالسيف واگعد بظلاله) و(الحگوگ تريد حلوگ) و(أتحزم للواوي بحزام ذيب) و(حارب الخوف تأمن) و(اللي يرشك بماي رشه بدم) و(ما يگص الرأس أله ألركبه) وهاي أمثالك عتيگه والوادم ذبتها بالزبالة، وآني ما عندي وياهم غير أگول( أريد الله يبين حوبتي بيكم)..!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com