هذه المرة الموت صناعة أمريكية

 

علي عبد الاميرعلي الهاشمي

alhamashi@hotmail.com

بما أنني لست من الذين يوزعون الاتهامات يمنا وشمالا ولكنني أُسجل ملاحظاتي كمواطن  يعيش الاحداث اليومية ويراقب أداء حكومته وحركة القوات الامريكية وأثرها على الاوضاع العامة في العراق، وقد سجلت في مقال سابق التقصير الامريكي في محاربة الارهاب واليوم اسجل نوعا اخر من الاخفاق في التعامل مع الواقع العراقي يزيد الوضع سوءا في العلاقة بينها وبين الشعب العراقي0

 لقد شهدت الفترة الماضية انخفاضا واضحا في الهجمات الارهابية وشعر المواطنون بنوع من التفاؤل لعودة الحياة الطبيعية ،ولكن الجانب الامريكي

المتعطش لاستخدام القوة المفرطة قطع هذا الهدوء خلال اسيو ع واحد وعلى دفعتين ووزع قتله على منطقتين لاسباب مختلفة وبرر فعله بأمور واهية ومصرا على روايته مبتعدا عن الاعتراف بخطأه واعتماده على معلومات خاطئة أو (كيدية) ومنفردا كعادته باتخاذ القرار في العمليات العسكرية.

فالجانب الامريكي يعتمد مصادره الخاصة لتلقي  المعلومات ولايتبادلها مع الاجهزة الامنية العراقية خوفا من (تسربها) أو إنه يرى أنه لاحاجة لتبادل المعلومات ومازالت هناك الكثير من بنود الاتفاقات بين الجانب الامريكي والعراقي تشهد خللا واضحا وتؤثر بصورة سلبية على إستقرار الاوضاع وبسط نفوذ الحكومة العراقية0

لقد وزعت القوات الامريكيةقتلها هذه المرة على منطقتين في محافظتي ديالى والرمادي ففي ديالى كان للقتل الامريكي موعد مع أهالي قرية تسمى (جيزان الامام) لايتعدى عدد العوائل في هذه القرية150 عائلة هثجر نصف عددها نتيجة الاعمال الارهابية التي طالت هذه القرية وبقي من فيها يدافع عن نفسه وعن تاريخ هذه القرية ووجودها في هذه المحافظة0

فقامت قوة أمريكية يُقال عنها (خاصة) بتنفيذ مهمة قتالية ضد أبناء القرية الذين يدافعون عن أنفسهم من هجمات الارهابين وهم معروفون لدى القوات الامريكية والعراقية ،والغريب أن القوات الامريكية المتواجدة والمسؤولة عن هذه المنطقة تدعي عدم علمها بالقوة التي نفذت هذه المهمة في قرية (جيزان الامام)ومازال الجانب الامريكي مصرا على وجود ارهابيين في القرية مع أن الضحايا من الشهداء والجرحى هم من أبناء القرية ولم يأت أحد من خارج الحدود0

 وفي محافظة الرمادي في منطقة (الثرثار) نفذت ضربة أمريكية وراح ضحيتها عدد من الابرياء العزل من الاطفال والنساء ورغم اشارة الجانب الامريكي الى وجود ضحايا من الابرياء نتيجة الضربة هذه الا أننا نسجل الضعف الاعلامي في تسليط الضوء على هذين الحادثين بصورة مركزة0

وسننتظر التحقيقات المحايدة لتبين هل كانت الاخطاء متعمدة أم غير متعمدة كما ظهرت في مجزرة (حديثة) قبل سنتين، ومايشفع للحكومة العراقية تباطؤها في تتبع حادث جيزان الامام والثرثار هو العطلة الرسمية بعد العيد التي وصلت الى خمسة أيام بالرغم من استنكار رئيس الوزراء وتصريح الناطق الرسمي باجراء تحقيق في الحادثين0

إن هذه الحوادث التي أعقبت هذا الهدوء تعطي انطباعا سيئا لدى المواطن العراقي بأن هذه القوات بارعة في صناعة الاعداء وزراعة الكراهية نتيجة استخدامها المفرط للقوة وتعاملها بقسوة غير مبررة مع شكها بأي هدف أمامها بصورة غير مبررة مع المواطنيين الراجلين أو المستقلين لسياراتهم المدنية0

والمشكلة أن القيادة العسكرية الامريكية لاتتعظ من التجارب السابقة لعمليات أدت الى زهق الكثير من الارواح ممايولد لدى المواطنيين حنقا وغضبا قد ينفجر الى ما لا يحمد عقباه بالنسبة للامريكين ولاتنفع معها التهدئات التي يطلقها السياسيون من الجانبين0

ولاأدري ما يقدمه المحللون والمراقبون العاملون مع السفارة الامريكية وقواتها ولااجد تغيرا في السلوك اليومي للقوات العسكرية ،وهل لاحظ الامريكيون تغير سلوك الطفل العراقي تجاههم فقد كان الطفل العراقي يلوح بيده مسلما أو ملوحا بشارة النصر واليوم يحاول الهرب خائفا من اطلاقات عشوائية يطلقها الجنود لمجرد سماعهم أصواتا شبيهة باطلاقات الرصاص0

إن هذه السياسة العسكرية اامريكية ستولد نوعا من الكراهية إن لم تكن قد ولدت بعد وربما تحملها الاجيال بعد الاجيال بعد أن تُكشف الكثير من القصص المروعة في هذا المجال وهو خلاف ما أرادته الادارة الامريكية عند دخولها للعراق0

فالمواطن العراقي يتساءل هل إن القيم الامريكية تعني توزيع الموت وزراعة الرعب في قلوب الاطفال والنساء والمواطن الاعزل أم هي قيم الحرية !!؟

 ملاحظة:كان من المفروض ان أنشر مقالي يوم أمس ولكن خللا ما في مقهى الانترنيت اخر النشر وعدت ادراجي الى البيت فوجدت بضع مدرعات في الحي الذي أسكنه وقد دخلوا بيت أحد المواطنيين وقد أشهروا اسلحتهم بوجه أولاده وبعد تفتيش البيت وصعودهم الى أعلى المنزل انتابته أزمة قلبية حاول الجيران نقله الى المستشفى الا أنه فارق الحياة قبل وصوله اليها!!!0 

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com