انقاذنا ..ممن؟

 

سعد الركابي

rikabisumar@yahoo.com

مجلس انقاذ الانبار الذي شرع بسبب الحاجة للقضاء على القاعدة التي كانت تستوطن هناك وتعيث في الارض فسادا شرقا وغربا كان فاعلا في عمله وربما يكون الوحيد الذي استطاع كبح جماح تلك الجماعات الشريرة اقادمة من الخارج باجندات ورؤى مرعبة وشريرة وضعت للفتك ببني البشر وارجاع الماكنة الحضارية الى الوراء الوف الاعوام ..نعم كان للرمادي وضع خاص والمحافظات القريبة منها ايضا والتي تعاني من انشار ذلك المرض الارهابي ...ولكن الطامة الكبرى تحدث عندما تستنسخ محافظات اخرى مجالس اخرى باسماء الصحوة او الانقاذ ..على الرغم من ان تلك المحافظات لاتعاني من الارهاب والجريمة بل تجري الحياة فيها بنسق اعتيادي عدا عن بعض الضعف في اداء الاجهزة الامنية التي لاتحتاج الا الى بعض التنشيط والحزم والقليل من التشذيب في بعض العناصر ومنها القيادية طبعا . سلطة القانون هي السلطة التي يجب ان تاخذ بيدها الانتصار للمواطن وعدوى المجالس العشائرية والفئوية لغط يفيض عن الحاجة ويفت يف عضد المجتمع ..ان  تاسيس ماشاء الله من التسميات من جماعات مسلحة او تنظيمات حزبية او عشائرية وتسليحها واعطائها صبغة الحامي والموحد لايقود الا الى اضعاف هيبة الدولة الدولة والانتقاص من حرية المواطن ..لان كل حزب جديد ومجموعة مسلحة جديدة تقيد المزيد من الحريات ..وتبتكر المزيد من المحظورات الجديدة...وهو اسلوب سأمنا منه في ظل غياب شبه كامل للكثير من الوان الحرية في المجتمع.
الطامة الكبرى اني ذهبت الى احدى المناطق في محافظة من محافظات الجنوب الامنة لاسمع عن تشكيل مجلس انقاذ من مجموعة عشائر يغلب عليها او على شيوخها بالاصح انهم كانوا  من الشيوخ الذين يطبلون ويهرجون مع النظام السابق مع كل مغامرة من مغامراته وبعضهم من المتسترين والمشاركين والداعمين لعمليات التسليب وقطع الطرق التي تحدث في الطرق الخارجية التي تمر على مقربة من قراهم والمناطق التي يقطنونها... وملامح الخطر في مثل هذه المجالس الجديدة بدات منذ البداية عندما جال مجموعة من الحفاة العجاف شوارع المدن التي تقطنها تلك العشائر وهم يحملون الاسلحة في منظر همجي اعاد الى الذاكرة الايام الاولى للسقوط التي قامت فيها  تلك المجاميع نفسها بالسيطرة على المدينة واحتلالها ونهب كل ممتلكات الدوائر الهامة تحت سطوة السلاح واعراب الناس..فهل نحن في الطريق الى هيمنة العشائر وغزوها لنا؟
واي صحوة وانقاذ الذي ينشده هؤلاء ..وهل نحن فعلا بحاجة الى انقاذ؟ ومم؟ المسالة تحتاج الى وقفة حزم من قبل الحكومة وان تدلوا بدلوها قبل ان نتحول الى فريسة تقاذفها افواه الاقوياء بعيدا عن ارادة الدولة وهيمنة القانون..

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com