لا اعرف كيف اعتبر الاخ شهاب التميمي نقيب الصحفيين العراقيين نفسه قيما على الوسط الثقافي والاعلامي في العراق متناسيا ان هذا الوسط دفع الكثير من التضحيات لرفضه الانصياع لمنهج الوصاية التي لايعرف التميمي له منهجا سواها .
ولعل العامل الاول الذي يقود الى القضاء علىالابداع ويقتل المثقف يكمن في ذلك التدافع الاهوج نحو المنصب والارتماء تحت ظلاله والانحياز لجهة دون اخرى لاسباب غير موضوعية تنبع في الاساس من المصلحة الشخصية .بل ان التعصب الكامل لصالح جهة معينة اذا تضمن قصر نظر عن رؤية الصور الاخرى للحقيقة التي نعتنقها سيجعل من الكلمة اداة تبتعد عن الموضوعية بشكل يقلل من فعاليتها وتاثيرها في المجتمع بل ومصداقيتها الى حد كبير.نعم من الجائز بل من الطبيعي ان نتبنى خطا فكريا او عقائديا معينا وندافع عنه وان يكون لكل منا من خط يميزه ووجهة يقصدها ويحاول الارتقاء بواسطتها ولكن ذلك يصبح في غاية القبح ويخرجنا عن مسار الذوق عندما ننتهج الطعن بالاخر سبيلا ومنهجا وطريقة وتصبح المنظومة الثقافية والاعلامية في البلد سيفا نحز به رقاب الحقيقة بشكل بشع .لقد أعتبر الاخ التميمي ان كل مؤسسة او تشكيل ظهر بعد يوم 9/4 محض هراء وغير شرعي وأن النقابة هي الممثل الشرعي الوحيد للصحفيين العراقيين وكل ماعداها هو(فقاعات ) و زوابع مؤقتة لاتضر ولاتنفع في مصادرة علنية وغير مسبوقة لحق التعبير وحق تشكيل المنظمات والجمعيات والتجمعات المهنية مما كفله الدستور الذي يبدو ان التميمي لايعترف به هو الاخر لانه كان جزءا من المستحدثات التي ظهرت بعد 9/4. التصريحات الغريبة التي اطلقها التميمي تكشف بأنه نسي ان عجلة الدكتاتورية في العراق قد توقفت وان عصا الاستاذ التي اعتاد الكثيرون على تقبيلها قد غادرت الى الابد وصار في وسعنا ان نتنفس الصعداء بعيدا عن عفن التسلط والوصاية وان الاخ شهاب نقيب صحفيين وليس نقيب ركن!! .ولأن الصمت هو الرد الوحيد على الناعقين من امثال التميمي فقد تركنا الرد للأخوة من الوسط الثقافي والاعلامي. وسائل الاعلام التي تناقلت رد الاستاذ جابر الجابري وكيل وزير الثقافة والكاتب والاعلامي نوفل ابو رغيف على ماقاله التميمي في مؤتمر الكوت ودفاعهما المشرف عن اتحاد الصحفيين وكل المنظمات المهنية المستقلة التي عملت بحقها الطبيعي المنصوص عليه في الدستور نقلت ايضا مايبكي ويضحك من أعتذار التميمي وتبريراته المضحكة التي لاتصدر الا من رجل قد بلغ ارذل العمر فكشف للجميع عن هوية الفقاعة الحقيقية