أشارت بعض المحطات الفضائية الى مسالة تحمل في طياتها مخاطر جمة مالم تتخذ أجراءات عاجلة لتدارك الأمر. ولعل الخبر الأبرز ورد في فضائية (الحرة عراق) التي عرضت تقريرا مصورا لتجارب مختبرية أجراها مركز علوم البحار التابع لجامعة البصرة أكدت حدوث تلوث خطير وتسمم في مياه شط العرب ينذر بكارثة بيئية تطال البصرة والمحافظات القريبة منها.

ولاشك أن ذلك لم يحصل في السنوات الأخيرة فحسب، أنما يمتد الى أكثر من عقدين حيث الأهمال المتعمد للبصرة وألقاء المعامل المختلفة مخلفاتها الكيمياوية وغيرها في مياه شط العرب مباشرة، فضلا عن ألقاء الفضلات والمزابل فيه ناهيك عن كثرة الغوارق بسبب الحروب المتعاقبة وتوقف أعمال كري النهر وتنظيفه. ولايحتاج الأمر اليوم الى أثبات علمي دقيق فالمياه الآسنة الخضراء والأوساخ الهائلة تتراءى للعيان بكل جلاء!

أن وصول الأمر حد الأنذار بالخطر الجسيم يقتضي تدخلا مباشرا من جانب الحكومة المحلية في البصرة التي ينبغي أن يتحرك مجلسها ومعه هيئة البيئة في المحافظة لعمل مايمكن عمله بتنظيف النهر بالأستعانة بالملاكات الأختصاصية في جامعة البصرة والجهات الأخرى ذات العلاقة. ويمكن الشروع أولا بحملة توعية تشمل الدوائر الحكومية والقطاع الخاص والمدارس والجامعة والمعاهد ومن ثم الأنتقال الى المناطق السكنية من خلال أعداد بوسترات وكتيبات وأفلام توعوية وبرامج في الفضائيات حول ضرورة المحافظة على نظافة البيئة وخاصة مياه شط العرب لما في ذلك من مخاطر صحية خطيرة على صحة المواطنين، سيما وأن أصابات بمرض الكوليرا قد سجلت في اكثر من منطقة من العراق. ولابد أن تتحرك الحكومة المركزية أيضا من خلال قيام وزارة البيئة بمفاتحة الجهات الدولية والمنظمات العالمية ذات العلاقة للمساعدة في تقديم العون والمشورة فضلا عن جهود الوزارة والخبراء العراقيين في هذا الخصوص.

 الأمر لايقبل التأجيل أو التباطؤ، وبقاء الحال على ماهو عليه اليوم يعني أمكانية أنتشار الكوليرا أو التسمم أو مايخشى عقباه. ويكفي أهل البصرة ماحصل لهم من مآس كثيرة وظروف قاسية في الماضي الأمر الذي يستلزم عملا سريعا لايقبل التأخير أبدا!