|
إذا كانت إقامة الأقاليم في وطن واحد كالعراق العريق، تعد خطيئة ترقى حرمتها الى جريمة الخيانة العظمى، في زمن تتحد فيه أقطار الإتحاد الأوربي في الجوار بدء من حدوده العراقية-التركية حيث تتطلع الجارة العزيزة تركيا المسلمة ذات الأنموذج الإسلامي المعتدل، للإنضمام الى هذا الإتحاد الأوربي العملاق الذي فعلا لا قولا مد على الأفق جناحا من"قوادم" حتى تخوم "زغب" الإتحاد الأفريقي المتشاطىء مع المملكة المتحدة والولايات المتحدة، إذا كانت إقامة الأقاليم كالسفاح حرام، فهي شعور وطني وشعار نبيل مثل توصيف جميل للعراق المصغر مدينة التآخي العراقي"كركوك" إكسير وحدانية العراق وشريان حياته وخيراته مثلها مثل أختها حاضرةالبصرة الطيبة الخربة الحلوب، حلال زلال، إقليم ثان لإثنية ثانية هي التركمانية العريقة العراقية كمكون أصيل لا يكون العراق بدونه عراقا سيدا أيـدا واحدا أبـدا!. إقليم ثان لإثنية ثانية كرمز لروح العراق الحضاري، مهد المدينة والقانون، ولروح دستور العراقي الدائم، بموجب مواده الواضحة 117 / الفقرة الثانية و118 و119 و120، يعطي المكونات الدينية و العرقية العراقية مهما كان حجمها صغيرا، حق تكوين إقليم خاص بها تديره ثقافيا ولغويا وإداريا وإقتصاديا، بالطريقة التي ترتئيها كمجموعة ذات خصوصيات متميزة، حيث تكون علاقتها بالمركز بغداد محددة بقوانين. إقليم ثان لإثنية ثانية يمتد من قضاء تلعفر التابع لمحافظة نينوى، وصولا إلى قضاء مخمور في أربيل وقضاء بنجوين نزولا إلى طوز خورماتو جنوب كركوك. إقليم ثان لإثنية ثانية جوار حدود إقليم شمال العراق الكردي يكون أنيسا استراتيجيا له أمام خنق طوق عزله كردستان الجغرافية- السياسية. فلا تعريف لفقرة "الفيدرالية" (بافاريا عراقية!) ضمن غضون مواد دستور العراق إلا بترجمتها المحلفةالعربية المبينة؛ "وحدانية" رقم أصم لا يقبل القسمة الضيزى و أو التقسيم. تلجم و أو تدعم تركيا الجارة الحليف الإستراتيجي القوي الذي لا غنى عنه للولايات المتحدة الأميركية والشريك الموثوق في الناتو، ولا يمكنها بأي حال من الأحوال القيام بمثل هذه الخطوة السياسية والعسكرية الجادة جدا المزدوجة، دون موافقة أميركية غير معلنة، وبموافقة عربية سورية حميمة وعربية سنية عراقية ومباركة الجمهورية الإسلامية الإيرانية كمثال لعلائق جوار الجنب الحميمة المطلوبة وطنيا كمصلحة عليا تهون دونها العصبيات القديمة بالضرورة.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |