|
الأزمة الخانقة التي يعيشها عراقنا لاتحتاج إلى شعارات زائفة ولا تحتاج إلى مزايدات على وطنية وعراقية هذا وذاك تذكرنا بأكاذيب احمد سعيد وعنتريات علوج محمد سعيد الصحاف بل تحتاج منا قليلاً من الصدق مع النفس, فالعراقي اليوم لاتسعفة الذاكرة لتذكر شئ أسمة الدفاع عن حياض البلد الذي أشبعها كذباً وزوراً القائد الأوحد المشنوق فهذه النكتة السمجة أصبحت في القواميس مجرد حروف تُسطر في الدفاتر العتيقة. هذه المقدمة لااريد بها أن تُحبط احد بل أدعو فيها إلى قراءة الموقف بصورة صحيحة وعقلانية تحفظ دماء الفقراء من شعبي المسكين من بطش من لم نُقدِر أنهم في يوم ما ستنتفظ شعوبهم لتطالبهم بالثار والقصاص منا نحن الحلقة الأضعف في المنطقة لأننا نأوي قتلتهم, ولنتبسط في الأمور قليلاً ونقراءها بسياقها ووضعها الطبيعي الصحيح, مالذي يجنيه أبن اربيل والسليمانية ودهوك واقضيتها ونواحيها من الفقراء والمعدمين الباحثين عن لقمة عيشهم وسط ظروف هذه الحياة المرة من تواجد حزب العمال الكردستاني التركي في مناطقه فهل التركي أو الإيراني أو السوري عدواً للعراق فالتركي شركاته تعمل في وضح النهار في محافظاته وبلداته نهاراً جهاراً تبني وتعمر له ومنافذه الحدودية مفتوحة ليل نهار في إبراهيم الخليل لتجلب لنا بضائعة لتغزو بيوتنا وبطوننا والإيراني حالة حال التركي وبالأمس حين أغلق الحدود خارت كل قوانا ورجوناه بان يفتحها لنا لأننا بدونه سوف نموت, ولنسأل أنفسنا أين كان هؤلاء الأشاوس عندما كان صدام يذبح الكردي العراقي من الوريد إلى الوريد ويجعله حطاما منثورا في جبال كردستان العراق وأين كانو عندما كان صدام يوقع اتفاقية الجزائر مع شاة إيران المقبور ويعيطية مايشاء من ارض ومياه العراق من اجل أن يقضي على أخر كردي في شمال العراق , هل هب أكراد إيران أو أكراد تركيا لنجدة أكراد العراق ومدوهم بالمال والسلاح والرجال ,التاريخ يقول غير ذلك لأننا رأينا انهيار كل أحلام أكراد العراق في اليوم الثاني من توقيع الاتفاقية بل في الساعات الأولى من ذلك التاريخ. علينا أن نكون منطقيين ونعترف لا الجيش العراقي ولا جيش الأكراد في كردستان العراق سوف يستطيعوا أن يصمدوا أياماً معدودة أمام ثاني اكبر قوة عسكرية في حلف الأطلسي لان الواقع المنظور يقول هكذا. علينا أن نكون منطقيين ونعترف بان الاميركان سوف لن ولم يخسروا حليفهم وشرطيهم في المنطقة وسكينه الخاصرة المزروعة في جسد الاتحاد الأوربي ولؤلؤتهم الجوية انجر ليك التي يعتبروها عينهم المفتوحة دوماً على الدب الروسي من اجل عيون العراقيين وأكراد العراق وتذكروا ذلك جيدا لأننا رأينا كيف يتوسل السيد بوش والإدارة الأميركية بالحليف المدلل بان لا يقوموا بعمل عسكري في شمال العراق على غير العادة التي تعود عليها سادة البيت الأبيض بتوجيه الأوامر والجميع ينفذ ويطيع بل وصل نفاقهم إلى أن يدوسوا على مبادئهم التي يتباهون بها بإنكار مجازر الأرمن في أربعينيات القرن الماضي من اجل أن لايزعجو الأتراك ويعكروا صفوهم, بل أن الجنرال كارتر هام مدير العمليات في رئاسة أركان الجيوش ألأمريكية قال بالحرف الواحد في بداية الأزمة (أن الجيش العراقي سوف يدافع عن أرضه في حالة اجتياح الجيش التركي ألأراضي العراقية !! ثم يضيف قائلا (هذا لايعني بأن القوات الأمريكية سوف تساعد الجيش العراق في حالة مواجهة القوات العراقية للجيش التركي!!! لأن تركيا هي حليف أمريكا في المنطقة) وهذا غيضٌ من فيض مما نراه وسوف نسمعه في الأيام القادمة. علينا أن نكون واقعيين ونقول للناس أننا لسنا بحاجة لمن يزيد من خراب العراق خراباً فليرحل كل من يريد ذلك وألا فأننا سوف ننافق أنفسنا ونكذب عليها حين نقول للإرهاب القادم ألينا من خارج الحدود ارحل عن بلادنا كفانا أجساداً نتنه مفخخة, فالكتاب يقرأ من عنوانه , دعونا نحافظ على دماء أهلنا في كل العراق من شماله إلى جنوبه ومن غربة إلى شرقه وليرحل من يريد أن يقاتل تركيا أو إيران إلى بلدة ليحاربها على أرضه لأن العراقيين لديهم مايكفيهم من مشاهد للموت والدمار والخراب في ديارهم..
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |