|
كثيرا ما ينظر البعض باستغراب عندما أدعوا في طر وحاتي إلى ضرورة وحدة الكلمة، ولملمة الصفوف، والوحدة الوطنية، وقد يعتبرها آخرين شعارات، وكلمات جوفاء تذروها الرياح، وخصوصا ممن رسخت في نفوسهم نزعات وتوجهات محددة، تنظر للأمور من جانب واحد، وقد أغمضوا أعينهم، واصمو آذانهم عن سماع صوت العقل والمنطق وعاشوا وفق منظور ضيق يرتكز على أسس واهية لا تصمد أمام الواقع ، وما تفرزه الأحداث، ناسين أو متناسين أن الجميع ، بمختلف توجهاتهم وأديانهم وقومياتهم وطوائفهم وقناعتهم، يركبون في سفينة واحدة، هي سفينة العراق، وإذا جنحت هذه السفينة، فلن ينجوا منها أحد، بما فيهم من سعى لإغراقه، وعند ذلك لا ينفع الندم، أو الاعتراف بالخط، وسيكون الجميع طعاما للأسماك النهمة إلى اللحم العراقي المضمخ برائحة البترول، ألا إذا كانوا ممن على شاكلة: أقتلوني ومالكا واقتلوا مالكا معي وعندما يدعوا الشيوعيون إلى الوحدة والتآزر، فهذا مبدأ نشأوا وتربوا عليه، وهو التزام مبدئي كان ديدنهم عبر سبعة عقود، والتزام بمقولة مؤسس الحزب الخالد فهد (قووا تنظيم حزبكم ، قووا تنظيم الحركة الوطنية)وهذه المقولة الخالدة شعار ثابت لا يمكن الخروج عليه، رغم ما أدى في بعض الأحيان إلى نتائج أضرت بالحزب وسياسته. لقد ظهرت أمور ومستجدات في العراق، ما كان أغناه وأغنانا عنه، فهذا البلد المتعدد الأديان والقوميات والطوائف، كان متماسكا وموحدا إلى أقصى حدود التماسك، ولم يكن للفوارق والاختلافات المذهبية أثر في تمزيق نسيجه الاجتماعي، رغم وجود من يحاول العزف على هذه الأوتار، وإشاعة روح الفرقة والاختلاف، لتحقيق المكاسب الرخيصة على حساب الآخرين، فالعشائر العراقية تظم في صفوفها مختلف المذاهب، وأبناء المدينة أو المحلة من مشارب شتى، ليست لهم علاقة بمذهب جارهم أو دينه أو قوميته، بل أن الكثير من الزيجات زادت من عمق الروابط بين المختلفين دينيا ومذهبيا وقومي، ولم أسمع أن أحدهم أعترض على زيجة بسبب الدين أو المذهب أو القومية، وكان العراقي الذي في المنطقة الغربية، ينتقل بكل سهولة إلى جنوب وشمال العراق وبالعكس، ولم أسمع أن أحدهم أعترض آخر لكونه من أبناء هذه الطائفة أو تلك، وكان الشرطي والجندي والموظف ينتقل بين المحافظات العراقية، بغض النظر عن هذه الفوارق، ولكن ما الذي جرى هذه الأيام حتى تنقلب الأمور على أعقابه، وتظهر هذه التقاطعات، ومن هي الجهات التي تقف وراءها ، ومن هو المستفيد منه، كل هذه الأسئلة لها ما يبرره، ويعرف أجابتها الكثيرون ، لذلك أراني في غنى عن تشخيص الدوافع الخفية، والأطراف التي تقف وراءه، وأترك للآخرين انتهاج السبل الكفيلة بإنهائها وعدم استفحاله، فالجميع يعرف الداء ويستطيع تشخيص الدواء.... تنهد سوادي الناطور بصوت مسموع، ألتفت إليه وحزرت ما يريد، فقلت له:ماذا تقول يا أبو حسين، قال وقد ظهرت على وجهه معالم الألم الأكيد:تريد الصدگ، آنه كل هذا اليصير ما يخش براسي، ومن أسمع بعض الناس فلان كيت وفلتان كيت، ما أرضه وأوگف بوجوهم، ويا ما سو لفتلهم بوكت الميشوم صدام، من عمك چان معميل للأمن، ويوميه ماخذ يني يمهم خطار، يوم من الأيام ذبوني بالسجن، وچان ويانه جماعه من حزب الدعوة، وقسم شيوعيين، وبعظهم حاچين عالحكومه، وچان ويانه واحد من أخوتنه اليزيديه، وأنته تعرف ربعنه، لا يگدرون يعزلون أكلهم عنه، ولا يگدرون يأكلون وياه، المسكين عرف اللي أبالهم ، گام ياكل بماعون وحده، وعزل غراضه عن غرا ضنه، يوم من الأيام أجاني وگالي :عمي أبو كريم، اليوم مديت أيدي بدرام الماي، وأدري بيكم خاف تريد تصلي، لا تتجدد بهذا الماي، شوف شلون چانت أخلاق العراقيين، واحد يحترم دين الثاني، وما يعتدي عله مقدساته، وشوف البلاوي اللي تصير هاليام، اللي ما أدري منين أجتنه، لكن أريد أسو لفلكم سالفه، والعاقل يفتهم، يوم من الأيام الصيادين هجموا على غابة، وگامو يصيدون بالحيوانات، هجت الحيوانات من الغابة، وكلمن شافله زوره وختل بيه، اجتمعن ثلث ثيران وواوي وأسد، وختلو بزوره تغطي الخيال، أهناك جاع الأسد التفت للواوي وگاله دبر لي عشاي وعشاك، هاي الثيران تأكل حشيش وآنه وياك ما نأكل غير اللحم، وأشلون رأيك، أجه الواوي للثور الأحمر والثور الأسود، وگاللهن أنه وياچن والأسد نفس اللون، والثور الأبيض لونه مفضوح، وخاف يجي صياد ويشوفه ويكتلنه كلنه، شنوا الرأي لو نخلي الأسد ياكله، قبلوا گام الأسد چفت الثور الأبيض وبلش بيه هوه والواوي، وظلوا يأكلون بيه أيام، أهناك خلص اللحم مال الثور وجاع الأسد، راح الواوي للثور الأحمر وعاد عليه نفس القوا نه، قبل الثور الأحمر، الأسد والواوي أكلن الثور الأسود، بعد أيام جاع الأسد التفت للواوي ، چاله الواوي ظل وحده شتتني بيه، هجم عليه راد ياكله، الثور گال للأسد (أنه أدري بروحي نوكلت بيوم أنوكل الثور الأبيض) عاد ولا أحنه، إذا ظلينه متفرقين تره يأكلنه الواوي...وأنتم تعرفون الواوي شلون حيال......!!!
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |