|
يكاد الشعب العراقي المظلوم يكون الشعب الوحيد في المعمورة الذي ظل يكابد القهر والظلم والمآسي منذ فترات طويلة دون أن يأبه حكامه الى فعل شيء ملموس يجعله يعيش مثل حال الشعوب الأخرى التي تقل عنه كثيرا في خيراتها وعقولها وأمكانياتها المختلفة. وبعد سقوط النظام البعثي في عام 2003 تنفست الغالبيةالعظمى من الفقراء والمحرومين الصعداء وظن الجميع أن ساعة الخلاص الأبدي قد حانت بعد أن وفدت الى البلاد جيوش الدول الأكثر تقدما وديمقراطية في العالم وجاء لحكم البلاد من عاش في كنف تلك الدول لفترات طويلة من حياته. وجاءت الصدمة قوية أيضا هذه المرة فلا الدول (المحررة) أوفت بعهودها لأنقاذ المضطهدين ولاالأحزاب الدينية وغيرها غلّّبت الضمير ووضعت الخشية من الله تعالى نصب اعينها من أجل زرع البسمة على الشفاه الذابلة. اليوم نرى المسؤولين من أعلى المستويات يعومون في بحر من الفساد الذي يزكم الأنوف والرائحة النتنة بدأت تشمها الملايين المجهدة دون أن يتحرك المسؤولون الأكبر لرأب الصدع ووضع الأمور في نصابها. الغريب في الأمر أن النهب المنظّم يشارك فيه (المعممون الجدد – السياسيون!!) والمتأنقون القادمون من بلاد الغرب المتقدمة حضاريا. فلله درك أيها المسكين ، أيها المواطن العراقي وأنت ترى مايجري حواليك!! اليوم مانزال نرى بأم العين (قادة أحزاب) يتصارعون مثل الديكة على تهريب النفط من البصرة الفيحاء بدعم وتشجيع من دول الجوار العراقي المجرمة المستفيدة من السحت الحرام وعلى حساب آلام الشعب العراقي؛ اليوم يقرر مجلس الرئاسة العراقي تحسين الوضع المعاشي (للمعوزين!!) من أعضاء مجلس النواب الذين لم يقدموا شيئا ذابال للشعب المضطهد! اليوم يقف الكثير من المسؤولين غير مكترثين للدم المراق بغزارة والذي يتحملون مسؤوليته في رقابهم الى يوم الدين. كفاكم نوما أيها العراقيون المسحوقون فأنتم وحدكم الذين اوصلتم من يتربعون على الكراسي الوثيرة ويرتدون الملابس الأنيقة الى حيث هم فيه. لاتأخذوا الأمور على عواهنها بل ارفعوا أصوتكم المكبوتة وطالبوا بحقوقكم المغتصبة ولاتدعوا دعاة الأفكار الغريبة مثل فكرة الفيدرالية في هذه الفترة بالذات يفرضون مخططاتهم عليكم فأنتم الكثرة الكاثرة وهم القلة المتصيدة في المياه الضحلة. لاتدعوا ثروات البلاد تذهب الى جيوب المجرمين من الداخل والخارج ولاتدعوها تتراكم أرصدة حراما في المصارف الجشعة! أفرضوا أرادتكم القوية وتثقفوا وتماسكوا ولاتدعو اليأس يزور قلوبكم أبدا. أنها معركة شرسة لاريب ولابد من كسبها
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |