|
العنجهية التركية والعنتريات الثورية وتلاسن القوى الوطنية
وداد فاخر / النمسا*
عندما يحدث أي شرخ في سفينة وهي تمخر عباب المحيط يتوجب على جميع الملاحين وبضمنهم ركاب السفينة بذل أقصى الجهود لإصلاح ذلك الشرخ وإيقاف تسرب المياه داخل السفينة التي تضمهم جميعا منعا للغرق وبالتالي فقدان الجميع لأرواحهم وأموالهم المتواجدة على ظهر السفينة . لكن ما نراه الآن وفي الحالة العراقية أن ما يحدث هو عكس ذلك تماما ، حيث إن هناك أخطارا كبيرة محدقة بالوطن العراقي الواحد الذي يحاول البعض ومن شتى الأطراف السياسية كل حسب طروحاته ونظرياتة تجزئة هذا الوطن الواحد ، وبالتالي أحداث شرخ عميق بين كافة مكوناته وترك المياه تشق طريقها لداخل السفينة التي ستغرق وتغرقهم جميعا لا سامح الله إذا استمر الجميع وبدون استثناء على التصرف وفق هذا النهج القومي – الطائفي الذي رسمتة خطة بول بريمر منذ أول أيام الاحتلال للوطن العراقي وضمن خطة فرق تسد. فهناك الإرهاب الذي يضرب من كل صوب وناحية مؤيدا ومدعوما ببقايا ازلام البعث من خارج السلطة الحالية ، أو من داخل السلطة الحاكمة الآن، وبضمنها البرلمان الموبوء بداء الإرهاب وعصاباتة وميليشياتة المتعددة حتى مجلس الوزراء ومجلس الرئاسة وباقي مفاصل الدولة وجيشها وشرطتها وكل قواها الأمنية . وهناك دعاة التقسيم الطائفي والقومي والعرقي ، الذين يعزف كل منهم على قيثارتة الخاصة مقطوعات نشاز لا أول لها ولا آخر . وهناك القوى الإقليمية التي تحاول تمزيق العراق وتشكيل عراق هش ضعيف وممزق لا حول له ولا قوة كي لا يبرز على حسابها عراق قوي متحد بكل مكوناته ونسيجه الجميل . وتشترك في ذلك كل دول الجوار بدون استثناء وضمن ثلاثة محاور رئيسية يمثلها المحور السوري– الإيراني أولا، والمحور السعودي– الخليجي ثانيا، والمحور التركي– الأمريكي ثالثا. ولا استبعد بتاتا أي دور للدولة المحتلة وهي الولايات المتحدة الأمريكية في التهيئة والتحريض للعربدة والعنجهية التركية في الظرف العراقي الحالي ضد الوطن العراقي ممثلا بجزء منه هو كوردستان العراق، وهذا التحريض يصنف أيضا ضمن الضغوط العديدة مع الإرهاب المتفشي داخل العراق للضغط على أي حكومة عراقية لتنفيذ كل شروط المحتل الأمريكي ووفق ما يمليه المحتل من املاءات تضع الوطن العراقي لسنين طويلة قادمة داخل بوتقة الهيمنة الأمريكية وضمن توابعه مثله مثل السعودية والمحميات المطلة على الخليج الفارسي أجمع. وقد زاد من تصاعد العنجهية التركية ووفر لها الغطاء الشرعي العديد من التصرفات والعنتريات الثورية التي صدرت من هذا الطرف السياسي أو ذاك، والتساهل الواضح والغير مقبول للتواجد الغير شرعي لحزب العمال الكوردستاني ( PKK )، الذي يجب أن يناضل من اجل مطالبه الشرعية داخل أراضيه الوطنية كحق مشروع من حقوقه التي تمنحها له القوانين والاتفاقات الدولية لا أن ينطلق من أراضي الغير، ولو كان ذلك صحيحا وضمن المنظار القومي لوفرنا الملجأ أيضا لكل القوى العربية الوطنية التي لا عد لها ولا حصر لكي تناضل ضد الحكومات العربية الجائرة وما أكثرها ، ولما كثر الحديث عن وجوب طرد المنظمة الإرهابية (مجاهدي خلق الإيرانية) التي تتمسك بها وهي الفارسية قوى التحالف السني العراقي وتوصم العرب الاقحاح من الشيعة العراقيين بـ (الصفويين) . والأغرب من كل هذا ما حدث من تلاسن بين بعض القيادات التابعة للدولة المركزية، وسلطة إقليم كوردستان التي يفسر البعض من المسؤولين فيها الفيدرالية كل على مزاجه وهواه بدون الرجوع للدستور العراقي الحالي. لان عدم احترام سلطة الأقاليم، وهو أيضا ما يحدث حتى في العديد من الإدارات المحلية في العديد من المحافظات الجنوبية يقلل من هيبة وسلطة الدولة العراقية ويشيع الكثير من المفاهيم المغلوطة عن النظام الفيدرالي الاتحادي، ويشجع على الفوضى السياسية والإدارية داخل هياكل الدولة ومؤسساتها، وبالتالي الاعتداء على هيبتها وسلطتها المستمدة من الشعب الذي انتخبها. ورغم إيماننا المبدئي بأحقية الشعب الكوردي في حق تقرير مصيره وتشكيل دولته المستقلة، وهو حق يقرره الشعب الكوردي نفسه ، لكن رضاء الشعب الكوردي وموافقته على البقاء ضمن العراق الفيدرالي الموحد في الوقت الحالي معناه أن يكون هناك تفاهم وقبول وإقرار بكل ما يتضمنه الدستور العراقي الذي اقر بعد استفتاء شعبي جرى على رؤوس الأشهاد ، وبدون أي اجتهادات، أو عنتريات تبدر من البعض كما يحصل الآن من تلاسن يدخل في باب العمل على إحداث شرخ في العلاقة بين القوى الوطنية ذات المصلحة الحقيقية في العراق الجديد . وان لا ينجر لهذا التلاسن الذي بدأه السياسيين قادة الفكر والصحافة والمثقفين من كل الأطراف مستخدمين التشهير الشخصي والحط من كرامة وتاريخ بعض الشخصيات الوطنية، وبمقابل ذلك إيجاد المبرر الغير مقبول للترويج بأهلية وأخلاقية بعض المشاركين بالإرهاب والمشجعين عليه من الشخصيات المرفوضة على كافة الصعد في الساحة السياسية كالمجرم الهارب حارث الضاري وغيره من رجالات البعث ووكلاءه في الوضع العراقي الحالي ممن تسنم العديد من المراكز السياسية ظلما وعدوانا وبأوامر مباشرة من المحتل الأمريكي ، ووصل لحد عضوية مجلس الرئاسة. نتمنى على الجميع تهدئة الوضع والرجوع للعقل والحكمة في معالجة هذه الأزمة التي يمر بها شعبنا ووطننا ، فلسنا من دعاة الحروب ولا من المتصيدين في الماء العكر كما عمل حارث الضاري وبعض القيادات المعروف توجهها السياسي سلفا التي استغلت حدوث وهن بسيط في العلاقات الأخوية بين الأطراف الوطنية لتعزف على ناي منفرد مغازلة البعض وهي التي كانت مع أبنائها وجنرالاتها المهزومين تلقي بنيرانها على القرى الكورديه وتروج لأبادتهم منذ أن خلق الله الحكم الوطني في العراق قبل أكثر من ثمانين عاما ولحد الآن . وكفى شعبنا العراقي عامة وشعبنا الكوردي خاصة الحروب والدمار فقد قاسى وعانى الكثير. خاصة ونحن نعيش عصر الحوار والتعايش السلمي بين جميع دول العالم، وإذا كانت الجندرمة التركية بكل عنجهيتها وصلفها تحاول أن تلقي بأبناء بلدها في أتون حرب لا يعرف مصيرها إلا الله ، فالعراقيين اجمع يعز عليهم إهدار قطرة دم عراقية واحدة من أي عراقي شريف وضع حب العراق وأرضه نصب عينيه، لا أن يتم توفير المبررات للعسكرتارية التركية لكي تتجاوز على أراضي وطننا ، وتدوس كأي بغل بحوافرها أرضنا الطاهرة الشريفة ، وتتجاوز على سيادتنا وكرامتنا. هامش رقم 8 : الشد والجذب اخذ مدى بعيدا في قضية تنفيذ حكم الله والشعب بأعداء الله والشعب العراقي من مجرمي الأنفال الذين إدانتهم محكمة عراقية محايدة ، وحاكم وطني عراقي شريف ووفق الجرم المشهود الذي أثبتته الوثائق والوقائع والشهود . إما ما يطرح هنا وهناك من اجل إصدار عفو عمن أجرم بحق ملايين العراقيين ، فهو لمجرد الاستهلاك السياسي المحلي فقط لا غير . وما تجرا كتلة البعث المتواجدة داخل البرلمان والحكومة والمسماة بـ (التوافق) بتهديدها بتصعيد الوضع الأمني فيما إذا تم تنفيذ الأحكام الصادرة بحق المجرمين وعلى رأسهم علي كيمياوي إلا وفق مفهوم البعث الإرهابي الذي تبنى الإرهاب في نظامه الداخلي منذ تأسيسه على يد رجل المخابرات الفرنسية والروماني الأصل (ميشيل عفلق). وهذا التهديد واضح ومعروف وهو الإيعاز لازلامهم من الإرهابيين بتقتيل المزيد من العراقيين الأبرياء . السؤال: ألا يحق لنا أن ندعو أبناء شعبنا للخروج في تظاهرات حاشدة للمطالبة بتنفيذ القصاص العادل بحق المجرمين من منفذي حملات الأنفال السيئة الصيت، وما اقترفوه من جرائم بعد ذلك بحق كافة أبناء الشعب العراقي في انتفاضة آذار / شعبان 1991 ؟؟!! آخر المطاف: قال أمير المتقين علي ابن ابي طالب : ما دخل قلب امرئ شيء من الكبر، إلا نقص من عقله مثل ذلك قل أو كثر. * شروكي من بقايا القرامطة وحفدة ثورة الزنج
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |