|
علي صبيح حسن محمد الساعدي من مواليد 1981, محافظة ميسان, درس القانون الدولي في جامعة صدام سابقا والنهرين حاليا في بغداد من عام 1999 وحتى 2002. أغلقت كلية الحقوق في بغداد ابوابها بعد فقدانها لثلاثة من كوادرها العلميين النادرين. أكمل علي صبيح دراسة الماجستير في الفانون الدولي في عام 2006 وكانت اطروحته حول The Relationship Of The International Criminal Court With The Security Council In Accordance With The Rome Basic Statute. اشرف على اطروحته الدكتور عصام العطية. بعد تفوقه في دراساته أنطلق علي صبيح إلى العالم الخارجي لنيل المزيد من العلم والمعرفة حاملا في قلبه ووجدانه حب الوطن واسمى القيم الانسانية والفكرية وعمل مع مختلف المنظمات العالمية وغير الحكومية وحصل على العديد من المؤهلات في مجال حقوق الانسان, منها من المعهد العربي لحقوق الانسان ومنظمة الاكاديميين لحقوق الانسان. بجانب ذلك كان يعمل علي صبيح كمدير للموارد البشرية وخبير قانوني في الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في البصرة وحصل على عدة تاهيلات في إدارة الموارد البشرية من المعهد الايطالي العالي للموارد البشرية في عمان و من بعثة الامم المتحدة للعراق. كان استاذا متميزا في جامعتي البصرة وميسان. حيث تم اختياره مديرا لمكتب الحقوق التابع لرئاسة جامعة ميسان. رفض علي هذا المنصب وفضل مواكبة مهنة التدريس الاكاديمي إذ كان استاذا ً في مادتي حقوق الانسان والديمقراطية ل352 طالبا للسنة الاولى من دراسات القانون ول 232 طالبا في مادتي الديمقراطية والحرية في جامعتي البصرة وميسان. بالاضافة إلى ذلك كان يعمل مع اساتذة القانون في جامعة ميسان لانشاء كلية القانون التي من المفترض ان تفتح هذا العام. كتب علي صبيح حسن العديد من البحوث منها: 1- Question and Answers about the International Criminal Court. 2- History of the International Criminal Courts. 3- Iraq and the International Criminal Court. 4- What is the International Criminal Court? 5- Principles of Human Rights. 6- Principles of Democracy. وكان آخر اعماله العلمية بحثا ً حول "حقوق الانسان والحريات العامة في الدستور العراقي". وكان يهوى اللغات وبالاخص اللغة الفرنسية التي تعلمها اثناء دراسته الجامعية في معهد اللغة الفرنسية في بغداد. وكان يجيدها بطلاقة إلى جانب اللغة الانكليزية. لم يكتف ِ الفقيد الشهيد علي صبيح حسن بكل هذا العطاء لوطنه ولأبنائه بل اراد ان يكون العراق عضوا فعالا في المحكمة الجنائية الدولية وكان يعمل على توعية كل المنظمات العراقية غير الحكومية داخل وخارج العراق من اجل الضغط على الحكومة العراقية لتوقيع العضوية في هذه المحكمة. كان هدفه ان ينال كل معتد ٍ على الانسان والانسانية جزاءه في محكمة دولية وامام انظار المجتمع الدولي. حيث كان عضوا ناشطا في التحالف الدولي لدعم المحكمة الجنائية الدولية. كانت حياته مليئة بالتفاؤل والاصرار على قيام عراق جديد تسوده العدالة والمحبة والحرية. كان متفهما وصبورا على كل ما يحل على ارضه وامام انظاره من فساد وارهاب وكان يسعى دائما لفعل الخير ومقاومة الظلام والتخلف والتصدي للارهاب اليومي الذي كان يلاحقه برسائل تهديدية. ترك بغداد إلى البصرة بسبب التهديدات من قبل قوى الظلام الميليشياتية والحزبية كونه رجلا ً وطنيا ً مستقلاً غير متحزب. احتضنته البصرة باهلها الصابرين الطيبين فوقف معهم في شدائدهم ومحنهم ولم يبال ِ بالخطر المحدِّق به من قبل عناصر الموت الهمجية التي كانت تطارد كل نبيل وطني مهني. كان حلمه ان يحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة مرموقه خارج العراق ويكون احد القمم الشامخة في المعرفة والعلم والعطاء. لكن قوى الظلام والموت في البصرة من عناصر استخباراتية غير عراقية وعراقية موالية لدول الجوار ومليشيات بحقدها الدفين على كفاءات هذا الوطن الجريح لابادتهم بالكامل او إجبارهم على ترك الوطن ..... كانت تتربص بكل خطواته وكانت تراقب كل تحركاته وكتاباته ونشاطاته لخدمة الانسانية والوطن. إستشهد الأستاذ الجامعي والأكاديمي النبيل السيد [علي صبيح حسن] في الخامس من اكتوبر 2007 بايدي اجرامية ضالة ظالمة وبدم بارد بعد خطفه من منزله وتعذيبه. في التاسع عشر من اكتوبر 2007 استلمت رسالة من والد الشهيد, السيد صبيح حسن الساعدي مفادها: سم الله الرحمن الرحيم اخواني الشرفاء المدافعين عن حقوق الانسان في العالم بأسم عائلة الشهيد علي صبيح حسن نشكر كل الجهود التي تبذلونها و الخيرين امثالكم في سبيل احقاق الحق و قهر الظلم و الظالمين، ونحن على يقين بأن روح الشهيد علي صبيح ترقد بسلام عند رب غفور رحيم و بمنزلة كمنزلة الشهداء و الصديقين. اردت ان ابعث برسالة لكم اشكر فيها تعازيكم بشهادة الفقيد و المشاعر الانسانية التي اظهرتموها و جهودكم من اجل ايضاح الحقائق للعالم و كشف الجرائم التي يقوم بها عبدة الظلام و الشيطان، اذ ان في يوم الخميس الموافق 2007/10/4 تم اختطاف الشهيد من داره التي يسكن فيها بسلام وهذا اليوم ذكري استشهاد الأمام علي (ع) وفي يوم 5/10/2007 تم استشهاده في اعظم ليلة ,ليلة القدر (سلام هي حتى مطلع الفجر) على أيادي خلت قلوبها من الرحمة بعد تعذيبه و ما ذنب له سوى إيمانه بأن الإنسان هو قيمة عليا في الحياة لابد من أن تتصدر كل أولويات الحياة و المجتمع، وأراد من خلال نشاطاته ان يدافع عن حقوق الانسان في كل المجالات التي عمل فيها سواء من خلال كونه استاذ جامعياً (محاضراته على الطلبة الجامعيين وتوعيتهم باهمية الدفاع عن حقوق الإنسان الديمقراطية) او من خلال كونه استاذاً حقوقياً متخصصاً في المحكمة الجنائية الدولية او كونه عضواً في التحالف الدولي لدعم المحكمة الجنائية الدولية و التي كانت موضوع رسالته في الماجستير. ونحن على قناعة تامة بان الله العلي القدير هو من ينصف المظلوم ولو بعد حين. ونحن مؤمنون بالله و المبادئ التي كان الشهيد يناضل من اجلها في العراق و العالم كونها مبادئ تسمو على الانتماء الديني و العرقي والطائفي. اشكر لكم وكل الخيرين امثالكم مرة اخرى ما تبذلونه من جهود بما فيها مشروع المليون توقيع من اجل على صبيح. اخواني الشرفاء اقدر فيكم الشجاعة و البطولة في مجاهرتكم بصوت الحق و الدعوة لانصافه، ان الشهيد علي صبيح كان يذكركم باستمرار بكل خير وكان مثلكم لديه كمثل الاخوة الذين مدوا له يد العون و المساعدة و المشورة الصادقة التي ساعدت على غرس المبادئ و الاسس الانسانية النبيلة. صبيح حسن محمد) والد الشهيد(محمد صبيح حسن (أخ الشهيد) نستقبل التعازي على البريد الالكتروني msh_edu@yahoo.com وداعا ايها العظيم الرائع, ايها النبيل النزيه الطيب, وداعا ايها البطل الشجاع, ايها الصديق الوفي ذو القلب النقي الحنون والبسمة الجميلة الميسانية الدافئة. فقدك العراق وبذلك قد فقد واحداً من كفاءاته المرموقة الواعدة ولكنك ستبقى خالدا في قلوبنا يا [ علي ] وسنواصل مسيرتك الانسانية من اجل عراق العلم والمحبة والحرية والعدالة. إنا لله وإنا اليه راجعون
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |