نعلم جميعا بأن هناك بعض الدول لها سياسات خارجية مبنية على مصالحها الخاصة، وباعتقادي ان هذه السياسة تعتبر سياسة متذبذبة غير ثابتة، وبالمقابل هناك بعض الدول تبنى سياستها الخارجية على اسس والقوانين الدولية والاحترام المتبادل بينها وبين تلك الدول التي ترتبط معها بعلاقات على جميع الاصعدة ومن تلك الدول (بعيدا عن التحيز والتعاطف) الجارة تركيا. اذ تعتبر من الدول ذات العلاقات المتوازنة، وخير دليل على ذلك عدم تدخلها يوما من الايام في الشأن العراقي، رغم قيام العهد البائد بأضطهاد وقتل والتهجير القسري للشعب التركماني في العراق، علما ان لتركيا الحق كل الحق في التدخل في العراق حسب معاهدتي 1926 مع انكلترا و1946 مع الحكومة العراقية عندما تركت تركيا شمال العراق لدولة العراق الواحدة ارضا وشعبا.

ولكن اليوم نرى ان الاحزاب الكردية تستفز الحكومة التركية وذلك بأيوائها عناصر (PKK) الارهابية في شمال العراق، مدعية بأن تلك المناطق وعرة و خارجة عن سلطة ادارة الشمال، فيما يعصى عليها تفسير تمركز  (PKK)  في كركوك (عرفة) وكيفية امتلاكها اذاعة محلية تعمل على مرمى ومسمع الحكومة العراقية والقنصليتن الامريكية والبريطانية. فهل (عرفة) منطقة تقع في جغرافية وعرة لا تتمكن من السيطرة عليها. فضلا عن عدم تمكنها في تفسير رعايتها وحمايتها بواسطة افراد من الشرطة العراقية لتظاهرة احتجاجية نظمتها تلك الزمرة الارهابية في حي الشورجة بكركوك ضد تركيا بحجة شجب تدخل تركي عسكري مزعوم سوف يقع في شمال العراق رافعين اعلام المنظمة الارهابية وصورة زعيمها الارهابي عبد الله اوجلان.

ولان الموضوع ساخن وموضوع الساعة فقد دلت فضائية الحرة بدلوها فيه فأستضافت السيد جمال عبد الله الناطق بلسان ادارة الشمال محاورا السيدين سامي العسكري مستشار السيد رئيس الوزراء واورخان محمد علي محلل سياسي تركي  في فضائية الحرة بتاريخ 18 / 10/ 2007 ،حيث قدم السيد اورخان اسماء بعض العناصر الارهابية من منظمة (PKK)  مدعما اقواله بالوثائق بأنهم يعالجون في مستشفيات اربيل والسليمانية ودهوك، فكان جواب السيد جمال عبد الله : بأن تلك الاقوال (كذب) وهي عبارة لا يليق بالسياسي ان يتلفظ بها، واضاف السيد جمال عبد الله بأن هذه المنظمة تتمركز في مناطق خارج سيطرة ادارة الشمال!

ويقول السيد جمال عبد الله بأن الواجب يحتم الحفاظ على حدود ادارة الشمال، وهذا واجب وطني تقع على مسؤولية الحكومة المركزية!

أنا أسأل السيد جمال عبدالله وببساطة: انتم تقولون تارة بأن السلطة المركزية ضعيفة، وتارة اخرى تعلنون بعدم جواز تدخل الحكومة المركزية في شؤون الشمال من جميع النواحي وبالاخص تواجد الجيش العراقي في شمال الوطن الا بموافقة البرلمان الكردي لانكم قادرون على حماية انفسنكم وحدودكم من كل الازمات .

ان الشخص الذي يريد التكلم عن الوطنية عليه اولا ان يقف تحت العلم العراقي وليس تحت علم اخر! وفي هذا السياق ايضا اذكر جملة بسيطة تطرق اليها السيد سامي العسكري قائلا : حيث قال  بأن الاكراد لا يتذكرون الحكومة المركزية الا في الازمات، حيث تتعالى نبرات الاخوة، ويكثر الحديث عن العراق الدولة ذات السيادة.

وفي خضم هذه الازمات وجه السيد عبد العزيز الحكيم رئيس قائمة الائتلاف الموحد (اقوى تحالف مع الاحزاب الكردية) سائلا منهم بيان موقفهم وبصراحة تجاه هذه المنظمة الارهابية التي تتواجد في شمال العراق!

لقد اخترت الكتابة في هذا الموضوع مع علمي ويقيني بأن موضوع( PKK)  يخص الحكومة العراقية المركزية وتركيا فقط، ليس لنا الحق في التدخل فيه، الا من باب النقاش الفكري البحت، اذ اننا نرى الجميع وقد اتفقوا على ان هذه المنظمة ارهابية، حتى ان معالي رئيس الجمهورية العراقية السيد جلال الطالباني توجه بالخطاب اليها في مقابلة مع صحيفة الفيغارو الفرنسية، حيث قال بأن الدنيا قد تغيرت، ولم تعد هذه الدنيا تستوعب اساليب غيفارا، فاذا كانت لهذه المنظمة قضية  فعليها حملها للبرلمان التركي فالمجال مفتوح للعمل السياسي تحت قبتها. غير ان السيدان مسعود البرازاني ومحمود عثمان عضو من البرلمان العراقي من التحالف الكردستاني لهما رأي اخر، اذ يقولان بدون تردد بأن حزب العمال الكردستاني ليس منظمة ارهابية والجواب متروك لسيادتهما وللقارئ الكريم.

العودة الى الصفحة الرئيسية