التعليم في حكم البعث

اثير الخاقاني

atheertaher@yahoo.com

هذا الفصل لاياخذ من جهد  الباحث سوى كلمة واحدة هي ان التعليم في نظر البعث حزبا معاديا له وتصور بعد ذلك قانون الأثر الرجعي الصادر بحقه،  لم يسع حزب البعث إلا الى سلخ القيم التربوية وإلغاء التعليم من الوجود فهو حزب وجهاز وقيادة وأفراد لا يثق بأحد بل حتى لا يثق بالعبثي الموافق النوعي له فكيف يطمئن الى ما هو خطر أكيد عليه كالتعليم والمعلم! لقد كتب شعار الحزب على باب كلية القانون في بغداد وعلى أبواب كليات ومباني حكومية أخرى يشير هذا البيت الشعري الى حقيقة الحكم المتعاقب على العراق قديما والى يوم سقوطه:

              حزب تشيده الجماجم والدم       *****    تتحطم الدنيا ولا يتحطم

لقد كان صدام يكره التعليم والهيئة التعليمية والتدريسية والجامعيين وكل ما يذكره بالماضي الأليم الذي يدق في رأسه دائما صورة المعلم الذي كان يبرحه ضربا لأنه كسول ولا يريد ان يتعلم ولذلك تجد ان الحصة التدريسية على كل المستويات بدءً من الصف الأول الابتدائي وانتماءا بآخر مرحلة من الجامعة كانت تنصف بين كلمة الرفيق اذا أراد ان يلقي بيانا او موضوعا حزبيا وبين أستاذ المادة وربما كانت الحصة كلها للرفيق (لقب العضو في حزب البعث)  في كثير من الأحيان هناك كليات بكاملها أغلقت على المنتمين للحزب فقط كـ (كلية التربية وكلية العلوم السياسية وكلية القانون والشرطة والكلية العسكرية ونحوها...) وهناك التدريب الصيفي الذي يتحول به الطالب من التعليم الى جندي في معركة حقيقة بدلا من ان يستريح من موسم دراسي شاق ثم يتخرج الطالب بعد بلاءات ومحن الى خدمة العلم فان صادف سوء طالعه حربا من حروب القائد وما أكثرها فان خدمة العلم قد تأخذ حيز العمر كله وقد ينتهي بالمتخرج في صندوق خشب يرسل عليه العلم وهو في طريقه الى القبر هكذا بلا مقدمات.. وفي أحسن الأحوال ينهي خدمة العلم المسكين ليتعين بعنوان عاطل معطل في دائرة البؤس . ان صدام ظاهرة شاذة بمعيار المجتمعات السليمة (قد لانستغرب من بعض العرب والبعثيين ان يمدحوا صدام ونظامه لأنهم معيار مساوٍ له في الحالة المرضية وطبيعة الشذوذ) وبمعيار الأحزاب السياسية وبمعيار رؤساء الدول وبمعيار الغابة أيضا  فهو أمر غير طبيعي ومن السهل بعد ذلك ان نتوقع النتائج السيئة لشعب عاش تحت زعيم شاذ ثلاثين عاما ، واخشى ان يكون بعض المشرفين على العملية التعليمية اليوم مثال صاحبنا بلامس القريب واخشى اكثر من سياسة وضع الرجل الغير مناسب في المكان الغير مناسب مطلقا فنخسر المكان والإنسان معا .

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com