|
ان القيم والتقاليد والثقافة التي تربى عليها الشعب العراقي والتي هي جزء من منظومة أيديولوجيته الأجتماعية والأخلاقية فأن الدم ا لعراقي هو خط أحمر، وأن الأعتداء والتجاوز على الشريك بالوطن الشريك بالدم والأنتماء والأنصهار فهو أمر مستقبح وغير مستساغ في المفهوم العام فضلا عن رفضه دينيا وأن شعيرة وفرضة البندقية لاتسدد على هدف هو جزء من هذا الأشتراك وأن حصل فهو مدان ومشبوه فاعلها وفعلها، والبندقية التي تصوب على كل هذا المشترك أو على جزء منه ويكون تسديدها من خلف الظهور هي بتعريفنا وقناعاتنا وأيماننا بأنها مأجورة ومدسوسة ومرتبطة وتخدم مصالح وأهداف وأجندة خارجية وتقف في الصف المعادي للشعب ولحقوقه الوطنية، وهي عنصر هدم لا بناء، إذ لم يتربى شعبنا على هذه القيم والمبادىء والثقافة الغرائبية .. لكن الذي يحدث لهذا الوطن العراق من عنف طائفي أسفر عن تهجير الألاف من العوائل وخلف العشرات من التائهين في بلدهم فضلا عن القتل العشوائي والجثث التي تلقى في قمامة النفايات وأكاد أجزم أنها تحصل بشكل يومي أضافة لتصفية الكوادر العلمية والفكرية والسعي لتغير طوبغرافية البلد على أساس هذا الفهم الجديد من الثقافة التي هي طارئة أصلا على شعب العراق هي من حركته ماكنة العنف السياسي الذا جاز لي التعبير فأن من ساهم وخلق مثل هكذا ثقافة ومفاهيم شيطانية هي منطلقة من ثقافة وأيدلوجية ميليشاتية حزبية ضيقة قائمة على مبدأ (الثيوقراطية) أي عدم الاعتراف بالآخر وعدم القبول بالشراكة السياسية، وهو أيضا نتاج لنهج تربوي تعود الهيمنة والسيطرة والاستفراد والاستحواذ على كل شيء ولم يؤمن بالشراكة بل أنه يأخذ بها كجزء من الديكور السياسي، او تمرير بعض المشاريع السياسية او لتلميع صورته على صعيد الداخل والخارج. لقد تحولت حرمة الدم العراقي وقدسيته إلى شعار للاستهلاك الإعلامي والمزايدات السياسية تتشدق بة القيادات السياسية تلك المتناحرة التي شوهت فرحتنا ببزوغ الفجر الجديد وأبهتته، فيما على ارض الواقع يستباح الدم في أبشع صوره ومن اجل وهم اسمه الكرسي والمنصب ومن اجل تنفيذ أجندة واملاءات سياسية خارجية.. ان هذه الثقافة القائمة على إنكار الغير وتغليب المصلحة الحزبية فوق المصلحة الوطنية واللجوء الى قوة السلاح لحسم الخلاف السياسي وثقافة الديماغوجية، أي تضليل الجماهير، شوهت المشروع الوطني الجديد بكل ما يحمل من تأسيسات وأفرغته من مضمونة السياسي والنضالي والأخلاقي لتعرى بالتالي وتكشف عن عورتها وتعطي الطامعين والمغرضين والمتربصين من الداخل والخارج المبرر بان الشعب ما زال قاصرا وغير قادر على قيادة نفسه، فيما تقوم دول الجوار بتغذية الخلافات سواء بالتصريحات الإعلامية بدعم طرف على حساب الطرف الآخر وتفريغ المشروع السياسي من محتواه مستغلة هذه الأطراف الأحداث الجارية لفرض حقائق على الأرض محاولة تحقيق أجندات باتت واضحة للجميع .. في المقابل أفقد هذا الغليان وهذا الدم المسفوح والعنف المتفجر فرص الأعمار والبناء وتقديم الخدمات الى المواطن التي هو بأمس الحاجة لها اليوم فأن هذا الأمر أن استمر وأن بقت هذه الكتل السياسية مشغولة بمكاسبها و لم تلتفت هذه القوى لهذا الوضع الخطير فسيؤدي كل ذلك الى تراجع التأييد العالمي والإقليمي و العربي والذي هو ضعيف الان بسبب ما أسلفنا لأن المشكلة الجارية في العراق الأن هي مشكلة سياسية وليس طائفية كما يدعي البعض وأن الأحداث هي خير شاهد ودليل لما نقول وهذا ما أكد عليه عدد من الساسة المنصفين لكن حينما تتحسن الصورة وتنتهي مظاهر العنف والموت وتتلاشى ثقافة الاقصاء والتكفير والتخوين فيكون الحال سارا ويعود العراق الى عهد ماقبل ....!!!1!(الثقافة الثيوقراطية) وينعم البلد بخيراته التي هي الأخرى أستبيحت بسبب هذا الأنشغال والأقتتال والأنفعال والتغافل والضعف والخدر والتكاسل.. فهل يعي السياسيون هذا الامر أم أنهم بما لديهم فرحون..؟؟؟...
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |