في بدايات القرن الماضي، وربما حتى الآن، ينظر المجتمع إلى الممثل نظرة استهجان أو استخفاف، وربما نظرة دونية، رغم أن الناس تتفاعل مع الممثلين، وقد تجهش بالبكاء لموقف درامي، أو تضحك بدون شعور لموقف كوميدي، وقد يتناسى الناس أسم الممثل، ويعلق في ذاكرتهم أسم أحدى شخصياته في دور أداه بامتياز، وفي معرض الاستخفاف ينعته المصريين (بالأرجوز) والعراقيون بالشعار أو البهلوان، وربما له أسماء أخرى ليس هنا محل ذكره، لذلك ضاعت الكثير من المواهب والقابليات بسبب هذه النظرة، ووصل آخرون إلى الذروة في الشهرة والشعبية. ولا أنسب هذه النظرة للجميع، فما وصل إليه الإنسان العراقي من رقي، أدى إلى انحسار هذه النظرة أو تلاشيه، ألا أن البعض لا زال على تلك النظرة لاعتبارات تتصل بنوع الثقافة، ودرجة الوعي، وقد يتساءل البعض، ما علاقة حكاياتك بالتمثيل والممثلين، ولهم الحق في هذا التساؤل، ولكن أليس في العاملين في الحقل السياسي ممثلين، ألا يقال فلان ممثل الطلبة وآخر ممثل العمال أو الفلاحين، أليس الممثلين وراء ما نعانيه من تردي الخدمات والانفلات الأمني والفساد المالي والإداري، وكل ما يجري في العراق من (بلاوي) ومشاكل، ولكن هؤلاء ليسوا خريجي معاهد الفنون الجميلة، ولا ينتمون لأي مدرسة من المدارس الجميلة، أنهم خريجو مدرسة السياسة، هذه المدرسة التي تعطي شهاداتها ، دون الخضوع للاعتبارات العلمية التي تعتمدها الجامعات الرصينة في العالم، فلكل من هب ودب أن(يصخم وجهه ويگول حداد)وما عليه ألا حفظ بعض المصطلحات، وأن لم يعرف معناه، كالراديكالية والتوليتاريه، والبيروقراطية، وكل ما فيه(ألأيه) حتى (الشعوذائيه) و(الحنقبازيه) وكل ما يحمل في طياته(ألأذية) عدى (ألأبوذيه) لأنها غير جائزة في الأعراف ألدبلوماسيه، وسيكون من المع السياسيين ، وأفضل المحللين، وعليه أن يحشر في كلامه، كل ما في جعبته من المصطلحات السياسية، حتى ان كانت في غير محله، فيتصوره الناس يعرف ما لا يعرف الآخرين، ويقول ما لا يعرفه البسطاء أمثالي، ولعله أخذ شهادته من الجامعات الأوربية، فأصبح يرطن بكلمات لا يفهمها الناس العاديين.

وهناك فرع تمثيلي جديد، لا يحتاج إلى كل هذه (الجنجلوتية)ولا أجهاد الذهن، في الدرس والتتبع، وهو أن ترشح إلى البرلمان العراقي، وهناك لا تحتاج إلى معرفة الخطابة، أو أجادة الكلام، وعليك الجلوس والاستماع إلى الآخرين، ممن يجيدون السفسطة، وترفع يدك عند التصويت، إذا رفع ممثل كتلتك في رآسة البرلمان يده بالموافقة، أو تبقى تتلاعب بحبات مسبحتك إذا لم يرفع يده، وكفى الله المؤمنين شر القتال، وفي نهاية الشهر سيكون راتبك، مساويا لراتب المسكين الذي(يبست رياگه) في الجدل البيزنطي، الذي لم يجدي طيلة تلك الجلسات.

وأمر آخر لابد من الإشارة إليه في ممثلي الشعب، وأعني أصحاب(البطولة)في الفلم الذي أسمه (البرلمان) فنراهم في البرلمان وهم يتصارعون صراع (الديكة) ويلطمون على رؤوسهم، وينتفون شعورهم، وينادون بالويل والثبور وعظائم الأمور، لقومهم الذين استباحهم الآخرون، وربما يتقاذفون الشتائم، ويتهم أحدهم الآخر، ويحمله كل ما يجري في البلاد من ويلات مصائب، ولكن... ما أن تنتهي الجلسة العلنية، ويسدل الستار على هذه المسرحية، حتى يندفع الممثلون يقبل أحدهم الآخر، ويحتضنه ، ويقبل لحيته الكريمة، وربما يتضاحكون كيف أجادوا تمثيل أدوارهم، وهزوا مشاعر أنصارهم، ثم تبدأ الولائم الباذخة، من لحوم الغزلان، و(أمخاخ) العصافير، والسمك (المسگوف) وما يعرفه الكثيرون مما يجري في هذه المآدب، بما يصاحبها من هز الأرداف، في قصور الأسلاف، وكلها من أموال الشعب العراقي المسكين، الذي ينظر إلى هؤلاء الممثلين، وهم يلعبون أدوارهم بمهارة يحسدهم عليه، عادل أمام ومحمد عوض.

قاطعني سوادي الناطور (منين جبتنه، وليوين وديتنه، وآنه الغشيم گلت شنو أنگلبت ألدنيه، حسبا لي صدگ تحچي على الممثلين والمسرح، تالي هم رديتنه على السوالف ألما وراها غير ضيجة الخلگ، وهجمان البيوت، عمي أحچي على يوسف العاني، خليل شوقي، مو تحچي على وحش ألشاشه فريد شوقي، وملك الجريمة توفيق الذقن، ذوله من يگدر الهم وياهو اليگف بوجوههم، هم زين (دگشان) ما يعرف عربي ولا يقره جرايد، چا لعب بينه جودو وكراتيه، وسواها علينه هوسه، شلون تحچون على زملائي الممثلين، وأنته إذا حاسد (ممثلي الشعب) چيه يأخذون بالشهر (15)مليون دولار، تدري بأميركه الممثل يأخذ على الفلم الواحد(3) ملايين دولار، يعني بفلوسنه أربع مليارات ونص، يعني راتب كل ممثلي الشعب العراقي، وأنته حاسدهم عالفلاسين الياخذ وه، خليهم ساترين علينه، لا يروحون بهوليود ويشتغلون بأفلام رعاة البقر، ويتعلمون على الطيگ وطاگ، ويصيرون كابوي، والنوب تعال يا عمي شيلني، (رنگو لا يتفاهم)وتصير بالمسدسات عگب ما چانت حچي بحچي، وتريد الصدگ أحنه تعلمنه عليهم، وهمه تعلموا علينه، وشين ألتعرفه أحسن من زين ألما تعرفه، وندري كل حچيهم (طرقات) وفشگهم شدادة آل حسان، ما يكتل جراده، لكن يا أخوان خلو الله بين عيونكم، وعيفوا الطلايب، تره أحنه العراقيين ما بيناتنه عداوة، العداوة بيناتكم، وأحنه صرنه بالوسطية، وكل الدگ علينه، وتهجمت بيوتنه من وره طلايبكم، وتره العراقيين يشورون، وتاليها ندعي عليكم ، ويا ويلكم من دعوة المظلوم...!!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com