حذار من العراقيين

 

 

 علاء مهدي- سدني

دون شك أن للتهديدات التركية بدخول الحدود العراقية الشمالية  لمحاربة والقضاء على تنظيمات حزب العمال الكردستاني قد أخذت مدىً ذا أبعاد متعددة وتأثيرات سياسية كان ولا زال لها وقع مؤلم على الوضع العراقي الحالي. ويبدو أن – العثمانيين – الجدد ما زالوا يحلمون بقوتهم الإستعمارية التي كانوا يمتلكونها في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر وأوائل القرن العشرين يوم بسطوا نفوذهم الإستعماري على العديد من الدول العربية ومنها العراق ، الجارة الجنوبية لهم.

وإن كان العراق والعراقيون يئنون حالياً من ضيم الإحتلال الأجنبي لوطنهم نتيجة لممارسات نظام البعث المقبور التي أدت ليس الى  سقوط النظام الفاسد فقط بل العراق بأكمله فإن هذا لا يعني بالضرورة أن تصبح أراضي العراق أرضا مباحة لدول الجوار، يدخلونها متى ما شاؤوا وكأنهم في نزهة .فتارة تستبيح إيران حدود العراق الشرقية الشمالية وأخرى يستبيح العثمانيون حدود العراق الشمالية بحجج واهية وغير قانونية دولياً. 

فبدلاً من أن يشكو العراق خروقات مقاتلي الحزب المذكور لحدوده الشمالية قادمين من أرض الأناضول هرباً من بطش الجيش التركي بالشعب الكردي في الجنوب التركي ، نجد أن المعتدي يتسابق بكل وقاحة للنيل من العراق والعراقيين من خلال تهديدات وقحة لا تحترم أية أتفاقات دولية سواء كانت ثنائية بينهم وبين العراق أو وفق القوانين الدولية المعتمدة من قبل المنظومة الدولية.

ليس هنالك أدنى شك في أن العثمانيين الأوائل كانوا سبباً مباشراً فيما آل إليه العراق اليوم من حالة تسودها الطائفية البغيضة ، فاستشراء الطائفية في العراق يعود بالأساس إلى عهد الحكم العثماني والنخبة المستوردة فيما بعد سقوط الدولة العثمانية من ضباط أتراك خدموا في الجيش العثماني وتدربوا على أيدي النظام العثماني. فاستقدموا ملوكاً – أشرافاً – ووضعوا دستوراً يتناسب مع معطيات سياساتهم القمعية ضد الشعوب غير– العثمانية– تحقيقاً لمصالحهم ومكاسبهم غير الشرعية.

ولنا في المجزرة التي أرتكبوها بكل وقاحة بحق الشعب الأرمني والتي لا زالت أياديهم ملطخة بدماء أكثر من مليون شاب أرمني خير مثال على طبيعة أجرامهم وتجاوزاتهم على الإنسانية وجيرانهم.

أن تردي الآوضاع في داخل العراق لا تمنح دول الجوار العراقي الحق في التجاوز على السيادة العراقية ، كما أن التواجد الكردي في شمال العراق وتجاوره مع التواجد الكردي في الجنوب التركي لا يمنحهم حق الإعتداء على الشعب الكردي العراقي ، وكان الأجدر بهم أن يتجاوزوا حالة الحرب التي يعيشونها مع أكراد تركيا وفق مبادئ سلمية للوصول إلى حلول تضمن أستقرار المنطقة وتبعد التدخلات الأجنبية التي هي ليست في صالح تركيا فقط بل والمنطقة بأكملها.

 إن الشعب العراقي وبكل قومياته المنضوية تحت راية- العراق الواحد- والذي ما زال يحمل الكثير من مخلفات الأنظمة الإستعمارية وأولها النظام العثماني لن يسكت على  أية أعتداءات أجنبية وغير عراقية وهو أمر سيكون له تأثيره المستقبلي ليس على دول الجوار فقط بل المنطقة بأسرها. فحذار من – العراقيين – ومن غضبهم ووحدتهم المستقبلية المنشودة.       

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com