هل يحتاج العراق إلى صحوة شيعية؟

 

 

عبد السلام الخالدي

مر العراق خلال الفترة المنصرمة بظروف قاسية ومؤلمة كان المتضرر الوحيد فيها هو المواطن العراقي، وتعرض البلد إلى تدخلات عربية وإقليمية من قبل جماعات وفصائل مسلحة لاتحصى ولاتعد إستهدفت ابناء الشعب بكل أطيافه وإنتماءاته تحت عنوان واحد، هو الجهاد، عدد قليل جداً أعلن جهاده ضد القوات المحتلة ولم يستهدف في أعماله الجهادية مواطناً واحداً، بقية الفصائل والسرايا المسلحة إتخذت من الدين الإسلامي وكلمة الجهاد ذريعة لتصفية حساباتها الطائفية والمذهبية، لاأريد الخوض في تفاصيل الدمار الذي لحق بالشعب العراقي فقد جفت الأقلام وعجزت الألسن عن التطرق للأعمال الإرهابية التي وقعت داخل الساحة العراقية تحت ذريعة الجهاد، وبالمقابل ظهرت ميليشيات خارجة عن القانون تابعة لأحزاب ومنظمات تعمل أيضاً تحت مظلة الدين، وتحول الصراع بين هذه التكوينات الدخيلة على المجتمع العراقي والمحسوبة على هذه الطائفة أو تلك كل ينتقم من الآخر وهذه المرة تحت ذريعة الإنتقام.

وخلال هذه الفترة تعاقبت ثلاث حكومات مؤقتة وإنتقالية ودائمية، وقد حاولت كل من هذه الحكومات القضاء على الجماعات الإرهابية وإجتثاثها وبطرقها الخاصة، إستطاعت خلالها الحد من نشاطات هذه الجماعات المسلحة ولو بجزء يسير، بعدها قررت ثلة من شيوخ العشائر العراقية النبيلة تشكيل مجلس إنقاذ وصحوة للعشائر في محافظة الأنبار إستطاعت وبظرف سنة تقريباً القضاء الشبه التام على تنظيم القاعدة التكفيري وكل حملة السلاح وطرده من المدينة وتطهيرها، بعد ذلك إتجهت المحافظة نحو إعادة ولولمة الشمل والتوجه صوب بناء المحافظة وإعمارها، بعد نجاح الصحوة السنية الأنبارية أخذت التجربة تمتد إلى محافظات أخرى كديالى والموصل وصلاح الدين ثم دخلت مدينة بغداد لتشمل منطقة العامرية والفضل والتاجي وجنوب بغداد واللطيفية واليوسفية، وأيضاً نجحت التجربة إلى حد ما، وفي هذه الأثناء تصاعدت وتيرة النزاعات ولكن هذه المرة في المناطق الشيعية من العراق وبرزت العصابات المقنعة المتشحة بالسواد وعاثت بالأرض الفساد، وخير دليل ماحدث ويحدث في كربلاء والنجف والبصرة والديوانية والعمارة والكوت وغيرها من مناطق بغداد، ولم تسلم من أياديهم الملطخة بالدماء حتى دور العبادة والمساجد لتصل بهم الدناءة الإساءة إلى العتبات المقدسة وللأسف عدوا هذه النشاطات الإجرامية تحت عنوان الجهاد والدين وهم لايمثلون إلا ثلّة باغية مارقة من قطاع الطرق وحرقوا بأعمالهم الأخضر واليابس فلم ينجو منهم حتى أبناء طائفتهم، والآن ألا تصحوا مناطق الشيعة كصحوة أخواتهم من مناطق السنة ليجتثوا هذه العناصر الخبيثة، ثم ألا يوجد شيوخ عشائر في المناطق الجنوبية يألون على أنفسهم تكوين مجالس إنقاذ مشتركة فيما بينهم لتخليص البلد من الأشرار والمتخلفين والمتعصبين كي ينعم البلد بالأمان والإستقرار والإلتفات إلى مابعد التطهير من هذه الزمر الإرهابية إلى الخدمات والإعمار، نعم لقد آن الأوان لصحوة شيعية وإنتفاضة بوجه القتلة والمجرمين، وها نحن ننتظر صحوتكم ياوجهاء وشيوخ ورجال الجنوب الغيارى، وتوكلوا على الله العلي القدير فهو ناصركم ونعم المولى والنصير.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com