|
يبدوا أن المسلمين غير العرب أصبحوا تبوئون مكانا بارزا في الإسلام، وأخذ المسلمين العرب بالتراجع وإفساح المجال لهؤلاء بأن يتصدروا الواجهات الإسلامية ويستلبوا الأضواء، ويضفوا على الإسلام أمور بعيدة عنه،نابعة عن خلفيات اجتماعية ودينية سائدة في تلك المجتمعات،تسربت إلى الإسلام الكثير منها رغم بعدها عنه، نابعة عن تقاليد ومعتقدات قديمة لأديان ومعتقدات لا علاقة لها مع السماء،كما نلاحظ في بعض الطوائف الإسلامية التي استلهمت الكثير من معتقداتها من أديان ومعتقدات أخرى، فأصبحت من الثوابت في ممارساتها وطقوسها اليومية ،كتأثير الزرادشتية والمانوية والمزدكية والمجوسية واليهودية وبعض الديانات الهندية التي أصبحت من الممارسات الإسلامية، رغم أنها بعيدة عن الإسلام وتعاليمه. وآخر الصرعات الأجنبية الوافدة، والظواهر التي تعد الأولى من نوعها، ما أعلنه رائد الفضاء الماليزي الشيخ مظفر شكر، عن عزمه على العروج إلى السماء، والاجتماع بالخالق، أو على حد تعبيره"أنه يأمل أن يصبح أقرب إلى الله عبر ألسفر في الفضاء" عند مشاركته في رحلة إلى المحطة الفضائية الدولية في شهر رمضان، ويبدو أن الشيخ الماليزي يجهل أن الإسلام لم يحدد مكانا بعينه لوجود الخالق،وأعتبره خارج حدود الزمان والمكان،وأنه ليس بجسم أو رسم أو شيء يمكن الإشارة لمكانه،وأنه نور في السموات والأرض، لا تدركه العيون ولا تلمسه الأيدي،وليس له حواس أو أعضاء، ولا أدري هل يريد هذا الماليزي بعد عودته من السماء، أن يأتينا بأوامر جديدة،أم سيبتكر طرقا جديدة في الشعوذة والدجل لخداع البسطاء والسذج بمكانته في السماء،أو يأتينا بدين جديد في زمن راجت فيه الأفكار الدينية وأصبح لها سوقا نافقا هذه الأيام،وهل أن دينه الجديد يبيح القتل والذبح والتهجير، في زمن راجت فيه فلسفة الذبح لأسباب دينية كما يدعي المتطرفين الغلاة من الإسلاميين. ويظهر أنه يجهل الإسلام وتعاليمه ومبادئه وثوابته، ليتصور أنه في عروجه إلى السماء سيتقرب إلى الله ويفهم طبيعة الإسلام أكثر فأكثر في الأمور الروحانية، ليتقاسم مشاعره مع المسلمين في العالم أجمع، فاعتقاده هذا لا يمت إلى الإسلام بصلة، ولم نسمع أن أحدهم التقى بالله مباشرة وأخذ عنه التعليمات، وأكثر الأنبياء والرسل يدعون العلاقة عن طريق وسيط،وصاحبنا يجعل وسيطه إلى الله سفينة الفضاء التي لم يصنعها الإسلام، بل صنعت في الغرب الكافر في نظر الإسلاميين، وانه من خلال هذا التقرب سبقهم الأمور الروحانية،مما يعني أنه جاهلا لهذه الأمور، ويحاول تعلمها عن طريق الاتصال المباشر، لا عن طريق الإلهام والتأمل. بقي أن نشير أنه كان طبيبا لم ينتفع من طبه الآخرين، وتحول للعمل في عرض الأزياء التي يبدوا أنه برع بها، فارتدى زيي الدين ليصبح من رجاله، وهو ما ينبئ عن قدرته على تبديل زيه كل يوم، والظهور بمظهر آخر، في تصور باهت إن الأديان كالأزياء بالإمكان تبديلها وتغييرها وإلباسها مختلف اللبوس، التي تلاءم أذواق الجميع، متناسيا أن هناك ثوابت لا يمكن تغييرها أو تبديلها أو تجاوزها،وعسى أن يأتي بعروجه إلى السماء بجديد نافع، له أثاره في العالم الجديد.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |