|
وأنا أتصفح المواقع الالكترونية شاهدت بالصدفة صورة المذيعة السابقة السيدة ميسون البياتي تجاور مقال طويل كان رداً على ما أورده الدكتور عبد الإله الصائغ في موسوعته (إعلام الصائغ الثقافية) حول شخصية الشاعر عبد الوهاب البياتي. لم أكمل مادة مقال السيدة ميسون وفضلت أن أطلع أولا على ما جاء في موسوعة د.عبد الإله الصائغ حول البياتي. توقفت في مطالعتي لمادة د.عبد الإله الصائغ مليا عند حجم الضغينة والتجني ودهشت من كل هذا الضجيج الحافل بالطعون والإسفاف اللامنطقي في توثيق تأريخ أحد أعمدة الشعر العراقي.وتتبعت التوثيق وكأني أرى البروفيسور الصائغ يحمل معولا صدأ ينبش به قبر صديقه (حسب ادعائه) الشاعر عبد الوهاب البياتي. ما وجدت في السيرة المدونة من قبل الدكتور عبد الإله غير رغبة عارمة للانتقام من عدو. وكانت صيغ وصنيع البلاغ اللغوي تذهب بعيدا لتكشف ليس عن جسد البياتي وإنما عن جسد أبو رغال. في ذات الوقت وجدت أن مقولة الدكتور عبد الإله الصائغ تنطبق عليه حرفيا، ليصبح واحدا من الذين سماهم تلامذة مدرسة البياتي (التي تتصدر الطرق المبتكرة في تسويق العطاء الأدبي بطرق غير أدبية). وبالرغم مما كتبه وجهد أن يستجمع فيه شجاعته لينبش بها قبر صديقه!! فقد كان حديثه عن لهاثه المستميت للقاء بالبياتي والتقرب منه يشي بمقدار صغر حجم التخرصات وابتذالها. ولم يستطيع الدكتور عبد الإله أن يقنعنا بأنه قادر على أرشفة تأريخ البياتي فكيف يتسنى لنا الاقتناع برصانة موسوعته ونحن نرى أن تأريخ الشاعر البياتي قد دبج ورتب حسب مزاج حاد ولئيم وكان محتواه عبارة عن نتف من جمل مديح وإطراء غير صادق والباقي عشر صفحات من الشتائم والقدح والطعون والاتهامات. توقعت أن يرد الدكتور عبد الإله الصائغ على تعقيب السيدة ميسون البياتي ابنة أخ الشاعر عبد الوهاب، ولم يخب ظني فقد كان رده سريعا لنكتشف فيه بؤس ما ذهب اليه وما أنشده من تغريد شائن وخير ما فعل البروفسور حين خاض في وحل جنايته حد الركاب واجترح الإسفاف، ليكشف لنا عن طاقة إبداعية وثقافة أكاديمية عالية ومنهجية علمية يحسد عليها. وان كان في موسوعته قد استعان بشهوده العدول الشاعرة لميعة عباس عمارة ورشيد ياسين وحميد المطبعي وغيرهم ليسجل كمية اللوثات التي يتمتع بها الشاعر البياتي بدأُ من انتمائه لحزب البعث وليس انتهاء بقتله للشاعرين السياب ونزار القباني، فأن ذكريات لقاءاته بالبياتي لم تكن أقل من ذلك قسوة وطعون ولم تحمل غير ضغينة مبيته وخاصية لعينة لنشر الغسيل القذر حرفا بعد حرف وطعنة تلو الطعنة وكان معوله ينبش جدث البياتي مليمترا بعد مليمتر بلذة شبق سادي يحسده عليه أبالسة جهنم ورعاع ثقافة الانترنيت من البائسين والخائبين. وكنت وأنا أطالع الموسوعة في باب ب بياتي أتملى وجوه عجائز الحارات الشعبية وهن يقرضن أبناء وبنات جلدتهن من الجيران محبين كانوا أم خصوم. لنذهب ونرى البروفسور كيف يحاور السيدة ميسون البياتي ابنة أخ الشاعر البياتي، ونتوقف مليا عند حوارية لا تحتاج لفطنة مفرطة لوضعها في خانة الكفر والابتذال. ميسون تقول في ردها: دفعني كل هذا للبحث عن وطن الهجرة واللجوء الذي أحمل جنسيته الآن، وأعيش فيه وحدي مع أبني الذي صار عمره 14 سنة. فيجيبها البروفسور والمربي والأستاذ والإعلامي بالأتي: الصائغ: وأين زوجك منك سيدتي أهو حي يرزق..؟. لم أجد لهذا السؤال الداعر من جواب شاف.ولكني أقول، أي خلق يُمكن هذا الرجل من البحث في مشاكل الآخرين وعذاباتهم.وما مكنون السؤال والغاية منه أو العلاقة التي تربطه بموضوعة مناقشة السيدة ميسون فيما يخص عمها الشاعر وسيرة حياته. ما الذي يريد أن يصل اليه هذا البروفسور والتربوي بتلك الوحشية والقسوة وما يهمه من أمر حياتها الخاصة وعلاقتها الزوجية وما الضير أن كانت السيدة ميسون البياتي مطلقة بعد خيانة أو أن زوجها قتل أو أنتحر أو ضجر منها وهجرها أو هجرته (أستميح العذر من السيدة ميسون).أهذه واحدة من شيم الأكاديميين التدريسيين التي تستخدم في الدروس والإشراف على الرسائل. أهذه لغة التحضر والمدنية، ولذا أسأل البروفسور كيف كان يعد البرامج الثقافية لتلفزيون وإذاعة بغداد في عهد حزب البعث.لم أجد في سؤاله الفاحش غير لغة شرطي أمن يستجوب امرأة مكسورة الجناح في أحدى دوائر الأمن في العراق. أنا وفي كل ما تقدم وما سوف أتطرق له في القادم من الكلام لا أريد الدفاع عن شخص الشاعر البياتي وأعرف جيدا أن هناك العشرات من معارفه ومحبيه من يستطيع الدفاع عنه أفضل مني،وأقول أيضا أني لست واحدا ممن تستهويهم (تخليقات) الشاعر البياتي مثلما سماها الدكتور عبد الإله. وفي ذات الوقت أدرك جيدا بأن البياتي قبل كل شيء هو إنسان له ما له وعليه ما عليه، وهو خطاء مثلما حال باقي البشر ولم يكن قديسا أو داعية لنبوة. وأفسر بوعي سبب ما ارتكبه من أخطاء وما صدر عنه من كلام غير مسؤول بحق مجايليه ومنافسيه من الشعراء والأدباء وبالعكس. بحيث بدا الجميع مشارك في معارك لا أخر لها.وبدت الثقافة تمارس من قبل بعض الخصوم (المثقفين) وفق نزاعات المهنة التجارية وليس على قواعد الرصانة والرفعة الثقافية والحقائق الموضوعية. يجب أن يقف الجميع لأجل نبذ ثقافة الحقد البعثي الأسود.وليترفع وبالذات معشر المثقفين عن لغة الإسفاف والطعون حين يسألون عن زملائهم ليكونوا أكثر احتراما لذواتهم قبل كل شيء، ثم يكونوا قدوة لمن يتبع خطاهم، حتى لا يتخذ البعض من تلك المناكفات والأحقاد ذريعة لفش الغليل ورفع رصيد النرجسية وصب الزيت على النار والضحك على الذقون بحجة الواقعية والصدقية المهنية . العجيب أن البروفيسور عبد الإله الصائغ لم يكتف بما قاله الأستاذ فؤاد التكرلي في جريدة الشرق الأوسط عام 2003 وهي الكتابة الأنضج والأكثر تعبيرا ومكنة في تشخيص حياة البياتي الشخصية وكانت دون إسفاف وطعون حادة وجمل جارحة.لا بل ذهب الدكتور الصائغ بعيدا يبحوش ذاكرته الودودة جدا جدا، وفضل أن يحرث في عمق جسد صاحبه فاستدعى الشهود من مبغضيه، رشيد ياسين ولميعة عباس عماره.ولو اطلع القراء على كومة الشتائم والتجريح والطعون والاتهامات التي قالتها الشاعرة لميعة وهي الشاهد العدول، بحق زميلها البياتي في مقابلتها مع أحد الصحفيين لما أستغرب وربما لن يلوم البياتي أن فعل عين الشيء.ولا أدري لمَّ تعمد الدكتور عبد الإله واقتصرت موسوعته فقط على ما هو معيب ومسيء في حياة الشاعر البياتي، فهل خلت النشرات والكتابات والبحوث من وجود ما يظهر الشيء الحسن في تلك السيرة. وهل أعدم وجود شخصيات تطرقت بما يمدح البياتي.وهل أن ذلك كان يعز على الصائغ اتخاذه كمنهج لتتوازن موسوعته وتجعلنا نضعه بمصاف المنصف والمحايد. كان الأجدر بمن يريد توثيق تأريخ الأعلام من العراقيين أن يذكر خصوماتهم وينقلها بمهنية محايدة وبما يليق من تعفف وعقلانية ويبتعد عن ما قالوه بحق بعضهم بعض من ترهات وسفاهات ربما تجمع بين الحقيقة والاتهام غير المنطقي وخبال التنافس غير العقلاني. وعند ذلك لا يزيد النار حطبا. ولكن كيف والصائغ يحمل كل هذا الغضب والحقد ويطمره كل تلك السنوات ليفجره فوق جثة صديقه وبمحاكمة غير عادلة على الإطلاق. يا ترى كيف نستطيع أن نقنع أنفسنا بعلمية ونزاهة ورصانة ومهنية من يؤرخ للشاعر البياتي بنتف من جمل مديح وإطراء تفصح عن نية غير صادقة في مقابل عشر صفحات من تقريع واتهامات وقص ساذج. ولذا نرى أن كل ما ورد كان الغرض منه رفع درجات النرجسية الغالبة ليس إلا،وتنفيس عن حقد دفين. .فالدكتور عبد الإله ومنذ سطوره الأولى أراد الطعن بالبياتي وبنية مبيته مع سابق إصرار حين اختار جملة هازئة متشفية ((ويمكن القول أن البياتي زار معظم أصقاع المعمورة وغير المعمورة!!)) انتهت جملته فكيف يكون الحال بعدها حين تفعل المهنية والأكاديمية والأستاذية فعلها.فيذهب بالقول (( قرأ البياتي شعرا بصوت أجش وعلمت !!؟؟ أنه لا يحسن قراءة شعره.)).أي نعم علم أي اخبروه. عند هذا نتساءل كيف سيكون عليه حال محتويات الموسوعة الإعلامية الصائغية حين تؤرخ للصافي النجفي والسياب والجواهري وغيرهم. وما المنحى العلمي والمهني الذي سوف يدون وفقه تاريخهم.ويا ويلي على الشاعرة لميعة عباس عماره حين ينقل عنها البروفيسور الصائغ ما قاله بحقها خصمها اللدود البياتي وغيره من المحبين لشعرها وغير شعرها!! حين أراد الدكتور عبد الإله الصائغ توثيق حياة البياتي جلب حميد المطبعي ليكون شاهدا عدول أخر ليؤكد من خلاله أن البياتي كان أحد مؤسسي حزب البعث في العراق، مستند في ذلك على رواية شهودها هو وحميد المطبعي وعندها يحضرني المثل الدارج (عصفور كفل زرزور وثنينهم طيارة) وفيهم كل الخير والبركة.وبالرغم من معرفتي اليقينية بأن متحف حزب العفالقة وضع في بيت يقع في منطقة قريبة من منطقة سكناي، أي في علي الصالح (الطوبجي) وليس يشغل طابقا من عمارة السينما والمسرح مقابل فندق منصور ميليا كما يدعي عبد الإله الصائغ.وكان هذا البيت قبل انقلاب البعث عام 68 وكرا حزبيا. وأنا هنا لا أود الخوض في مسألة المكان بعد أن وثقها عبد الإله وصاحبه حميد المطبعي.ولكني أود أن أذهب الى الضفة الأخرى متجاوز واقعة صورة الشاعر البياتي المعلقة في متحف حزب البعث لأسأل الدكتور عبد الإله ذاته. كيف يتسنى له الإثبات وبالوثائق والصور أيضا بأنه لم يكن بعثيا حسب ما يشاع عنه، وهو القادر على توفير كل تلك الوثائق والصور التي قدمها للسيدة ميسون البياتي ليثبت من خلالها أنه كان أحد أعمدة الأعلام في عهد البعث وجزء من آلته الدعائية والإعلامية التي بات أمرها معروفا ومكشوفا، وبدت جردة الحساب تتحدث عن ما قدمته تلك الماكنة الخبيثة من ترهات وتضليل وابتذال وبطولات زائفة لم تسمم أجواء الثقافة العراقية فقط وإنما زجت الناس في مختبراتها التضليلية وشحنتهم بالزيف والخديعة ولوثت ونغصت عليهم حياتهم وشوهت نفوسهم..كيف يثبت الدكتور عبد الإله عكس ما يشاع عنه وهو من كان مشرفا عاما على البرامج الثقافية الدعائية ومديرا للقسم الثقافي في إذاعة وتلفزيون العراق حسب الوثائق التي قدمها بنفسه والموجودة في أكثر من موقع من مواقع الانترنيت. عند هذه النقطة أقول أما كان عليه وغيره أن يتجمل بقول السيد المسيح (( من كان منكم بلا خطيئة فليرمها بحجر)) مع قناعتي الكاملة بأن البياتي لم يكن في يوما ما ليرتكب مثل هذه الخطيئة.ولا أدري بعد كل ما قاله البروفسور بحق صاحبه الميت، كيف فاته أن يذكر بأن عبد الوهاب البياتي كان يلتقط شعر ربعه وأصدقاءه ثم يطبعه دواوين خالصة باسمه !!!. وبالرغم من أن هناك الكثير مما يستحق الإشارة أليه وتفنيده وتعريته جملة وتفصيل واكتشاف مقدار اللؤم الذي أقترفه عبد الإله بحق صديقه بعد أن لخص شعوره بالذنب ومنذ البداية ليقول (قد يبدو أنني أنفس على البياتي الكبير فكأني أحاول النيل منه بعد أن رحل الى السماء غريبا حريبا طاهر القميص أو كأنني أتطاول عليه وهو صديقي وأستاذي والمتفضل علي) عجبا مثل هذا القول فهل سأل الدكتور الصائغ أحد معارفه عن كومة التطاول الذي دونه بحق ذلك المتفضل والأستاذ في باب موسوعته المنعوت ب بياتي. وهل أعاد قراءتها ليشاهد بعين المنصف ما خطه قلمه من إسفاف وتجني وطعون بحق أستاذه المتفضل عليه.أحيل هذا الأمر للمنصفين والعدول من الناس ومن هم ليسوا على شاكلة حميد المطبعي وما جاوره. وأدناه مواضيع الدكتور الصائغ والسيدة ميسون البياتي ورد الدكتور على تعليق السيدة ليطلع عليه من يريد الحقيقة. http://almajlis.org/inp/view.asp?ID=1418 http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=112121 http://www.alnoor.se/article.asp?id=12107 أود في الأخير أن أختم الأمر بحكاية عن ثقافة عجائز المحلات الشعبية أهديها لكل من يريد أن يتعلم ويشعر بقيمة الحقيقة لو نقلت بأنصاف. عجوزان تفترشان مجلسهما فوق دكة أحد البيوت في زقاق يقع في منطقة المربعة وسط بغداد.. يظهر شاب قادم من بعيد ... يدخل الزقاق. ـ خيه أم حسن دتشوفين منو جا ..هذا ضياء أبن سكينة الخبازة..جاي من بعيد ـ أي خيه أشوفة ... رجال مكمل...ما عنده زايده ناقصة ـ أي والله وروح الحجي ..يروح ويجي بطريقه ما يشيل عينه ..ولله ما بي لوله ...معدل ..ميدب. ـ أي خوش ولد ... مردانة أخو خيته ...ويجد خطيه ليل ونهار.. كلهم يمدحوه ـ أعرف يمه أعرف ...رجال والنعم ..هميم وحباب ...بس لوما.. ـ شنو بس خيه ... ـبس يكولون عليه يدور.. ..نزول عله هل دنيه ...ضاع بيها الصدك من الجذب... ـ أي خيه أني هم سمعت ..كالي ابني حسن.. وردت ألصمه على حلكه.. بس حلف ايمان وكال هذي مو اشاعة... تره الحجي ابيناتنا ..حقه يمه حقه يروح بدروب المكسرة...هو العدة مثل هل مره يكَدر مايسوي مكسرات ...اشو شلنفص عايق.. قرج ..تلعب بي جوله يومية وتنغص عيشته ... ـ أي خطية يطلع من الصبح وما يرجع الا وكت العشا ... وهيه بعد ما أكل لكمة تبدي وياه عركة وره عركه ...هاي أم الدروب. ـ وجماله فوكَاهه أمه ألي مخلت حسرة بكَلب واحد بالمربعة تطبك ويه جنته .....صخونه الهيج نسوان برابيكَ .....الله بعد عيني عينه يطي الجوز الماعده سنون. ـ بس خيه وداعتج تره هم صوج هذا ضياء .....هو أغبر وطايح حظه.. يخاف منهن .....وتاركهن على حل شعرهن. ـ أي البومه المخنث ... مدلغس ومنكس راسه ...عمت عين مثل هيجي رجال.. ـ لعد شعبالج ... خوفج من المدنكس ...الله بعد عيني عينه يدري شنو بعبه الضاوي أبن سكونه الخبازة .....عوع ..عوع من هل جهر الزفره.. ـ لعد خيه أنتي متدرين .... شسولفلج ...يبو على هل ضياء .................................
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |