|
يحمل الأنسان منذ نشأته قيم وأخلاق ومفاهيم موروثة ومكتسبة من المجتمع الذي يعيش فيه, وتاريخ كتب بدماء آباءه وأجداده يعتز فيه ويفتخر بابطاله وينبذ خونته, وليس من السهل تغيير تلك المفاهيم والقيم التي نشأ عليها الانسان وترعرع كونها جزءاً من حياته وشخصيته ترتقي في كثير من الاحيان حد الاحترام والتقديس يدافع عنها ويفدي من أجلها, وهي أشبه بالوطن الذي تنتهك سيادته ويحتل من الأجنبي, ليتسارع أبناءه في الدفاع عنه وبذل الغالي والنفيس في سبيل إعادة تلك السيادة للمحافظة على كرامة أبناءه وتلك المفاهيم والقيم التي ترعرع الأبناء في كنفها. ولشعبنا الآشوري كرامته ومفاهيمه وتاريخه الناصع بمفاهيمه الانسانية والحضارية, كما يزخر تاريخنا بابطال ضحوا من أجله ولا يخلوا من الخونة والمجرمين الذين قتلوا أبناءنا وأطفالنا ويتموا نسائنا وانتهكوا كرامتنا فالجميع في الذاكرة ولا يمكن مسحها من أدمغتنا وادمغة أطفالنا ونسيانها , فعودة سريعة الى عام 1918 ومقتل البطريرك الشهيد مار بنيامين شمعون بطريرك الكنيسة الشرقية الآشورية على يد المجرم الغدار صاحب الأيدي الآثمة سمكو الشيكاكي وهو في داره بهدف الاتفاق والمصالحة في الثالث من آذار في مدينة كونه شهر ومقتل 146 من مرافقيه ونجاة سته فقط في مؤامرة دنيئة قل حدوثها في تاريخ الرجال الذين يستحقون الذكر, وبالاتفاق مع الحكومة الايرانية والتركية مقابل حفنه من المال, تذكرنا هذه الفترة العصيبة التي مر بها شعبنا بالمآسي والويلات التي تعرض لها جزء من شعبنا والتي لا يمكن نسيانها لانها باتت جزءاً من كياننا ووجودنا وترسخت أحداثها وصورها في ذاكرتنا حيث قاسوا فيها آبائنا مرارة الحياة وعانوا معاناة رهيبة لم تخلوا من قصص الابطال العظام الذين ضحوا بحياتهم من أجل أن نبقى اليوم لنكتب مآثرهم وتضحياتهم ونسرد قصصهم للأجيال القادمة, لا أن نحرف ما كتبوه ورسموه بدمائهم ودماء فلذاتهم من أجل مصالحنا الشخصية ومقابل حفنة من الدولارات التي أصبحت تعمي بصائر الكثيرين ممن يحسبون أنفسهم قادة وفي حقيقتهم لا يستحقون أن يكونوا أفراداً من أبناء هذه الأمة العريقة التي عرفت بشجاعتها ومرؤئتها وانسانيتا واخلاصها لايمانها بمبادئها وتاريخها, فماذا نقول لهؤلاء الذين يجعلون من المجرم سمكو الشيكاكي بطلاً قومياً للوطن الكردي المزعوم راضين بهذه التسمية المصطنعة ولم يقتصر الأمر بقبولهم أو رفضهم بل بتدريس وتعليم أطفالنا هذا التاريخ الزائف الذي ينم عن عنصرية مقيتة لا تعير لمشاعر شعبنا اعتباراً ولا أحتراماً ولا تحسب له وجودا, وحقوقنا في قاموسهم ليست سوى الأنتماء الى تاريخهم الزائف والقبول بما يخدم مصالحهم ولسنا في نظرهم سوى أكراداً نعتنق المسيحية ديناً يجعلون منا جسراً ليعبروا من فوقه لتحقيق نواياهم ومبتغاهم في الانفصال وتكوين دولتهم الكردية العنصرية المزعومة, نعم هذه هي حقيقة سياسة الاحزاب الكردية الحاكمة تجاه شعبنا , وما نقوله سوف تجدنوه في كتاب الأجتماعيات للصف السادس الابندائي للتعليم السرياني وعلى الصفحة (112) كيف جعلوا من المجرم اسماعيل الشيكاكي (سمكو) بطلاً قومياً ومحرراً لمناطق جنوب وغرب بحيرة أورميا وفرض على أطفالنا وبلغتنا أحترامه وتقديره وتخليد ذكراه الملطخة بدماء بطريركنا وشهيد شعبنا مار بنيامين شمعون, ولا يمكن أعتبار هذا الامر إلا استخفافاً بمشاعرنا وانتهاكاً صارخاً لمقدساتنا ومبادئنا وتاريخنا , ولا يمكن لنا إلا أن نضعه في خانة الأضطهادات التي تعرضنا ونتعرض لها من قتل وتهجير وابتزاز وتكريد للأرض والأنسان ومشاعره, بل يمكن أعتبار الأمر أسوأ الأضطهادات التي نتعرض لها في التاريخ المعاصر وعلى يد الحكومة الكردية في أقليمهم المزعوم, وأن الذين يتكلمون عن الأدارة الذاتية والحكم الذاتي ضمن الأقليم الكردي المزعوم ما هم سوى أبواق رخيصة ومحتالين دجالين يقولون مقولة حق يريدون بها باطل وإلا كيف يرضون على أنفسهم أن يتحالفوا مع هولاء الذين يفرضون على أطفالنا تاريخاً ممسوخاً أشبه ما يكون بإطعام أطفالنا خبزاً عجن بدماء ابائنا واطفالنا وعذارانا الذين قتلوا على يد هؤلاء المجرمين القتلة الذين يجعلون منهم أبطالاً بنظر أطفالناً, وكذب الذين يقولون أن القرى المستكردة تعاد الى اصحابها والوظائف متوفرة لابناء شعبنا في الاقليم الكردي, فما زالت عشرات القرى المستكردة والتي لايسمح لاصحابها بالعودة الى جانب بناء مستوطنات كردية بجانب القرى المعمرة حديثاً كقرى فيشخابور وديرابون ..... وغيرها الكثير , ومئات الشباب العاطلين عن العمل ولا عمل لهم إلا بإنتمائهم الى الحزب الديمقراطي الكردي أما المساعدات التي تقدم للقادمين والهاربين من الأوضاع الآمنية الصعبة لمختلف المدن العراقية فهي لا تكفي لشراء برميل نفط يقيهم برد الشتاء القارص , ولهؤلاء الذين يعملون ويشاركون الأحزاب الكردية في سياستهم ويتعاطفون مع ضمنا الى الأقليم الكردي ويتكلمون حول حقنا وحقوقنا ما هم سوى مرتزقة جدد أنضموا الى أعداء شعبنا ومغتصبي أرضه وقراه وفي مزبلة التاريخ ستدرج أسمائهم الى جانب المجرم القذر الغدار سمكو الشيكاكي . عاش العراق موحداً و عاش شعبه متحداً
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |