الكاردينال الجديد دلّي مفخرة لكل عراقي

 

كاظم آل مبارك الوائلي

Kadhim1972@yahoo.com

يعتبر عام 2007 عام التفوق العراقي في الكثير من المجالات الانسانية, كان ابرز انجاز في هذه المجالات هو تتويج المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم ليحل ملكاً جديدا على عرش الكرة الاسيوية, وكذلك ترشيح كابتن المنتخب يونس محمود الى قائمة افضل 50 لاعب كرة قدم على النطاق العالمي, أما مجال الفن والهندسة لُخص في اختيار المعمارية العراقية المغتربة زهى حديد الى قائمة اكثر الشخصيات تأثيراً في العالم.

أما المجال الروحي والديني اخذ حصة الاسد حيث يعد هذا الانجاز تأريخي بحد ذاته وقد تمثّل بقرار البابا بنديكتوس السادس عشر بأنتخاب بطريرك "كنيسة بابل للكلدان" قداسة البطريرك عمانوئيل الثالث دلّي الى مجموعة "جهابذة الكنيسة" وترفيعه الى درجة الكاردينال التي تعتبر من أرفع الدرجات الدينية في الفاتيكان بعد الدرجة البابوية.

أن اختيار هذه الشخصية الرفيعة تمثل طفرة نوعية بالعلاقة الروحية بين العراق ودولة الفاتيكان, ولم يأتي هذا الاختيار ألا من خلال مثابرة مجهود عمانويل دلي بالحفاظ على الارث اليسوعي الذي رسم خارطة ارض العراق الحضارية. فأذا تمعنا بالصفحات الاولى لتأريخ ارض الرافدين نجد أن أول الحضارات والامم كانت تنتهج الفكر المسيحي.

لقد حافظ الكاردينال  والرسول البابوي الجديد دلّي على العلاقة التسامحية التي تمتع بها المواطن العراقي المسلم مع اخيه في الانسانية المواطن المسيحي, وبالرغم من الظروف الصعبة التي مرت بأبناء عيسى بقيت أواصر المحبة بين رجال الدين من الديانات المسيحية والمسلمة وكانت لهذه العلاقات تأثيراً سليباً على مجاميع الجهل التي بذلت جهود حثيثة لقطع حبال الاخوّة والمحبة بين ابناء الديانات السماوية في العراق.

لقد سنحت لي فرصة مرافقة الكارينال دلّي واربعة مع زعماء الكنائس في العراق لزيارة مدينة النجف واللقاء بآية الله السيد علي السيستاني وأية الله السيد محمد سعيد الحكيم, وكنت حاضرا في تلك الاجتماعات الودية في يوم 24/10/2005, وقد لمست الاحترام ورح المداعبة والاخوّة لتي تخللت مجمل مواضيع الاجتماعين, فكان الكاردينال يتحدث بروحٍ عراقية شعّت من قسمات وجهه وكأنها شمس نيسان التي تعانق رونقة سنابل العنبر.

لنا الحق كعراقيين أن نبتهج و نتفتخر بهذا الانجاز التأريخي بغض النظر عن اي ديانة نعتنقها لأن أختيار الكاردينال دلّي لهذه المرتبة الرفيعة هو بمثابة أختيار العراق بكل طوائفه لهذه المكانة المؤثرة في أروقة الفاتيكان.

وليس غريب علينا أن نساند هذه الشخصية الرائعة بمكانتها الرسمية الجديدة.

ولاننسى ان حملة ترشيح أية الله السيد علي السيستاني لجائزة نوبل للسلام عام 2005 كان مصدرها ابناء الجالية المسيحية/ العراقية المقيمة في الولايات المتحدة.

 مقال ذات صلة بالموضوع لنفس الكاتب  الذكرى السنوية لأنتهاك قدسية الكنائس -صحيفة الصباح البغدادية

 العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com