الدكتاتور  وهو يتحوَّل الى أسطورة دينية!

سامي العامري

alamiri60@yahoo.de

هناك مَن يكذب ويعرف أنه يكذب ويعرف أن الناس تعرف أنه يكذب ومع ذلك يصرُّ على الكذب!

في لقاء أجرتهُ صحيفة الرياض السعودية مع شيخ عشيرة البيجات علي الندا ترى موهبة الدجل والمداهنة على أتمِّها وبما أنَّ كلامه المفذلك طويل فسأقتصر على القليل مما يفيد لتوضيح صورة أراد تمويهها هذا الذي خسرَ بخسارتهِ لصدَّام ديمومةَ الجاه والسحت فَحَوَّل دفة راحلتهِ الى خليج النفط متملِّقاً مداجياً قد تحار فلا تعرف كيفية الهزء من هذا الشيخ المتصوُّف للكذب .

إنه يقول باختصار بأن صدام قاتلَ الأمريكان بشراسةٍ على أبواب مطار بغداد وأنه راهن على حرب الشوارع إلاّ أنّ الخيانات كانت أكبر!

أمّا عن مراهنته على حرب الشوارع أيها الشيخ فقد تبيَّنتْ حماقة تقديراتهِ منذ تسلُّمهِ السلطة فعلياً

فقد قال يوماً حينما نجحتْ ثورة الخميني , قال بطريقة تنمُّ عن صلافةِ وغباءِ دكتاتورٍ صريحٍ بوقوفهِ ضد إرادة الشعوب: أكبر خطأ إرتكبه شاه إيران هو هروبُهُ وطلبُهُ اللجوء فلو كان ذكيَّاً لبقيَ في الداخل . وهذا ما سيطبِّقه لاحقاً وكأنَّ الحالة الإيرانية تتشابه في  شروطها مع حالة العراق .

ويضيف الشيخ : إنَّ صدام لم يكن مختبئاً في حفرة وإنما كان يعيش في غرفة داخل مزرعة تقع على شاطيء دجلة ! وأمّا الحفرة فهي بئر قديم أراد أن يستخدمه للإحتياط وبأنه أراد عبور دجلة حينما أحسُّ بأنه محاصر ولكنه لم يكن مسلَّحاً فألقوا القبض عليه !!

هل نسيَ هذا الشيخ أنّ صدام أجلسَ حمامةً على بيضتين أمام باب حفرتهِ وسدَّ هذا الباب بنسيج العنكبوت ولمّا جاءه الأمريكان بصحبة عدد من العراقيين لإلقاء القبض عليه صاح به العراقيون باللهجة العراقية : إطلعْ لكْ , إطلعْ , تريد تعبُّرْ دالغاتك علينهْ ؟!  

وأمّا عن إبنيه عدي وقصي فقد قال هذا الشيخ بأنهما لم يستسلما للقوات الأمريكية التي حاصرت البيت الذي اختبئا فيه وإنما قاتلا ويقال بأنهما قتلا من القوات الأمريكية بين العشرين الى الأربعين جنديَّا!

قد يكون عدي وقصي قد قتلا هذا العدد ولكن لسبب آخر هو أنَّ نوعية الفياكرا الأمريكية كانت مغشوشة وإلاّ فلماذا تركوهما حائرَين مع هذا العدد من العراقيات المختطَفات اللواتي كُنَّ ينتظرن الإغتصاب؟

وأمّا عن تملُّقهِ لشيوخ النفط فقال: حينما دخلتْ القوات العراقية الى الكويت جاءتني  عوائل كويتية الى البيت وانا لا أعرفهم وأذكر أنَّ أحدهم كان معوَّقاً وكانت لديهم سيارة حمراء وكانت مع ذلك المعوَّق بنتٌ هي التي تقود السيارة, واستضفتهم لمدة ثلاثة أسابيع ومن ثمّ أمّنتُ لهم رحلة مع شاب سوري , كان يعمل عندي, الى الأردن ...

وفاتني أن أذكر أنَّ موقعاً اليكترونياً صدّامياً نشر مؤخَّراً خبراً مفادُهُ أن صدام لم يُشنَق وإنما مات مع المقاومة فأخفى الأمريكان جثتهُ خوفاً من أن تكون سبباً في ازدياد الغضب الشعبي والتحريض على الإنتقام وتصاعُدِ المقاومة ضد وجود المحتَلّ وأنَّ الرجل الذي شُنقوه لاحقاً هو شخص آخر يشبهُهُ !

نعم أيها المشرفون على الموقع فَهُم ما شنقوه وما رفسوه ولكنْ شُبِّهَ لهم!!

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com