ا
لمهلكة The Destructivity

 

محسن ظافرغريب

mr.fbi.prof@live.nl

المهلكة The Destructivity بؤرة بداوة عالم الإرهاب السفلي السلفي العالمي الأسود السعودي في شبه جزيرة العرب، الذي تعهدته بالرعاية واشنطن وكفله بيتها الأبيض، كما كان صنيعها مع أمثال صنيعتها صدام العبثي العدمي المعدوم في بؤرة الإشعاع الحضاري العريق العراق، وبعد غزوة جزيرة مانهاتن/ نيويورك، هاقد جاء دور هوليود مكملا لدور لعبة طغيان(بوليش) البترودولار لإعادة تفسير/ تلميع المهلكة السلفية/ المملكة السعودية في سنة أولى ألفية ثالثة للميلاد 2001م، عبر هلكة Destruction / حوار Discussion أفلام تعكس صورة الواقع وظاهرته الصوتية لتعبر عن الأرهاب مثل أفلام "سيرينا"، "يونايتد 93 "، "التملص"، وفيلم" المملكة THE KINGDOM "، هاقد أينع حصاد الفسادات المر بدء من هنا/ هولندا، الممثل الهولندي من أصل عربي مصري عمر متولي الذي يلعب دور الزوج المصري الذي يمثل حوار الحضارات والتمدن بين حياته الأميركية وماضيه العربي في فيلم "التملص Rendition " عندما يفتتح خطيب العصابة الإرهابية خطبته في قطر عربي غير مسمى، بدعوى فتوى قتل النصارى وشرطة أبناء القطر!، كذا! دون مسوغات للغضب، ودونما ذكر للوضع الداخلي للقطر الذي تجري فيه أحداث هذا الفيلم تثير الغضب وتوصل للنتيجة الموجبة للقتل، مثل المشهد الذي ظهر فيه المتطرفون الإسلاميون واللهجة الغريبة التي تحدثت بها شخوص عربية. والمسلم المعتدل الذي يعيش في الغرب الذي يجد نفسه أضحية وضع عالمي أمني سياسي معقد. بطل الفيلم شاب مصري يعيش منذ عقدين من الزمن في الولايات المتحدة الأميركية متزوج من سيدة أميركية، شاب يعيش النجاح الأميركي بكل صوره، يخطف عن طريق(CIA) ويرسل الى دولة عربية للتحقيق معه عن صله بإرهابي يتهم بمسؤوليته عن عدة تفجيرات قتلت بعضها أميركيين. هذه طريقة تعامل مع بعض الأجانب في أميركا إبتكرتها(CIA) للتخلص من تدخل الإعلام وقيود القضاء الأميركي، المشتبه به يرسل الى العرب المتعاونين مع أميركا لأجل تعذيبه وإنتزاع إعترافات منه تفيد حرب المخابرات الأميركية ضد الإرهاب العالمي.

صلة المهاجر بوطنه الأصل وبلد الهجرة الجديد، علاقة الزوجة الأميركية بالزوج العربي المسلم علاقة لم يسبق لها الظهور في الأفلام الهوليودية الضخمة. أدى حبكة التلفيق ممثلون ممتازين، النجمة"Reese Witherspoon" بدور كبير للزوجة التي ينكشف لها فجاة تعقيد العالم الذي يحيط بزوجها. الخلفيات الأخرى في الفيلم أضعفت تواصل القصة الأصل، الفيلم إختار قصة عن علاقة غريبة لكريمة مدير الشرطة في القطر العربي مع شاب مشروع تطرف، ثمت أيضا دور عميل CIA (يؤديه النجم جيك جيلينهال) المتواجد في القطر العربي والذي يشرف على تحقيقات الشاب المصري قبل أن يشفق عليه ويساعد على إطلاق سراحه في نهاية عاطفية هزيلة. البطل المصري يعود في النهاية الهوليودية الى بيته الجميل وزوجته الشقراء ووظيفه يصل دخلها نحو ربع مليون $/ دولار أميركي سنويا في أميركا.

THE KINGDOM

أيضا الممثل الإسرائيلي الجنسية المسيحي من أصل عربي فلسطيني من(ويعيش في) قرية ترشيحا في الجليل شمال إسرائيل"أشرف برهوم" مواليد 1977م(بطل فيلم المملكة الذي يقرب بين أميركا وتبعها نظام السعودية، من خلال أحداثه المثيرة المتلاحقة التي تحبس الأنفاس مدة العرض: ساعة وخمسون دقيقة). وعلى خلفية من بعض المشاهد الخفيفة/ الكوميدية يتعرض للعلاقات الأميركية - السعودية التي غالبا ما تثير الجدل وتتسم بميسم نفاف التفية في الرأي السياسي، تقية البدعة الباطنية الوهابية السياسية لقبلتها واشنطن وكعبها البيت الأبيض، وللعلاقة بين أميركا والعالم الإسلامي الأكثر جدلا وإثارة للخلاف دون أن تحقق نجاحا يذكر . ظروف لم تذكرها الشركة المنتجة للفيلم حالت دون الظهور حتى بدأ الإعلان رسمياً في دور السينما الأميركية مؤخرا. وتدور أحداث الفيلم حول العميل الخاص في مكتب التحقيقات الفيدرالي الأميركي FBI "رونالد فليري" ويجسد دوره النجم السينمائي الحائز على جائزة الأوسكار "النجم Jamie Foxx " أثناء مغامرة FBI في العاصمة السعودية الرياض. فيلم يبدأ باستعراض تاريخ مملكة لأسرة العربية السعودية ليعرج الى صورة زمرة من الإرهابيين على أنهم (إسلامويين) يقتلون 100 أميركي مع أسرهم بعد أن استقر هولاء للعمل في المملكة السعودية. إثر ذاك تقوم الولايات المتحدة الأميركية بارسال أربعة من عملاء FBI يقودهم الممثل الأميركي Jamie Foxx الى أبرز حلفائها الرياض عاصمة المملكة للإنتقام. فيلم جديد قديم الموضوع يعتمد الإطالة في فقرات منه كإستعراضه لتاريخ المملكة العربية السعودية ونقله تفاصيل المجتمع السعودي بدءً بالملابس وانتهاءً بحياة الأسرة السعودية. هوليوود تنقل سوق السينما خارج الولايات المتحدة الأميركية بدفع هوليوود للإعتماد على ممثلين عرب من الشرق الاوسط في الأفلام الأميركية لنفس المداخيل ولأكثر مما في الولايات المتحدة ولتلميع الصورة وقول: ان أميركا لا تحارب الإرهاب وحدها بل يساندها أفراد المجتمع السعودي كما يقول هذا الفيلم مثلاً(بضغط من عائدات التذاكر العالمية التي تضغط على هوليوود لتغيير نمطية التعامل مع الشخصية العربية والمسلمة في الأفلام) بعد الصورة النمطية السلبية التي عرفت في الماضي حيث 62% من عائدات سبايدر مان 3 و 65% من عائدات فيلم سمبسونز و 69% من عائدات فيلم هاري بوتر كانت تحققت خارج الولايات المتحدة. يقول ديفيد كوسي رئيس شركة يونيفرسال بيكتشيرز انترناشنوال ان الهدفين الرئيسين اللذين يصورهما الفيلم ويصل اليه المشاهدون هما:1- قيام (الأبطال) الأميركيون بواجبهم على أكمل وجه ضد الإرهاب و2- تعاون الشرطة السعودية في تحقيق هذا الهدف حيث يقوم السعوديون بمساعدة الفريق الأميركي في الحصول على القصاص ويقود الفريق العربي شخصية ضابط سعودي يقوم بدوره ممثل عربي في ظهور عربي نادر في هووليود.

أميركا والسعودية في خندق واحد

الفيلم أظهر السعوديين بأنهم أيضاً ضحايا للإرهاب، ويظهر تعاونا كاملا من قوى أمن سعودية مع فريق التحقيق الأميركي، بل وسيصورهم بطريقة واضحة جداً بأن الجميع في خندق واحد ولهم عدو واحد هو الإرهاب. يحاول الفريق الأميركي تجاوز العقبات البيروقراطية ضمن محاولته كشف النقاب عن منفذي هجوم دموي على مدنيين وعسكريين أميركيين في العاصمة السعودية. ومن الطبيعي أن يلقى الفيلم إقبالا جماهيريا كبيرا لإحتوائه على الكثير من مشاهد العنف الدموي ومطاردات السيارات والمعارك العنيفة التي تسمر عيون المشاهدين على الشاشة وتشدهم الى مقاعدهم إلى كلمة نهاية الفيلم. ورغم ذلك فإن حبكة الفيلم تتعرض ولو بقدر محدود لبعض القضايا الأكثر عمقا ومن بينها التباين الثقافي والسياسي القائم بين الولايات المتحدة والعالم الإسلامي. وفي معظم المشاهد يتناول الفيلم تلك الخلافات من خلال لمسة كوميدية في محاولة من المخرج لتفادي إثارة أدنى إحراج. ولذلك فقد استعان القائمون على الفيلم بإثنين من نجوم الكوميديا هما "جيرمي بيفن" و"جيسون بيتمان" لجهة التخفيف من حدة الخط الدرامي الذي يعالجه الفيلم المتمثل في العنف الذي يلحق بالمدنيين على أيدي المتعصبين الإسلاميين. ففي فيلم "المملكة" يقوم الكوميديان "بيفن" و "بيتمان" بنفس الدورين الذين حققا لهما الشهرة في أفلام سابقة. فقد جسد "بيفن" شخصية دبلوماسي أميركي يقيم في السعودية - وقد دأب طوال الفيلم على السخرية من الفتاة الوحيدة ضمن طاقم مكافحة الإرهاب التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي وجسدت دورها الممثلة "جنيفر غارنر" التي لا تبدي اكتراثا بإرتداء ملابس محتشمة ولائقة في حضرة الأمير السعودي. من جانبه عرض "بيتمان" مواقف تبرز العديد من أوجه سوء الفهم الثقافي بين المسلمين والأميركيين ومن بينها مشهد يختبر فيه معلومات رفاقه عن الإسلام بعد أن قرأ كتابا مشبوها عن تفسير القرآن - وقد سأل رفاقه عن عدد الحوريات اللاتي تنتظرهن في الجنة. كما أثار "بيتمان" غضب ضابط في الأمن السعودي قام بدوره "أشرف برهوم" الذي كان مرافقا للأميركيين أثناء وجودهم في المملكة - حيث تلفظ أمامه بعبارات غير لائقة. وقد أثارت شخصية "برهوم" ضحك المشاهدين حينما قال انه سيغسل فم "بيتمان" بالماء والصابون كي يتوقف عن إطلاق عباراته النابية. وكما يتوقع المرء من فيلم إثارة وتشويق وحركة يركز على الأميركيين والمسلمين - فإن "المملكة" إشتمل على قدر وافر من القوالب النمطية بدء من إظهار السعوديين وهم يتدربون داخل منشآت تشبه المعسكرات الجهادية إلى مشهد طالما تكرر في مشاهد من أفلام من نفس النوعية تظهر "بيتمان" يواجه الموت بحد سكين خاطفه المقنع الذي يصيح بعبارات عن أميركا والله أمام كاميرا فيديو!. كما لم يتورع الفيلم عن التعرض للحكم التقليدي الأميركي المسبق الذي يعتبر جميع المسلمين خامة إرهاب.

صداقة بين أميركي وسعودي

فضلا عن ذلك يضاف إلى رصيد القائمين على الفيلم تناول الشخصية النمطية الأميركية التي تتسم بالعجرفة سيما المشاهد الخاصة بفريق مكتب التحقيقات الفيدرالي الذي يعلن انه يفعل وسيفعل ما يحلو له رغم وجوده داخل الأراضي السعودية. وبالإضافة إلى ذلك تناول الفيلم الجهل الأميركي وقد تجلى ذلك في مشهد كان "Foxx" يسأل فيه رجلا ( قام بدوره "تيم ماغرو" ) عن زوجته التي لقيت مصرعها في الهجوم فأشار الرجل إلى مسؤولي الأمن السعوديين الواقفين خلف "Foxx" متسائلا:"أكان ذلك في سبيل الله؟!". وبرغم تكرار النماذج النمطية فإن الفيلم شكل خطا دراميا إيجابيا من خلال الصداقة التي جمعت بين الأميركي "Foxx" والسعودي "برهوم" - فبعد بداية إتسمت بالصدود أصبحا على نحو تدريجي صديقين بالنظر إلى أن هدفهما مشترك وهو العثور على مرتكبي الهجوم الذين لم يقتلوا أميركيين حسب بيد أنهم قتلوا أيضا مسؤولين من الأمن السعودي بعضهم من أصدقاء "برهوم". وتوطدت الصلة بينهما أكثر أثناء عمليات التحقيق المشتركة وعرف كل منها بعضا من تفاصيل حياة الآخر خاصة وأنهما يعملان في مجال واحد هو الخدمة العامة. وقد عكست العلاقة بينهما العلاقة الأشمل بين أميركا والعالم الإسلامي الأمر الذي يمهد لإمكانية إحلال السلام بين ثقافتين مختلفتين ولو على الصعيد الفردي. من هذا المنطلق فإن خاتمة فيلم "المملكة" ربتما كانت الأعمق من ناحية الرسالة السياسية والثقافية التي يوجهها حينما يدرك المشاهد أن الأميركيين والسعوديين ليسوا أكثر من ثقافتين تقاتل كل منهما الأخرى. كما أن إنهاء الفيلم على حوار لم يكتمل بين "Foxx" ورفاقه مع صبي سعودي وأمه يشغل عقل وتفكير المشاهد. وفيما تسلط نهاية الفيلم الضوء على بعض القضايا السياسية والثقافية فان على المشاهد ألا يتوقع وجود أي بحث له مغزى حول أسباب استمرار المواجهة بين الأميركيين والمسلمين. أما إذا كان المشاهد من النوع الذي يفضل أفلام الحركة والعنف الدموي ومطاردات السيارات والقتل وتبادل الأعيرة النارية في قالب كوميدي خفيف فإن فيلم "المملكة" سيكون مناسبا له.

الفيلم يفضح(بعض) السلبيات بإرسال(بعض) الإشارات من قبيل كون المملكة دولة غنية بالنفط تستفيد من عائداته بشكل أساس الأسرة السعودية المالكة التي تدع الفتات لشعبها، وأن أنظمة الحكم العالمية يجب أن تتفاعل مع طلبات هذا الشعب من أجل الحفاظ عليه من الانخراط في التيار الراديكالي الإسلامي الذي يتسبب في قتل الأميركيين وأسرهم من العاملين في شركات النفط بجريمة إرهابية ضد مجمع سكني أميركي في السعودية، كما يعبر الفيلم. يرافق النجم Jamie Foxx في فريقه كل من كريس كوبر الذي يقوم بدور خبير المتفجرات وجينفير غارنر الطبيبة وخبير الحاسوب جيسون بتمان. وفور وصول الفريق الى الرياض يقوم السعوديون بالسماح لهذا الفريق بالعمل في المملكة لأيام معدودة مع فرض عدد من الشروط العسبرة على عملهم خصوصا بسبب وجود إمرأة يحتم عملها حديثها المباشر مع الرجال السعوديين الأمر الذي يعد خروج على المألوف وتهديداً لتقاليد المجتمع السعودي. يصبح الفريق الأميركي تدريجياً هدفاً للإرهابيين لكن تصميم الشرطة السعودية على حماية هذا الفريق دفعتهم الى منع الفريق الأميركي من فحص موقع الجريمة خوفاً عليهم. ورغم كل الصعوبات فإن الفريق الأميركي يتمكن من العثور على دليل يربط الجريمة بمصمم قنابل بعينه. خلال هذه المرحلة تبدأ العلاقة بين الفريق الأميركي ونظيره السعودي تتطور خصوصا بوجود العقيد الغازي الذي يقوم بدوره أشرف برهوم والذي يقوم وبدافع إنساني بحت في تحدي جميع العقبات التي تضعها الحكومة السعودية أمام الفريق الأميركي ويتحدى جميع التقاليد من أجل الوصول الى الحقيقة من منطلق إحساسه بعظمة فقدان الإنسان لاًخيه الإنسان تحت أي ظرف. مع الإختلافات الثقافية الجلية بين قائد الفريق الأميركي(Foxx) وقائد الفريق السعودي(برهوم) فإن كلا الرجلين يمتلكان ذات العزم للوصول الى الحقيقة. الفيلم يقدم الأميركي على أنه شخصية بإتجاه واحد، رجل جاء من اجل الإنتقام اما السعودي فيقدم على أنه رجل يبحث عن الحقيقة من أجل وطنه رغم أن وطنه يرغب عدم جعل تلك الحقيقة علنية وعزمه على كشفها مهما كانت.

النقد السينمي الفني للفيلم: عدد من السلبيات والمبالغات، سيما مشاهد المواجهات في العاصمة الرياض بين الإرهابيين وفريقي العاملين على القضية، فكل رصاصات أبطال الفيلم تسقط ضحايا في مقابل إطلاقات الإرهابيين التي تخيب دائماً رغم كون الفريق (المجرم) في الفيلم أكثر عدةً وعديداً!. يصف فيلم المملكة THE KINGDM بأنه دعاية مجانية للملكة العربية السعودية وفي نهايته: أن (السعوديين) أكثر عداءً للإرهاب من أميركا رغم أن مهاجمي 11 أيلول 2001م جلهم من السعوديين. وأن الفيلم "يؤكد على الحكم الخطأ الذي اتخذه الأميركيون بحق الشرق الاوسط"!!.

إخراج: بيتر برغ

الكاتب: ماثيو مايكل كارنان

تايخ العرض الاول: 28 أيلول 2007

نوع الفيلم: دراما - اكشن - إثارة وتشويق.

طاقم الممثلين: Jamie Foxx - جنيفر غارنر - جيسون بيتمان - كريس كوبر واخرون.

أشرف برهوم

شهدت مدينة الجليل أبرز فصول الكتاب المقدس وحياة السيد المسيح(ع)، إلا أنها اليوم تبرز على الصعيد العالمي سينمائياً لأن منها أشرف برهوم الذي يعد من بين القلائل الذين استعانت بهم هووليود ليظهروا في أفلامها من الشرق الأوسط، المكان الذي طالما عرف بالقلائل وتصدير المشاكل والعيش فيها بلا حدود. برهوم الذي قام بدور العقيد السعودي غازي في فيلم هوليود الحالي(المملكة) يتحدى كل العوائق التي توضع في طريقه ليكون هو نفسه طريقا من أجل محاربة الإرهاب. قبل الفيلم لم يكن برهوم يعلم من هو Jamie Foxx الذي قدم الى جانبه شخصية البطل الذي يقود فريقاً أميركيا جاء من الولايات المتحدة الى الرياض للتحقيق والإنتقام من مجموعة قامت بمهاجمة أحد المجمعات السكنية في العاصمة السعودية وقتلت فيه نحو 100 أميركي من رجال ونساء وأطفال. لم يكن برهوم يعلم انه يقوم بالتمثيل مع نجم في هوليود سبق له إحراز جائزة الأوسكار.

برهوم لم يزر من قبل الولايات المتحدة، وقام بتمثيل دور ضابط سعودي رغم أنه من المستحيل عليه ان يتواجد في شوارع الرياض أيضاً (عكس ما هو عليه في الفيلم) لأنه يحمل جوازاً إسرائيلياً رغم أن أعماله تسافر في جميع أرجاء العالم خصوصاً فيلمه الذي سبق فيلم (المملكة) الذي حمل عنوان (الجنة الآن) لمخرجه هاني أبو أسعد، وهو أول فيلم فلسطيني ينال شرف الترشح لجائزة أوسكار «أفضل فيلم أجنبي»، لعام 2006م.

وأشرف كما يقول النقاد هو مجرد بداية في موجة عاصفة من الممثلين القادمين من الشرق الأوسط وجنوب آسيا مع إنطلاق هوليود في إنتاجاتها الكثيفة التي تعكس إنقلاب الخارطة الجيوسياسية في العالم لصالح الشرق الأوسط بسبب وجود القوات الأميركية في العراق وأفغانستان.
موجة من الأفلام بدأت تطرق شباك التذاكر الأميركي مثل يونايتد 93 و سيريانا وميونيخ الأمر الذي أتاح الفرصة أمام وجود ممثلين شرق أوسطيين أمثال عمران خان وعمر متولي وإيغال نايور نجحوا في تمثيل عدد من أدوار البطولة التي نقشت في ذاكرة السينما لهذا العام 2007.

يقول سكوت ستوبر الذي تابع فيديو الإمتحان الذي قدمه برهوم والذي سجل في شقته من قبل أخته "خلف كتفيه يمكنك مشاهدة إسرائيل كلها وذلك عبر شرفة شقته، ومن هناك تعرف جيداً كم من الثقافة يمكن أن يحمل بين جنباته"، وبعد متابعة شريط الإختيار قرر المخرج بيتر بيرغ لقاء برهوم في هونغ كونغ للحديث عن الخطوة التالية والتعرف عن هذه الشخصية عن قرب وبعد اللقاء إتصل بيرغ بسكوت وقال له "هذا الرجل يشبه روبرت دينيرو في فيلم (سائق التاكسي) له نفس القدرة الغنية على التعبير، لايمكنك أن ترفع عينيك عنه".

سرعان ما بدأ العمل وكان على برهوم التأقلم مع الفريق الأميركي المكون من Foxx وجنيفير غارنر وكريس كوبر حيث يقود Foxx فريق من FBI يحقق في قضية تفجير مجمع سكني أميركي في المملكة العربية السعودية.

ولمعرفة العقيد الغازي بأنظمة بلاده وخصوصا النظام الأمني سرعان ما يقرر أن يشارك الإنسانية في تخطي جميع الصعاب من أجل الوصول الى الحقيقة كما ينجح في تعديل مهمة الفريق الأميركي من الإنتقام الى التحقيق الفعلي في هذه الجريمة مما يضفي الكثير من البعد العاطفي للشخصية السعودية في الفيلم.

السعوديون فشلوا في إبطال الهجوم قبل وقوعه فكان عليهم (كما فكر العقيد فارس الغازي) التعويض في المرحلة التي تلت التفجير وربما هذا التفكير لم يكن قد وصل الى أذهان أي من المسؤولين السعوديين الذين يتجاوزن الغازي في المكانة، لكن صلابة شخصيته تجعله يواجه كل العقبات الإجتماعية التي عرف بها المجتمع السعودي خصوصا مع وجود إمرأة في فريق التحقيق الأميركي كان عليها الجلوس وحدها مع عدد من الرجال السعوديين الذين يشاركون في التحقيقات أو المشبته بهم.

برهوم الذي ارتدى أثناء اللقاء تيشريت عليه شجرة ترمز الى الحياة ويتدلى عليها الصليب باعتباره مسيحي كانت ملامحه قد تبدلت تماماً عما كانت عليه في الفيلم وبدت أكثر راحة وتحدث مدير أعماله إيهاب شاشين كونه يبيع السيارات في اكلاهوما لدول لم يكن يستطيع السفر اليها! ويشير اليه برهوم بالقول "إنه أكبر مني بخمسة أعوام، إننا نعمل معاً ولكننا أخوين أكثر من كوننا ممثل ومدير أعمال، نحب بعضنا بعضاً" ولم يكف برهوم عن التذكر حينما كان الإثنين صغاراً وكان برهوم قد التقط فأراً ليركض به خلف صديق عمره لإخافته.

ويبدو ان برهوم بحاجة الى إيهاب الى جانبه هذه الأيام مع كل هذا الصخب الذي دخل الى حياته ومع وجوده المستمر في هولييود حيث لا يوجد من يتحدث العربية غير إيهاب وهي اللغة التي يجيدها برهوم بالاضافة الى الحبرو والإنجليزية. برهوم الذي ترعرع في أسرة متوسطة قال انه لم يختر التمثيل "كنت أعيش ذلك، لقد ولدت وأحسست أنني أعشق هذه اللعبة، لقد بدأت معي كلعبة، ولم تبدأ معي بسبب قرار اتخذته!".

كانت بداية برهوم في عرض خاص بعيد الميلاد، غنى فيه لطفلة صغيرة، وسرعان ما انتهى به الأمر طالبا في قسم المسرح بجامعة حيفا وقد قضى آخر عامين من حياته في ترجمة مسرحية روميو وجولييت الى العربية لإنتاجها للمسرح حيث ينوي إخراجها وتقديمها في المدينة التي ولد فيها.

برهوم قدم عدة اختبارات للسينما الامريكية في السنوات الستة الماضية لكنه لم يحظى بفرصة ليكون في أي فيلم قدمته تلك السينما ولم أكن مقنعا أنني أريد أن أقدم هذه الأفلام". ويضيف منهياً كلامه لواشنطن بوست" نحن نقيم هنا مع أناس يختلفون عنا، ويأكلون أكلا غير أكلنا ولكننا في النهاية قد بدأنا من شخص واحد بأمر من إله واحد ولا أعتقد أن السياسة ستنجح في تحسين الأوضاع وأعتقد أن السلام سيأتي من عظيم قادر على فرض السلام هو الله".

مع الممثلة جنيفر غارنر، إضافة إلى الممثلين العربيين أشرف برهوم وعلي سليمان (الذي يلعب دور الملازم هيثم)، وآخر عمل جمع هذين الممثلين العربيين كان الفيلم الفلسطيني «الجنة الآن». أول فيلم عالمي له، الحوار: بداية لا بد من سؤالك كيف تم اختيارك لهذا الدور؟ ـ كنت اتقدم لإختبار الكاميرا في كل فرصة تسنح لفيلم أميركي منذ انتهيت من تعليمي، حيث اؤمن انه من الضروري ان يكون هناك عرب يشاركون في الأفلام التي تتحدث عن العالم العربي، وما ساعدني هو أن مخرج «المملكة» بيتر بيرغ شاهد فيلمي السابق «الجنة الآن»، أعجبه للغاية وكان هذا سبب التواصل الأساس بيننا، كما أعجبه اختبار الكاميرا الذي أديته لـ« THE KINGDOM ». وماذا كان انطباعك أنت عن بيرغ؟ ـ شعرت انه ايجابي منذ أن التقيته، كما شعرت بمزيد من الإيجابية عندما قرأت النص، وأنا في جميع الأحوال انتقائي للغاية، وكان لا بد أن اكون أكثر حذرا في هذا الفيلم تحديدا لأنه يمس الكثير من الناس، كما أنني لست سعوديا. تحدثنا أنا وبيتر كثيرا واكتشفت أنه توجد إمكانية للعمل سويا، شعرت أنه شخص مختلف وايجابي، وأحسست بوجود إمكانية للثقة بيننا، إحترمته لأنه استوعبني كانسان مختلف، ولأنه يتعامل بدون تعالي، وعمل معي بتفهم كإنسان من طبيعة ومكان مختلفين عنه، وكان دائما مستعدا لتقبل الملاحظات سيما أنه لم يكن مطلعا بالكامل على الثقافة العربية من قبل. هل واجهت صعوبات في محاولة إتقان اللهجة السعودية، وكم استغرق تدريبك والتحضير لـ«سعودة» الديكور؟ ـ كان هناك فريق كامل من المتخصصين، واشخاص الى جانبنا دائما للتأكد من اننا نتحدث باقرب شكل ممكن للهجة الحقيقية، وقد تم التعامل مع هذا الموضوع بالكثير من الاهتمام. هل تشعر انك اثرت في من معك من الممثلين الأميركيين؟ وهل تشعر انهم فهموا خلفيات منطقة الشرق الأوسط السياسية والثقافية؟ ـ بلا شك، ولا تنس ان جايمي وجينفر لم تكن عندهما أي تجربة مع ممثلين عرب، وبالاحتكاك مع الزميل علي سليمان ومعي عرفوا من نحن وما هو علمني، وكما ذكرت فان المخرج بيتر كان دائما يسعى لمعرفة ادق التفاصيل. فدائما ما نقع سواء نحن أو هم في فخ الجهل واصدار الأحكام المسبقة، لكن بيتر كان يريد دائما الإنصات والمناقشة، وكما تعلموا هم عن العالم العربي، تعلمت انا عن أميركا التي زرتها لأول مرة لتصوير هذا الفيلم. من المفارقات الطريفة، أنك أردت تنفيذ عملية انتحارية في فيلم «الجنة الآن» وكنت مقنعا للغاية بحسب آراء بعض النقاد، وفي «المملكة» تلعب دور الضابط الذي يكافح الارهاب، وكنت مقنعا للغاية بحسب آراء نقاد آخرين.. فما تعليقك على ذلك؟ ـ لقد اخذت الدورين عن اقتناع، وفي النهاية فوظيفتي كممثل هي أن اتماهى مع الشخصيات بغض النظر عن موقفي السياسي، وكل من هذين الدورين ضروران، لأن كلا منهما يشرح عبر السينما ما تعيشه شريحة مختلفة في العالم العربي. هل لك أن تعرفنا عن نفسك اكثر؟ ـ دخلت مجال التمثيل باكرا من باب الشقاوة والمشاغبة وعملت في «مسرح الميدان» بعد أن تخرجت في جامعة حيفا، وعملت في السينما المحلية، وتطورت الأمور بعد «الجنة الآن» الذي فتح الباب أكثر وأكثر. كيف تشعر وأنت اليوم تشارك Jamie Foxx وجنيفر غارنر بطولة فيلم هوليوودي ضخم؟ وما هي مشاريعك المستقبلية؟ ـ أرى انه من الضروري ان ندخل كممثلين عرب الى هوليوود حتى يكون لنا تأثير فني من خلال هذه الأفلام، حاليا لا توجد عروض جديدة، ولكن هناك بعض النصوص المقترحة لأفلام أقوم بمراجعتها وهناك أرضية بالتأكيد للمستقبل.. أنا أتعامل مع الأمر كمهمة وليس على الصعيد الشخصي فحسب، فمن خلال السينما نستطيع أن نؤثر بطريقة ايجابية على الأوضاع الحساسة التي تحدث من حولنا.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com