تركة ثقيلة

 

 

 علاء مهدي- سدني

تشير الأنباء والإحصائيات إلى تزايد عدد المهاجرين والمهجرين العراقيين سواء إلى خارج العراق أو في داخله بين المحافظات المختلفة وربما بين محلات ومناطق المحافظة الواحدة.

ورغم أن العراقيين ليسوا بمهاجرين كما هو حال السوريين واللبنانيين إلا أنهم أصبحوا كذلك بفضل نظام بعث صدام الذي مارس دوراً قذراً في التهجير والتسفير. بل وأضاف إلى هذه الممارسات المزيد من الإجراءات التعسفية والكيدية التي أسهمت في خلخلة البنى الاجتماعية... منها مثلا  سياسة التعريب القسري  في بعض المناطق والمدن العراقية أجحافاُ بقوميات عراقية غير عربية.

مائة وستون الفاً من العراقيين العرب نزحوا إلى أقليم كردستان هرباً من العنف الطائفي والمذهبي وبحثاً عن الإستقرار والإمان في منطقة مهددة بهجوم – عثماني – لئيم. فيما عدا ذلك فأن مليوني عراقي نزحوا إلى خارج البلاد ومثلهم تم تهجيرهم داخل العراق.

الحالة أعلاه لا تحتاج إلى دراسة أو تحليل للوقوف على سلبياتها ومساوئها ، لكن يكفي التفكير في أن الدول المستقبلة للاجئين هي دول ليست مهيأة في الأساس لتحمل هذه الأعداد من العراقيين كما أن عملية الإستقرار نفسها تتطلب الكثير من المستلزمات التي أعلنت دول المهجر عن عدم قدرتها على توفيرها للمهاجرين العراقيين. ولو نظرنا للأمر بصورة مبسطة لوجدنا أن النسبة الأكبر من العوائل المهجرة تمثل الأطفال والأحداث وهؤلاء بأتم الحاجة إلى استمرار التعليم ناهيكم عن الرعاية الصحية والإجتماعية وغيرها من المسلزمات الآخرى التي باتت من الأمور الضرورية للحياة في الدول المتقدمة والنامية. 

وتبقى الحالة الإقتصادية هي الأهم في ديمومة واستمرارية الحياة اليومية وحيث أن المهجرين والمهاجرين قد أضطروا للرحيل دون سابق أنذار فأن أغلبهم يعاني من ضيق اليد مما أدى ويؤدي إلى مشاكل إجتماعية لم يعتدها العراقيون من قبل وهي أضطرار "البعض" لممارسات أجتماعية وأخلاقية لم يسبق له ممارستها لمنافاتها لطبيعة الحالة العراقية سواء كانت الأسباب دينية أو أخلاقية أو أجتماعية أو أقتصادية.

أن هذه الحالة المزرية هي بالتأكيد نتيجة لممارسات حكم البعث للعراق طوال أكثر من ثلاثة عقود مارسوا فيها كل الموبقات وخالفوا فيها كل المبادئ الإنسانية والقيم الإجتماعية، حتى بات للعراق جيلً من البعثيين الإرهابيين تمكنوا بفعل الظروف المستجدة بعد الإحتلال من الإختباء خلف ستائر مختلفة لممارسة نفس موبقاتهم وبأساليب جديدة من أجل صيانة وإدامة هدفهم الوحيد في إذلال العراقيين وتدمير العراق.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com