المجد لاكتوبر 1917 ومنجزات الطبقة العاملة في اراضي الاتحاد السوفييتي السابق

 

 

المهندس الاستشاري/ سلام ابراهيم عطوف كبة

kubba_s_i@yahoo.com

مثلما لم تتخل الامبريالية عن سعيها الى شل الحركة الثورية العالمية، لم تتخل بيروقراطية بلدان الاشتراكية القائمة سابقا ومنذ عشرات السنين عن معاملة الدولة والقطاع العام كمزرعة خاصة لتستغل الشغيلة وتحقق بها مصالحها الضيقة!...لقد ازدادت العولمة الرأسمالية توحشا وخبثا ودهاءا في السعي لتصفية الاحزاب الثورية مضمونا وتفريغها من محتواها الثوري لأن الابقاء على شكل وكيان الحزب الثوري وافراغه من محتواه وتقزيمه هو السبيل الانجع لها لحسر وتهميش معارضة سياساتها في نشر نظامها الرأسمالي غير العادل وغير المنصف واللامستقر والذي يلازمه الجور وتنتابه الاضطرابات! ..

لقد شوهت الستالينية الاشتراكية في كل المجالات ، وهذا ما فعلته الدوغمائية والجمود العقائدي، ومحاولات تبييض صفحات الرأسمالية!.. فمشاكل الراسمالية لا تسعها حاضنة، ومنها البطالة والفقر والسكن والصحة والطبابة والخدمات العامة.. الرأسمالية تعني الاضطهاد الاجتماعي المركب.. وافضت سياسة اعادة البناء على طريقة غورباتشوف الى اعمال الخصخصة كقوننة للاوضاع القائمة فعلا منذ سنوات طويلة، فخصخصة غورباتشوف ويلتسين كانت دفاعا عن البرقرطة السوفييتية في الظروف التاريخية الجديدة!.. وتقاسمت البيروقراطية السوفييتية مع خصومها الرئيسيين الكعكة – كعكة الامتيازات والنفوذ– ولجم سخط الشغيلة والطبقة العاملة.وساعدت الخصخصة على تمزق النقابات والحركة الاجتماعية ونهوض التكتيكات الانتهازية والتحريفية في سبيل الحفاظ على الامتيازات القديمة واستحصال الامتيازات الجديدة..وفسرت الشغيلة المتدينة الخصخصة على طريقتها الفنطازية كاستعادة الاملاك الكنسية المفقودة، وواقع الحال كانت الخصخصة تثبيت للاوقاف الكنسية الكاثوليكية المهيمنة في مجالات الحياة الاجتماعية. كانت العلائق الولوجية قائمة على قدم وساق ووطيدة بين الشركات الاستشارية والجهات الحكومية ذات العلاقة والادارات المؤسسة للمخاضات الخصخصية... وراس البلاء كانت الفئة التي عاشت اصلا في بحبوحة النظام السوفييتي وعشعشت في قيادات الحزب الشيوعي والدولة السوفييتية وحكمت باسم الشيوعية وتحكم اليوم باسم جديد مغاير ، بسبب امتيازاتها غير المشروعة واستغلالها المراكز الحزبية والحكومية اي التي ارتهنت بالفساد والعزلة عن الشعب.

تعمل المخابرات الاجنبية، والغربية والثيوقراطية على وجه الخصوص، على تصوير السوفييت بشكل كاريكاتيري مزر، وان لم تخلو هذه الممارسة احيانا من بعض المصداقية بسبب الشمولية وثقافة القطيع الا ان التهكم المستمر وانتقاد المظاهر السلبية والايجابية معا كان تكريس للاستسلامية والانبطاحية امام كل شئ عارض وتهليل للكوسموبوليتية التي تتصف بها الجماعات المعادية للتطور الاجتمااقتصادي المستقل. كان تشويه التاريخ الوطني البطولي لشعوب الاتحاد السوفييتي السابق سخف في سخف!.. لا يتجرأ حتى ألد أعداء الاشتراكية على نكران تأثير ثورة اكتوبر الاشتراكية الكبير على مصير الانسانية . انها أيقظت الملايين من الناس والشعوب في العالم لخوض نضال نشيط في سبيل التقدم والعدالة الاجتماعية!.

لا يعرف الجيل الجديد من ابناء الشعب العراقي الكثير عن ثورة اكتوبر الاشتراكية عام 1917 بسبب دكتاتورية صدام حسين وظلامية عهد ما بعد التاسع من نيسان وبحكم انتشار الثقافات الرجعية كالطائفية وما لف لفها! وعندما تتحطم الاحلام وتتمزق عظمة الامم وهيبتها يرتد الناس الى ولاءاتهم وهوياتهم الصغيرة كنوع من الاحتماء الذي لا يجدي ... يرتد الناس الى الطائفية مثلا ، لتتحول الطوائف الى ملاذ والاحزاب الى طوائف.. وعلى هالمنوال، حمل جمال.

كان لينين قائدا ملهما محتقرا للغطرسة والتعجرف والتعالي والولائية والوصولية وثقافة القطيع والشمولية والماسونية والاكليروسية وادرك موضوعية الاحداث بعقلانيــة وبصيرة ثاقبة وعلمانية غير مهادنة واهمية الزمن لانه سيف ذو حدين! وتوصياته كانت تعاليم آنية واستراتيجية في آن واحد .... عززوا المبادرة ! خفضوا يوم العمل إلى (8) ساعات في جميع مجالات العمل الماجور!  كل السلطة للسوفييت! الصلح الفوري- مسالة الارض- الرقابة العمالية على الانتاج! …قاوموا الجيوش البيضاء والتدخل الاجنبي! ...

الشيوعيون اعداء الارها ... لا يعرفون التردد وانصار ثابتون للمجتمعات والمؤسساتية المدنية دعموا استيلاء السوفييتات على السلطة بالطريق السلمي المدني.... وعندما قررت الثورة المضادة خنقهم بالقوة العسكرية لم يكن امامهم من سبيل سوى الانتفاضة المسلحة!. الشيوعيون بارعون زمن السلم والحرب، وهم قادة وتلامذة فن الانتفاضة المسلحة!. الارهاب والميليشيات والمافيات والفساد الابيض والرمادي والاسود والولاءات الرجعية شرك وفخ الرأسمال الكبير والاجنبي للتحولات الديمقراطية. اكتوبر 1917 ثورة شعبية اشترطت المسار الموضوعي الكامل للتطور الاجتماعي ، وعندما يشار لها يأتي ذكر (لينين) هذا القائد الفذ الى جانب ماركس وانجلز ورواد الاشتراكية العلمية.  مهدت اكتوبر لبناء اكبر دولة اشتراكية في التاريخ- الاتحاد السوفيتي- ويناضل شيوعيو روسيا لاستعادة الامجاد الاشتراكية، وهذه المرة خالية من الشوائب البورجوازية والشحنات السلبية والعقائدية الجامدة! والممارسات الصبيانية اليسارية.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com