يوّقع أو لا يوّقع وضيوف الأمريكان يسرحون ويمرحون!!!

 أحمد رجب

ahmad.rustom@comhem.se

لنبدأ من اللعبة الأمريكية القذرة وقصة الـ (55) من المتورطين في الجرائم البشعة وفي مقدمتهم رأس النظام الفاشي الذي لجأ إلى أقذر الأساليب وأشدها قساوة في القيام بإبادة الجنس البشري والقمع الدموي السافر لمعارضيه ومخالفيه في الرأي والتوجهات وكرهه الشديد للكورد وسائر القوميات العراقية المتآخية وتشبثه بسمات الفاشية التي تجّلت في عنصريته وشوفينيته ذات الطابع العدواني الجامح الموّجه لصهر القوميات جميعها في بوتقة القومية العربية.

لقد إحتوت قائمة اللعبة الأمريكية (55) متهماُ بما فيهم صدام حسين وجلاوزته وكأنّ هؤلاء فقط  قاموا بإعتقال المواطنين وتعذيبهم وقتلهم وإرسالهم إلى مقابر جماعية، ولا يتّصور المرء بأنّ الأمريكان أغبياء، إلا أنّهم يريدون من لعبتهم هذه توجيه الإتهام للأشخاص المتورطين فعلاً في إقتراف الجرائم من أمثال صدام حسين، وبرزان التكريتي، وعلي حسن المجيد وسلطان هاشم، إذ يجب تقديمهم إلى محكمة عادلة كي ينالوا جزاءهم العادل، ولكن بالمقابل توجد قوائم أبناء الشعب التي تحتوي على اسماء عدد اكبر من الذين إقترفوا جرائم وحشية، وهذه القوائم تزيد ألف مرة عن قائمة الأمريكان، ومن ضمن المتهمين والمدانين يبرز إلى المقدمة أسم وزير دفاع صدام حسين المدعو سلطان هاشم.

لا شكّ أنّ الأستاذ جلال طالباني رئيس جمهورية العراق يتّذكربأنّه كان ولا يزال قائداً للإتحاد الوطني الكوردستاني الذي ساهم بصورة فعّالة جنباً إلى جنب مع الأحزاب والقوى الكوردستانية والعراقية وفي مقدمتها الحزب الديموقراطي الكوردستاني والحزب الشيوعي العراقي في مقارعة النظام الفاشي البائد، يتّذكر مآسي شعب كوردستان التوّاق

 للسلم والحرية، يتّذكر الثوّار في الأهوار وضحايا البطش والإضطهاد في العراق، يتّذكر الجلادين الذين أحرقوا كوردستان وقتلوا مواطنين أبرياء، يتّذكر المجرمين صديق مصطفى وبدرالدين علي وسعيد حمّو وآخرين، يتّذكر بأنّ السلطة الدموية لنظام صدام حسين تعاملت بوحشية مع العراقيين عامةً والكورد خاصةً،  يتّذكرالزمرة البعثية الإنقلابية التي استولت على الحكم في المؤامرة الدنيئة لإنقلاب رمضان في 8 شباط الأسود عام 1963،  يتّذكرالأوباش الذين شنوّّا نيران غضبهم وحقدهم على المناضلين العراقيين جميعاً ومن ضمنهم الكورد، وقد جنَ جنون تلك

الشراذم الذين لجأوا إلى إصدار بيانات للقتل والإبادة الجماعية واستخدام الأسلحة الفتاكة ومن ضمنها السلاح الكيمياوي، وضرب المناطق الآهلة بالسكان في الأهوار وكوردستان ، وان الضربة الكبرى كانت من نصيب مدينة حلبجة التي قتل فيها أكثر من 5000 انسان بريء جلّهم من الأطفال والنساء والشيوخ في دقائق معدودة، يتذكر مام جلال البيانات التي أصدرتها الأحزاب ومن ضمنها الإتحاد الوطني الكوردستاني التي ندّدت بالجريمة النكراء.

يتذكر عمليات الأنفال الإجرامية السيئة الصيت، يتذكر بأنّ القوات المسلحة في الجيش العراقي المنحل استطاعت هدم منازل الفلاحين وتسويتها مع الأرض وسرقة ممتلكاتهم وحرق القرى التي وصل عددها إلى أكثر من أربعة آلاف قرية كوردستانية، وإعتقال السكان جميعاً بما فيهم الأطفال والنساء والشيوخ، الأمر الذي أدى إلى تشريد آلاف العوائل، وترك قراهم وهجر أراضيهم، كما تمكنت هذه القوات من أسر عدد كبير من الذين حاولوا الهرب من جحيم الأنفال، يتذكر بأنهم وقعوا في الأسر ولكن لم يعودوا، يتذكر البيشمركة الأبطال الذين جابهوا الحشود العسكرية الضخمة وأسلحتها الفتاكة بمقاومة بطولية نادرة، إستبسلوا فيها، وسجلوا أروع الأمثلة  في الجرأة والثبات والإقدام، كما إستبسلوا في إنقاذ جماهير الشعب والدفاع عنها بالوسائل الممكنة، يتذكر الشهداء الذين سقوا أرض كوردستان بدمائهم القانية، ويتذكر بأنّ للشهداء آباء وأمهات وأخوان وأخوات وللعديد منهم زوجات وأطفال.

يتذكر بأنّ الكورد أكّدو ويؤكدون حرصهم الشديد على وحدة العراق وإشاعة جو التعايش بين أبناء القوميات المختلفة في الكيان العراقي الواحد، ويتذكر بأنّ هذا يفنّد كل المزاعم

التي تطلق هنا وهناك حول الإنفصال والتقسيم، كما ويؤكدون المبدأ القانوني الذي يقر للشعب الكوردي حقه في تقرير مصيره ضمن عراق ديموقراطي تعددي فيدرالي متحد

بما يضمن المصالح المشتركة للشعبين العربي والكوردي والحقوق القومية الثقافية والإدارية للتركمان والكلدوآشوريين السريان والأرمن وغيرهم، وضمان مساواتهم في الحقوق والواجبات، يتذكر بأنّ صالح المطلك قد صرّح ضمن تهديد واضح وصريح للشعب الكوردي عندما زعم {ان ما اخذ بالقوة سوف يرد في يوم ما بالقوة} ولم (يخفي) المطلك نواياه الخبيثة، ونوايا زمرته الجبانة بابادة الكورد عندما يستطيع لم شمل البعثيين والعناصر التي ترقص على الوتر العروبي الشوفيني، وعند تجبير أياديهم المكسورة منذ رحيل ولي نعمتهم وقائدهم بطل القادسية الخاسرة وأم المعارك المخزية، وهم يريدون ان يعيدوا كوردستان الى حكم البعثيين  حين يهدد على خطى رئيسه

 "الراحل" أيام القوة والزهو العروبي بان ّ يوم الحساب مع الكورد سيأتي، يتذكر تصريحات أسامه النجيفي وسامي العسكري التي تريد النيل من الشعب الكوردستاني بكلمات بذيئة وتصرفات بعيدة عن الأخلاق، يتذكر بأنّ هؤلاء كانوا بالأمس بعثيين يساندون نظام القتلة الفاشست واليوم "يبنون" العراق الفيدرالي، يتذكر بأنّ الأعراب يتهمون الكورد بإيواء إسرائيليين وأعضاء في الموساد، يتذكر بأنّ المجتمع العراقي منقسم بصدد الحقوق القومية للشعب الكوردي إلى إتجاهين رئيسيين، قسم منهم يؤّيد الفيدرالية، ويقف بقوة مع حق الشعب الكوردي في تقرير مصيره ضمن عراق ديموقراطي مستقل وموّحد، والقسم الآخر يقف بالضد من هذه الحقوق، ويعمل بكامل ثقله من أجل إعاقة أالوصول إليها!.
يتذكر بأنّ الشوفينيين ومن ضمنهم بعض المرتزقة الكورد وعناصر تطلق على نفسها لقب
 

 رجال الدين من السنة والشيعة الذين كانوا حتى يوم أمس بعيدين عن العراق ونضال قومياته يقفون بالضد من الفيدرالية ورفضها بإعتبارها بذرة لتقسيم العراق كما يزعمون.

يتذكر دولَي باليسان و شيخ وسان وسهل فايدة وسهل شهرزورومنطقة بادينان ودشتي هولير وقرى قره داغ وحلبجة والسلاح الكيمياوي والعمليات العسكرية لحرق كل شيء يتحرك، يتذكر الشهداء من المواطنين الكوردستانين الأبرياء ومن البيشمه ركة المدافعين عن الأرض وكرامة الإنسان.

يتذكر الفلاحين من الكورد والكلدو آشور السريان، مسلمين ومسيحيين وإيزديين من زاخو والعمادية وبحزاني وتلكيف والقوش وجومان وبه ر سه رين وشقلاوه وباليسان وكويه وبشدر ورانية ودولي جافايه تي وشاربازير و آغجلر وكرميان وكركوك وكفري وخانقين والمناطق الأخرى، ويتذكر بأنّ الفلاحين المنسيين هذه الأيام كانوا وقود الثورة والنضال ضد الحكم الدكتاتوري البائد، وهم تحمّلوا العذاب والحرمان وتعرضوا إلى الظلم والإضطهاد، لأنهم ساعدوا البيشمه ركة، وقدّموا لهم الأكل والمساعدة في نقل جرحاهم من ساحات المعارك إلى بيوتهم وإخفائهم بشتى الطرق ونقلهم إلى مقراتهم، ولم يكن ذلك سهلاً نظراً لكثرة ربايا وكمائن العدو من الجيش والمرتزقة الجحوش.

يتذكر ويتذكر عمليات الأنفال السيئة الصيت، وأولها كان الهجوم على مقره الشخصي ومقرات الإتحاد الوطني الكوردستاني في دولَي جافايتي، في (سه ركه لو، به ر كه لو، هه له دن، ياخ سه مه ر، جوخماخ) من قبل القوات الحكومية والجحوش بقيادة "الضابط النزيه" سلطان هاشم حسب مزاعم العروبيين الشوفينيين، يتذكر بأنّ هاشم هذا قد أرسل إلى رئيسه بطل الشوفينيين العرب وأعداء الشعب الكوردستاني وكوردستان (صداموك) برقية حيث وصف الكورد بفلول البغي وعملاء إيران وجاء فيها قائلاً:

{تم بعون الله تعالى تدمير قوات المخربين في مناطق : دولي جافايه تي، سركلو، بركلو، جالاوه ، جوخماخ، هه له دن، ياخسه مه ر، زيوة، كانى توو، قزلر} ومناطق ومرتفعات أخرى، مختتماً إيّاها بوفائه بالعهد الذي قطعه بالقضاء على من أسماهم بالضالين ويعني بهم المواطنين الكورد حيث قال :{نعاهدكم على الاستمرار بالطرق على رؤوس هذه الفئة الضالة حتى تعود الى صوت الحق}، ووقعّها باسم : اللواء الركن سلطان هاشم قائد عملية الأنفال.

يتذكر أنّ قتل (8000) بارزاني و(182) ألف من الشعب الكوردستاني جريمة دولية، جريمة إبادة الجنس البشري (الجينوسايد)، وهي ليست جريمة عادية كسرقة سيارة، أو مشادة كلامية وجرح طرف من الطرفين، أو الإعتداء على قانون المرور، أو بناء بيت بدون إجازة، أو حمل بندقية، وجرائم مشابهة.

يتذكر مام جلال وادي الأحزاب ومقراتها في ناوزنك وتوزه له ونوكان وزلي، يتذكر بأن الحزب الإسلامي وزعيمه طارق الهاشمي وهيئة "علماء" المسلمين وعميدها عدنان الدليمي ومن على شاكلتهم لم يكن لهم جهود، وكانوا يأكلون ويعيشون ويصفقون للرئيس (صداموك)، واليوم يتدخلون لخرق قوانين المحاكم العراقية التي قيل عنها بأنها نزيهة،

يتذكر مام جلال نائبه الإسلامي، ومستشاره الديني اللذين يريدان الدفاع عن مدان إستحق الإعدام حسب محكمة الجنايات، يتذكر بأن السلطة الدموية في بغداد أيام الحكم الدكتاتوري لم تقبل بفراش مدرسة إن لم يكن بعثياً، فكيف لشخص قائد ميداني كبير، وعن أية نزاهة يتحدث طارق الهاشمي وعدنان الدليمي وصالح المطلك والذيول البعثية والمخابراتية، وضمن اللعبة الأمريكية القذرة تجري محاولات وراء الكواليس بتحسين صورة من على شاكلة سلطان هاشم الذين كانوا أدوات ومخالب الفاشية لقتل العراقيين والكوردستانيين، يتذكر رئيس جمهورية العراق قوله{هذا الرجل لا يستحق الاعدام. كان ضابطا عراقيا قديرا وممتازا نفذ الاوامر الصارمة من صدام حسين وهو عسكري لم يكن يستطيع مخالفة الاوامر}، وإذا كان الأمر هكذا فلا نفع من إجراء محاكمات ومن الأفضل أن لا يقول أي مسؤول عراقي بأنّ القضاء العراقي نزيه، وقد قال طارق الهاشمي بأن هؤلاء القادة ضيوف الأمريكان.

لنتذكر نحن ضحايا الإرهاب، نحن البيشمركة الأنصار، نحن الذين قارعنا أعتى دكتاتورية في التاريخ الحديث، لنتذكر علي حسن المجيد (علي كيمياوي) وسلطان هاشم وآخرين، ولنقل لشعبنا وكل العالم بأن أمريكا وتحت حجج واهية ومبررات لا أخلاقية تتدخل في الشأن العراقي، وتريد تحرير من أحرق حلبجة، ومن قاد عملية الأنفال الأولى، لنقل للجميع ونذكرهم بالطبخة الأمريكية التي ستأتي كالوباء القاتل، لنطلب من كل الأخيار العمل لتنفيذ قرارات المحكمة، وأن لا نقبل التحايل الأمريكي، وأن ندين بصوت عال ومدوي كل التحركات المريبة.

لنقل للشعب الكوردستاني تهيأ فالمؤامرات تريد إحراقنا من جديد، ويريد مسؤولو العراق """الفيدرالي""" أن نؤدي التحية ونقف إجلالاً لعميل المخابرات الأمريكية سلطان هاشم.

لنقف صفاً واحداً ونبّين لكل العراقيين بأنّ البعض من النفوس المريضة ومن المصابين بالعمى يحاول التصّيد في المياه العكرة  لتأجيج الفتن وإشعال نار الفتنة  والفرقة بين الكورد وأخوانهم  من العرب والتركمان والكلدوآشوريين والأرمن بسبب قرارات المحكمة ودور المسؤولين ، إلا أنّه لا بدّ من القول: أن فألهم سيخيب كما خابت آمال كثيرة أخرى لهم، وإنّ النوايا الخبيثة لجميع البؤساء الخائبين ستبوء هي الأخرى بالفشل الذريع.

وأخيراً علينا أن ننادي شهداء الشعب والوطن من ضحايا الإرهاب والجورونقول لهم: هل لكم أمهات وآباء؟؟، هل لكم أخوان وأخوات؟؟ هل لكم أقارب وأصدقاء؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟.

العودة الى الصفحة الرئيسية

Google


 في بنت الرافدينفي الويب



© حقوق الطبعوالنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com