|
وانما اعني بها تلك الاطماع التاريخية التي تراود احلام الساسة الترك فيما يتعلق بكردستان, (عدم السماح للاكراد بالحلم) هذه الاحلام رسخها لساسة الترك النظام البعثي في حربه الضروس ضد الاكراد وكانت القوة التركية هي احدى الركائز التي استخدمها النظام السابق. ومنها السماح للجيش التركي التوغل في الاراضي العراقية ولمسافة 32 كيلو متر حتى اصبح الامر لديهم من المسلمات والبديهيات العسكرية التي شكلت فيما بعد اهم نقاط الامن القومي التركي؟ بمعنى ان جنرلات تركيا استغربوا من عدم السماح لهم بالتوغل داخل الاراضي العراقية معتبرين ذلك اهانة للجيش التركي. الاتراك ومن يدعم سياستهم التوسعية يدرك جيدا ان الحكومة العرقية في بغداد ترفض الاعمال الارهابية التي يقوم بها حزب العمال التركي وتعتبرها جزء من منظومة ارهابية عالمية اسوة بكل الاعمال الارهابية التي تستهدف الابرياء ولاتفرق بينها وبين حركة القاعدة الارهابي ما دامت هذه المنظمات تستهدف الابرياء. والاتراك يدركون جيدا ان اكراد العراق يرفضون هذه الاعمال ايضا وهم لايكنون لها تقديرا والاكثر من هذا ان الاتراك يدركون جيدا ان حزب العمال التركي انما يعود تواجده في جبال قنديل لاسباب خارجة عن ارادة الدولة العراقية لاسباب لس خافية عن جنرلات تركيا وحالها حال منظمة خلق الارهابية. فلماذا الهجمة الشرسة والتطبيل الاعلامي لغزو العراق؟ ولماذا ابدت سوريا على لسان رئيسها الاسد موافقتها على غزو كردستان ولماذا يزور باباجان ايران في مباحثات الفرصة الاخيرة.
اسئلة تفرضها طبيعة المهمة المقبلة فتركيا ترفض الحوار مع اقليم كردستان وكان بامكانها لو ارادت تجنب بلادها ازمة حزب العمال ان تجلس في مفاوضات مباشرة مع حكومة كردستان لكنها تصر على عدم الاعتراف بحكومة الاقليم وهي تريد ان تفرض شروطها على الجميع من واقع العراق الضعيف. وليتها اكتفت بذلك بل يصرح قادتها انهم قادرون على فعل اي شئ؟ طبعا في اشارة منهم الى تدمير تجربة كردستان العراق والتي لم تعد مقتصرة او ملك لاكراد العراق بل هي تجربة عراقية ويعتز بها كل العراقيين, بل لاقت ترحيبا عربيا ,وكل من اطلع على التجربة يؤكد عمقها العراقي اذن لماذا اصرار تركيا على غزو كردستان
وما هي الماكسب التي ستجنيها من هذا الغزو؟ يخطئ من يظن ان الجيش التركي قادر على تحطيم التجربة الكردستانية .ويخطئ من يظن ان كردستان العراق ستركع امام الجندرمة؟ فطبيعة المنطقة الوعرة والجبلية وفصل الشتاء كلها امور تحول دون تحقيق اي انتصار عسكري للاتراك ؟ تاريخ المعارك الجبلية يؤكد عدم انتصار اي من الجيوش في جبال كردستان الاتراك يدركون هذه المعادلة لذلك هم يحاولون كسب الوقت للظفر بقادة حزب العمال التركي او الحصول على تنازلات في كركوك امور كثيرة تختلط في ازمة حزب العمال من المؤكد انها ستكون لصالح تجربتنا الفدرالية وتلاحمنا الوطني الذي رفض التدخل التركي والتهديدات التركية لاقليمنا العزيز.
|
||||
© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved. info@bentalrafedain.com |